Tuesday  26/04/2011/2011 Issue 14089

الثلاثاء 22 جمادى الأول 1432  العدد  14089

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يصر عدد من المشرفين في إدارات التربية والتعليم بمختلف مناطق المملكة، على ضرورة استخدام اللغة العربية الفصيحة في جميع العروض المسرحية، كشرط أساس يتوقف عليه قبول العمل أو رفضه في المسابقات التي تجريها الإدارات بهذا الشأن، وهذا ما يعاني منه القائمون على المسرح في المدارس باعتبار ذلك شرطاً لا يمكن تعميمه بهذه الحدة.

وتأتي وجهة نظر المخرجين المسرحيين في المدارس مبنية على جانب فني يعمل به الجميع على نطاق واسع، ملخصها: أن اللغة العربية بهذه الصورة وبهذا الشكل الذي يريده المشرفون التربويون بإدارات التربية والتعليم تلغي مناقشة قضايا الشباب الحالية، فعلى سبيل المثال: لن يتمكنوا من مناقشة سلبيات الموضات الجديدة في لباس (شباب التحلية)، فليس من المنطق الفني أن يأتي شاب بلباس تي شيرت وجينز وكدش ويتكلم اللغة العربية الفصيحة، وليس من المنطق الفني أن نشاهد في المسرحية سواقاً يتحدث باللغة العربية الفصيحة، وليس من المنطق أن نشاهد أباً كبيراً في السن يتكلم اللغة العربية الفصيحة، فهذه الشخصيات جميعها سيتم إلغاؤها إذا ما سلم المخرجون المسرحيون في المدارس بشرط وجوب الحديث باللغة العربية الفصيحة، أو على أقل تقدير لو أن هذه الشخصيات حضرت في المسرحية وهي تتحدث اللغة العربية الفصيحة، سيسقط شرط مهم وهو (الصدق الفني) الذي يعطي للعمل أهميته في مسألة القبول أو الرفض.

هذا الأمر أدى إلى (تكلف) اللغة العربية الفصيحة في المسرح المدرسي، بصورة مستهجنة، وبشكل يسيء لها أكثر مما يدعمها، وإبراز اللغة العربية ودعمها يفترض أنه لا يأتي على حساب الشكل الفني للمسرحية التي بدونه لا تساوي شيئاً، فالأدوات الفنية تأتي أهميتها في الوصول بالعمل إلى مرحلة (الصدق الفني) و(الإيهام) اللذين يجعلان المسرحية تحقق رسالتها بصورة مقنعة.

أزمة التوفيق بين (الجانب التربوي والجانب الفني) ما زالت تعصف بالمسرح المدرسي حتى هذه اللحظة، فالتربويون يريدون من المسرح أن يعمل على تدريب الطلاب على الحديث أمام الجمهور، وأن يقفوا أمامه بلا خوف أو خجل، وأن يتمرسوا على العمل بروح الجماعة، في حين أن المخرجين المسرحين يريدون أن يخطوا بالمسرح المدرسي خطوات متقدمة في استخدام الأدوات الفنية، مثل: الإضاءة والديكور وتقمص الشخصية والتكوينات والتوازن والثبات والتأكيد، وأن يصنعوا صورة بصرية راقية، في حين تتضمن النصوص الشروط الدرامية مثل: الصراع والتشويق وتحول الشخصيات واللغة التي تتناسب مع طبيعة الشخصية وثقافتها.

الأزمة ما زالت قائمة، ولا يريد كل طرف التنازل عن مبادئه المسرحية التي يؤمن بها، وهذا ما يجعل المسرح المدرسي متأخراً عن روح العصر، ما يؤكد على ضرورة التحرك في مسألة التوفيق بين الفرقاء بشكل يضمن مسرح مدرسي نرفع من أجله القبعة.

nlp1975@gmail.com
 

الحقيقة شمس
الفصحى في مسرح التربية
رجاء العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة