Thursday  28/04/2011/2011 Issue 14091

الخميس 24 جمادى الأول 1432  العدد  14091

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الدراما الخليجية ماذا لو
عبدالعزيز محمد الروضان

رجوع

 

منذ ثلاثين عاماً أو أكثر وأنا أتابع الدراما الخليجية عن كثب فخرجت منها بالانطباعات أو الملاحظات التالية:

الملاحظة الأولى : إن الدراما الخليجية قفزت فوق عادات وتقاليد وأعراف دول الخليج ألست قفزة أحدثت هوة كبيرة لا يمكن ردمها بين ما يعرض من دراما وما هو موجود على أرض الواقع من عادات وتقاليد وهذا نراه جلياً في إيقاع تلك الدراما التي تعرض في تلفزيونات دول الخليج؛ فالكاتب الدرامي لم ينزل إلى أرض الواقع فيستقي أعماله منه وخياله الدرامي الذي يتماس مع عادات وتقاليد هذه الدول بل نراه جدف وخرق قداسة هذه التقاليد المتأصلة عندنا نحن شعوب الخليج فقد خرق الكاتب هذه العادات بأشياء لا تمثلنا لا من قريب ولا من بعيد البتة.

الملاحظة الثانية : إن كاتب الأعمال الدرامية في دول الخليج لم يعرف من عادات هذه الدول إلا الشيء الذي يشكل وجوده نشازاً ومن ثم يعدها طواهر ملفتة؛ فالكاتب الدرامي توكأ على نشاز بعض الأشخاص الذين تكونت لديهم بعض هذه النتوءات بسبب عدم مسايرتهم لإيقاع الزمان والمكان الذي عاشته دول الخليج، فالطفرة الحضارية سببت لهؤلاء الأشخاص نتوءات وربكا في المفاهيم عندهم فعجزوا عن التأقلم مع هذه الإيقاعات السريعة الذي أحدثته الطفرة الحضارية عندنا، إن الكاتب الدرامي لهذه الأعمال عدّ مثل هذه الظواهر الفردية سلوكاً ذات صبغة جماعية نسج الكاتب عبرها أعماله الدرامية.

الملاحظة الثالثة : لو كانت أعمال الكاتب الدرامي إيقاعها وتوقيعاتها موجودة فعلا في مجتمعاتنا نحن دول الخليج فيجب أن تكون معالجة هذه الظواهر معالجة صائبة تتسم بطابع التفاؤل لا بطابع التشاؤم المفرط فالكاتب الدرامي ضخم نشاز هؤلاء الأشخاص الذين خرجوا عن دائرة العادات والمُثل لهذه الدول، إني أرى أن الكاتب الدرامي يغرق في تجسيد نشاز هؤلاء الأفراد تجسيداً يمقته المشاهد لذا فإن المشاهد حين يتابع هذه الأعمال الدرامية يتولد عنده إنطباعاً هو أن هذا هو حال مجتمعنا الخليجي عبر ما يبث في هذه الأعمال من أشياء لا تُمثلنا كالتفكك الأسري وشرب المخدرات والضحالة في النهج الثقافي والتحصيل العلمي الذي بواسطته يبتعد الشخص عن مثل هذه التصرفات العقيمة.

الملاحظة الرابعة : إن كاتب هذه الأعمال الدرامية يجعلها تمثل في أجواء تكتنفها الرفاهية وذلك بتمثيل هذه الأعمال في قصور ضخمة ذات الأثاث الضخم والمراكب الفارهة التي تبعد المشاهد عن لب هذه الأعمال والهدف منها بسبب انبهاره بتلك الرفاهية، إذن هذه الأعمال لا تمثل تمثيلا يحاكي واقعنا الفعلي ولكن لو أن هذه الأعمال تمثل في أماكن طبيعية تحاكي ما نحن عليه فعلا لكان قبول المشاهد لها أكثر تأثيراً.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة