Friday  29/04/2011/2011 Issue 14092

الجمعة 25 جمادى الأول 1432  العدد  14092

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

لا يزال الاقتصاد هو العامل الأهم في تحريك الحضارات ونموها، وعادة ما تمثل الفنون الجانب البصري أو المرئي بل والتسجيلي من تلك الحضارات، سواء أكانت عمارة أم فنون بصرية أو آدائية أو غيرها، ولا نستطيع أن ننكر أنه بينما يعيش العالم أزمات اقتصادية في مناطق متعددة، فإن الخليج العربي يقع ضمن الجزء الآخر من العالم الذي يعيش في المقابل طفرة اقتصادية لامست العديد من الجوانب يمكن رؤية أثرها اليوم في حال الفنون البصرية.

بل لا أبالغ إذا قلت إن الأثر على الفنون ومخرجاته الإبداعية وسرعة النمو، تفوق قدرة أفراد المجتمع على تذوق تلك الصور المعاصرة والمحدثة في هذا المجال، فعلى سبيل المثال؛ جاء خبر بيع عمل عبدالناصر غارم (الرسالة- الرسول) (Message-Messenger) عبر مزاد كريستيز الشهير بمبلغ يصل إلى 842500 دولار أمريكي، بعد تقدير أولي ما بين 70 إلى 100 الف دولار، جاء هذا الخبر كصرخة نداء أو استغاثة تطالبنا وبقوة بالتحرك والمبادرة إلى استعجال النمو الثقافي البصري، بدلا من اللهث وراء تغييرات في مظاهر أخرى أقل أهمية، بل أتفه من وجهة نظري إذا ما قورنت بالفنون الجميلة، وأقصد هنا الأمور المادية للمظاهر الحياتية، والمرتبطة في بعض الأحيان بدور الأزياء، نسميها ونحفظها وندخر كي نستطيع اقتناء شيء منها (الأصيل والمقلد تقليدا جيداً!) بينما عقولنا (ثقافياً) شبه فارغة، ونسينا أو تناسينا أو حتى جهلنا أن الأزياء ما هي إلا جزء بسيط من الثقافة البصرية التي أهملنا نخاعها ولبها.

عودة لرسالة ورسول غارم، هو العمل البسيط الممتنع والغني والثري والمُذَّهب والأصيل ذو الشكل الظاهري التقليدي مع تحويله صغيرة (ربما امتداد لمشروعة السابق) هذه التحويلة أعطته أبعاد أخرى أغنت العمل فكريا بغنى اللون الذهبي الذي يغطيه، رسالة ورسول غارم أتت في الوقت المناسب، في زمن نبحث فيه لنا عن هوية نرفعها أمام العالم الذي توجه بصريا ناحيتنا بعد إعادة إحياء النفط لنا! جاءت رسالته مُرمّزة ومحمّلة بالكلمات والمحفزات التي تجعل لكل منا استنتاجه الخاص، جاءت لتؤكد ما كنت أقوله قبل فترة من أن عبدالناصر غارم هو النموذج الأفضل للفنان السعودي المعاصر، الذي استطاع أن يحافظ على هويته ويستخرج منها فناً يحمل أبعاداً فكرية وشكلاً معاصرا عالمي اللغة، جاء عبدالناصر لينقلنا من تبعات الفن الحديث وتقليد الآخر، إلى مرحلة الفن الإسلامي المعاصر بنكهة ورؤية سعودية.

تجربة عبدالناصر تستحق الدراسة، وخصوصا لكل مبتدي أو فنان يريد أن يبدأ من جديد، تابعوه، ابحثوا عن تاريخه وبداياته ونموه، تعلموا من تواضعه، من عبقريته، من إصراره وتضحيته، عبدالناصر هو الفيصل في تاريخ الفن التشكيلي السعودي الذي نقلنا من مجرد ظاهرة أو حركة... لتكون تجربتنا مع الفنون مرحلة من تاريخ الفن العالمي.

 

إيقاع
وفعلها غارم
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة