Wednesday  27/04/2011/2011 Issue 14090

الاربعاء 23 جمادى الأول 1432  العدد  14090

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

إهداء إلى الكاتبة والشاعرة المتألقة دائماً: د. فوزية أبوخالد

فوز.. سلامتك من الآه.. تضعف الكلمات وتتراجع الحروف إلى الوراء وأنا أود التعبير عن خفق قلبي خوفاً على سيدة الكلمات وتعاطفاً مع نهر العطاء المسمى «فوزية أبوخالد»، لا أدري هل أكتب لها، أم أكتب لكم أنتم،

أنتم العالم المبهج الآخر الذي أجله وأحترمه لأسباب كثيرة أولها وآخرها أنني جزء منه، وهي وحدها عالم من نساء.

رسالتي إليك:

كتبت لك يوماً إلى التي شاركتني اسمي وحلمي وكنت حقاً كذلك.. لم يكن الاسم وحده ذلك الذي أوجد التماساً فيما بيننا وإنما هي أحلامنا حين تتقارب حيناً و تبتعد حيناً آخر لكنها تنبع وتصب في فضاء كوني واحد تحفه رغبة في التفوق والحرية والإنطلاق.. ورغبة أخرى في الخير والعدل والصلاح للعالم بأسره.. هكذا كنت وكنت أراك شامخة متألقة.. تكبرين في عيني دائماً.. هي أنت ذاتك تلك الطفلة التي لازالت ترفل بمريلتها وظفيرتيها، هي إحدى شخوصك المخبأة في أعماقك والتي تظهر في حالات معينة لا يعرف أسرارها إلا محبوك والمقربون جداً منك..

تلك البداية:

سلامتك من الآه يافوز.. من أين أبدأ وكيف لي تلك البداية.. لطالما كنت بجانبي في اللحظات المريرة حين فقدت والدي رحمه الله في تلك الفترة الصعبة من حياتي.. كنت هناك تضمدين أحزاني وتكفكفين جراحي الساخنة.. قلت لك إنني أشعر بأنني أحيا كابوساً سأصحو منه في اليوم التالي، أجبتني حينها قائلة: إصبري، انتظري بعد فترة ستطوعين الغياب ليصبح حالة من الحضور وإن تحققت بأشكال خارجة على الصور المعتادة، سيأتي إليك كثيراً في أحلامك فتتقاسمين معه الأحلام مثلما كنت تتقاسمين معه الحياة وما أحلامنا إلا معادل آخر للحياة.. أعجبني حينها فيك حكمتك ثم ذلك التمازج في لهجتك مابين المفردات النجدية والحجازية الخفيفة على لسانك..

حوارنا:

حين أتحدث إليك ولطالما تحدثنا معاً كنت أشعر بأني تحت شجرة وارفة بلا انتهاء.. على حافة نهر جار.. تحت نجمة مضيئة نادرة.. تأسرني إنسانيتك، نقاء روحك، قلبك الذي يسع العالم فهماً وتذوقاً.. تسامحاً واحتواء..

أي ألم كان ذاك ؟!

حين صافحني صوتك وكنت حينها أتابع الثورة المصرية.. بادرتك بالحديث عن منظر الأبرياء حين كانت سيارة الأمن تدهسهم بمنتهى العنف والقسوة واللا إنسانية.. فتمازجت اللوعتان حين علمت منك بالخبر المذهل عنك.. صحتك ليست على مايرام.. شعرت بأن جزءاً من داخلي يتفطر لوعة وحرصا عليك لكنني تشبثت بكلمات مخبأة في ذاكرتي كي تقويني وتقويك.. ترفعنا معاً إلى أعلى، فوق الأسى والألم، وحين أوصيتني بالكتمان لريثما تتضح الصورة توجست فداحة الأمر.. يالله سأتألم وإياك والمقربون جداً منك فقط.. لا قراؤك ولا طالباتك ولا الكثيرين من متابعي نجاحاتك..

أعيد عبارتي التي كتبتها يوماً لك «المرأة التي شاركتني اسمي وحلمي» ولا زلت فأي سر عجيب جمعني بك وأي خيط مضيء يربط روحينا.. لا شك هي قوة الكلمة.. استبدادها، سطوتها جمالها حين تعاندني أحياناً وتنطلق كالفراشات بين أصابعك (حفظك الله).. قلت لك يوماً قرأت مقالاً جميلاً ذكرني بلسعة الجمال في لغتك وكان «مقال محمود درويش في رثاء ممدوح عدوان وهو يتحدث عن تبادل الحروف في اسم محمود وممدوح بالإضافة لملايين الانخاب والأحلام الأخرى المتبادلة بين أرواح المحاربين والشعراء»

وهكذا هي كلماتك حين تتسرب مابين أصابعك في لحظات التألق والتأمل والتجلي التي تجيدينها بمهارة وأناقة وإخلاص.. هي إحدى سماتك وطبعك الملازم لك...

سلامتك من الآه أقولها أصالة عن نفسي ونيابة عن جموع.

 

فوز.. سلامتك من الآه
فوزية الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة