Thursday  28/04/2011/2011 Issue 14091

الخميس 24 جمادى الأول 1432  العدد  14091

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

صدى

 

أشار إلى أن الانخراط في العمل الخيري رمز من رموز تقدم الأمم.. د. الباز:
المجلس الأعلى للتطوع لا يحقق السرعة والمرونة والاستقلالية عن التنظيمات الحكومية

رجوع

 

أشار الدكتور راشد بن سعد الباز أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أستاذ كرسي الأمير سلطان لدراسات العمل الخيري أن العمل التطوعي يُمثل قيمة لا غنى عنها لأي مجتمع وظاهرة اجتماعية تفرض وجودها على الإنسان مشيرا إلى أنه أصبح حجم الانخراط فيه رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها، كما أنّ تطور العمل التطوعي في المجتمع انعكاس لتطور المجتمع ومستوى النضج لأفراده مضيفا أن العمل التطوعي ضلع مهم في مثلث المسئولية المجتمعية في تقديم الخدمات متضامناً مع القطاع الحكومي والقطاع الخاص. وتابع الدكتور الباز قائلاً: وتزداد أهمية العمل التطوعي في وقت تشهد فيه المجتمعات تغيرات اجتماعية واقتصادية وكوارث بيئية وتحولات مناخية ولعل ما حدث مؤخراً في اليابان من كوارث شاهد على ذلك، وهذا كله يتطلب الاهتمام بالعمل الطوعي وتهيئته للقيام بدوره في مساندة أجهزة الدولة بالإضافة إلى ذلك فالمشكلات التي يواجهها أفراد المجتمع في وقتنا الحاضر قد تعددت وتعقدت، وبرزت احتياجات لم تكن موجودة في السابق نتيجةً للتطور الحضري والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدها المجتمع، وأمام ذلك أصبح من الصعب على قطاع واحد وهو القطاع الحكومي مواجهة تلك المشكلات أو إشباع تلك الاحتياجات، لذا فإنّ الأمل معقود على الجهود التطوعية في المساهمة في خدمة المجتمع جنباً إلى جنب مع الجهود الحكومية والمشاركة في خطط التنمية الشاملة، ومضى أستاذ كرسي الأمير سلطان لدراسات العمل الخيري قائلاً: وتبرز قيمة العمل التطوعي في قيامه بوظائف أساسية في المجتمع، هي أنّه داعم للخدمات التي تُقدمها المؤسسات الحكومية لكنها لا تلبي احتياجات جميع الأفراد وأنّه مُغيث، ويتجلى ذلك في وقت الكوارث الطبيعية والأزمات والحروب، حيث لا يُمكن لأجهزة الدولة في مثل هذه الظروف أن تُغطي جميع الاحتياجات مما يتطلب معه وجود جهود تطوعية في أعمال الإغاثة والإنقاذ كما أنّه مُكمّل، وذلك بتقديم خدمات إضافية أو جديدة لا تُقدمها المؤسسات الحكومية وكذلك أنّه بديل لخدمات لا تقدمها الدولة لظروف معينة مثل وجود أنظمة وقوانين تحد من تدخل أجهزة الدولة الرسمية في بعض الشؤون وأردف الدكتور راشد لقد تطور العمل الخيري في المملكة العربية السعودية على المستوى الكمي والنوعي في السنوات الأخيرة لكن مازال دون التطلعات بالرغم من وجود أرض خصبة للعمل التطوعي تتمثل في القيم الإسامية، التي أعلت من شأن العمل الخيري والعادات الاجتماعية الحميدة التي يتميز بها المجتمع السعودي، مشيرا إلى أنّ غياب جهاز تنظيمي للعمل التطوعي أفسح المجال لبعض المؤسسات والهيئات وإن كان هدفها نبيلا لكنها غير مؤهلة ومهيئة لتقديم برامج وأنشطة تطوعية مما أوجد قصوراً وثغرات في تلك البرامج والأنشطة، وبين الدكتور الباز قائلاً: إنّ إقرار مجلس الشورى إنشاء تنظيم رسمي للعمل التطوعي إستراتيجية مهمة لتطوير العمل التطوعي في المملكة العربية السعودية وضرورة مجتمعية تُرسّخ العمل التطوعي وتواكب مستجدات العصر وإن كنت أعتقد أنه من غير المناسب أن يكون هذا التنظيم في شكل مجلس أعلى للعمل التطوعي لأنّ آلية عمل المجالس العليا تختلف عن طبيعة ومهام العمل التطوعي التي تتطلب السرعة في اتخاذ القرارات والمرونة العالية والاستقلالية عن التنظيمات الحكومية، لكن يؤمل من أي تنظيم للعمل التطوعي تدعيم وتفعيل العمل التطوعي ليُصبح قناة رسمية يتم من خلالها تخطيط وتنسيق الجهود والاستفادة من فئات المجتمع في الجهود التطوعية وبناء نظام موحد وسياسة واضحة للعمل التطوعي في المملكة يواكب التغيرات المجتمعية ويرفع من شأن العمل التطوعي. كما أنّ وجود قناة رسمية سيؤدي إلى تطوير العمل التطوعي وضبطه وتنهيجه علمياً وحماية الأفراد والمؤسسات بل والمجتمع ككل من الممارسات الخاطئة للعمل التطوعي أو الاستغلال السيئ له أو تحويره عن مساره الصحيح واختتم أستاذ كرسي الأمير سلطان للعمل الخيري بقوله: إنّ إنشاء بناء تنظيمي للعمل التطوعي سيُسهم في مواجهة مشكلة البطالة بين الشباب حيث سيؤدي إلى فتح قنوات رسمية للعمل التطوعي يتم من خلالها ممارسة مجالات متعددة من الأعمال وبشكل منظم مما يُمثل فرصة للشباب للتدريب ولاكتساب خبرات ومهارات تفتح لهم فرصا وظيفية كما تجعلهم أكثر تهيئة وثقةً في أنفسهم عند الانخراط في العمل الرسمي بالإضافة إلى ما يترتب على ذلك من استغلال أوقاتهم في أمور تفيدهم وتُفيد مجتمعهم، وآمل أن يكون من أهداف هذا التنظيم المقترح الارتقاء بالعمل التطوعي وتطويره في المملكة وتفعيل دور العمل التطوعي والتأكيد من شأنه وأهميته في مسارات التنمية المختلفة ووضع سياسة عامة ونظام موحد وشامل للعمل التطوعي في المملكة وجذب وتجنيد المتطوعين للمساهمة في خدمة مجتمعهم وكذلك تحديد وترتيب أولويات الاحتياج في مجلات التطوع المختلفة، وأيضا الرفع من مستوىمهارات المتطوعين و دعم البحوث العلمية في مجال العمل التطوعي ومواجهة المعوقات التي تحدّ من العمل التطوعي.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة