Tuesday  26/04/2011/2011 Issue 14089

الثلاثاء 22 جمادى الأول 1432  العدد  14089

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الإنسان العاقل الواعي يدرك أنّ العجلة من الشيطان: قال حاتم الأصم رحمه الله العجلة من الشيطان إلاّ في خمسة مواضع فإنها من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم .. إطعام الضيف إذا نزل - تجهيز الميت - تزويج البنت إذا بلغت - قضاء الدَّين إذا وجد - التوبة من الذنب إذا.....

..... أفرط. من هنا يتضح جلياً أنّ التأني في كلِّ الأمور ما عدا ما ذُكر أعلاه هو فضيلة وهو مطلب أساسي للحياة. إنّ كثيراً من الناس في عصر السرعة متسرِّعون لا يقيمون للخبر الأكيد أيّ وزن، فأغلب هؤلاء يسيرون في طريق الوهم والعجلة، لا يستمعون إلى الحقائق وإلى الكلام الصحيح البعيد كل البعد عن الزيف والكذب والدجل، إنهم المتعجّلون الذين يروِّجون القول بدون علم وبدون تأكيده من مصدر موثوق، هؤلاء يسمّون في المصطلح العامي (الهجاج) وتعني الهروب إلى عالم مجهول!! إنّ من ينشرون الأقوال والأكاذيب والشائعات بغير علم ودراية بأخطارها هم كمن يصبّ الزيت على النار لتزداد اضطراماً، وهذا بطبيعة الحال أمر مذموم وله مخاطر كثيرة على الأسر والمجتمعات. لقد حذّر الإسلام من التعجُّل، وحذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من تتبُّع عورات المسلمين والتجسُّس عليهم، وقال: لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم .. إنّ هذا وبكل أسف منتشر في المجتمع وكأنّ الجميع في معركة مع الآخر .. لقد انتشرت النميمة وانتشرت الغيبة، وأصبح كثير من الناس يمارسون هواية القذف والشتم والتخوين وأحياناً التكفير، وكل هذه المساوئ مصدرها الجهل والتعجُّل .. ليس عيباً على الإطلاق أن يتحلّى الإنسان بالأخلاق الفاضلة وأن يقتدي بالسلف الصالح، وليس عيباً أن يقتدي الإنسان بأهل العلم والرأي والفهم والعقل والفقه، وليس عيباً مشاورة من حَبَاهم الله علماً وفقهاً وحسن تدبُّر ورأي سليم يدلُّ على الخير وينهي عن الشر، ولكن العيب كل العيب الاستماع إلى ضعفاء البصائر والعقول والتصديق بما يقولون، إنهم ينشرون السموم في المجتمع ليحاولوا تفريق الصفوف وبث روح التباغض والتناحر بين أفراد هذا المجتمع، فاحذروا المتعجّلين فإنهم أعداء لكم، وإنهم أولياء الشيطان! الذين يسيرون خلف الأهواء يمارسون العقوق لفضيلة الصبر والتأني، يرفضون أصوات العقل والاستماع إليها، يعتقدون بأنهم يتصرفون وفق أسس من الحقيقة والبراهين والدلائل، وهم بذلك يخطئون الحقيقة، وكل أعالهم تدلُّ على جهلهم بحقائق الأمور.

ارجعوا أيها السادة بكل أمانة وصدق إلى قول سيد البشرية الذي دعا إلى تجنُّب كل ما من شأنه أن يثير الضغينة والحقد بين الناس أو يجرح مشاعرهم، فإنكم بحول الله قادرون إذا سلمت النوايا.

وكونوا رجالاً مخلصين يفتدون الوطن ويحافظون على مكارم الأخلاق.

 

المتعجِّلون أولياء الشيطان
مهدي العبار العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة