Friday  29/04/2011/2011 Issue 14092

الجمعة 25 جمادى الأول 1432  العدد  14092

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

الاحتفال بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لصدور (كتاب خالد)

رجوع

 

من بين الكتب التي نشرت في أمريكا عام 1911 ولم تحظ باهتمام كبير لدى الجمهور رواية تتحدث عن مغامرات صبيين عربيين في مدينة نيويورك للكاتب اللبناني المولد أمين الريحاني، ولكن خلال القرن الثاني تركت الأفكار الواردة في (كتاب خالد) تأثيراً بعيد المدى في الشرق الأوسط وفي الغرب.

وجدت قصص الهجرة سوقاً لها في الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين، مع أعمال مثل (الغابة) (The Jungle) التي كتبها أبتون سنكلير والتي تتحدث عن عائلة من لتوانيا تعيش في شيكاغو، والقصص التي كتبها إبراهام كاهان حول مهاجرين يهود من روسيا، ولكن (كتاب خالد) الذي تم الاحتفال بالذكرى المئوية الأولى له بعقد مؤتمر علمي في مكتبة الكونغرس في 29 آذار/ مارس، فقد كانت قصة مختلفة جداً.

هاجر أمين الريحاني (1876 - 1940) إلى مدينة نيويورك في سن الحادية عشرة، درس اللغة الإنجليزية ثم انضم إلى عمل عائلته التجاري، وخلال هذا الوقت، قرأ ما كتبه والت ويتمان، ورالف والد إمرسون، وتوماس كارلابل، وجميعهم يمكن الشعور بتأثيرهم في (كتاب خالد) تابع الريحاني دراسته في كلية نيويورك للحقوق، ولكنه أصيب بالتهاب رئوي مما اضطره إلى التوقف عن دراسته والعودة إلى لبنان لاستعادة عافيته.

رجع الريحاني إلى نيويورك عام 1899، وجعل لنفسه مكانة كشاعر مبدع باللغتين العربية والإنجليزية (أدخل إلى الشعر العربي الشعر المرسل - أسطر غير مقفاة تكتب عادة بأبيات مؤلفة من خمس تفعيلات شعرية ذات مقطعين، مقطع قصير يتبعه مقطع طويل) أصبح مواطناً أمريكياً في عام 1901، ولكنه استمر في التنقل بين أمريكا والشرق الأوسط طوال حياته، كتب وهو في لبنان مجموعة من المقالات باللغة العربية وكذلك (كتاب خالد) الذي يعتقد أنه أول رواية باللغة الإنجليزية يكتبها عربي.

تقدم الرواية نفسها على أنها جمعت مع بعضها البعض على يد محرر - الراوي - الذي وجد مخطوطة غير اعتيادية في المكتبة الخديوية في القاهرة يقتبس المحرر من المخطوطة التي كتبها فيلسوف رحال يدعى خالد، ومن مخطوطة أخرى كتبها الشاعر شكيب، صديق خالد ورفيق رحلاته، يسجل الكتاب التأملات والانطباعات العظيمة والروحية لخالد والواقعية المادية لشكيب، ويشرح المحرر أن المادة هي عبارة عن خليط، حيث يغزل هنا وهناك الحرير الخام من سوريا مع قطن وصوف أمريكا وبكلمات أخرى بخمس المؤلف ريشته القديمة في محبرة حديثة.

تهاجر الشخصيتان الخياليتان خالد وشكيب، إلى منطقة في مانهاتن تعرف باسم سورية الصغرى حيث يتجولان في الأحياء لبيع الحلى الصغيرة للرموز المقدسة المقلدة، وسرعان ما ينجذب خالد إلى المشهد الفكري البوهيمي لنيويورك ويرفض ممارسة البيع المتجول غير الشريف، يجرب حظه في السياسة، ويعمل لحساب المنظمة السياسية الفاسدة المسماة (تمّاني هول) ولكنه عندما أصر على القيام بعمله بصورة شريفة، سجنه رئيسه لفترة قصيرة متهماً باختلاس أموال من المنظمة.

كان من بين المشاركين في المناسبة التي نظمتها مكتبة الكونغرس لتكريم أمين الريحاني، أمين مكتبة الكونغرس جيمس باينغتون والسفير اللبناني أنطوان شديد.

بعد أن أصيب كل من خالد وشكيب بالإحباط بسبب المبادئ المادية والفساد المنتشرين في مدينة نيويورك عادا إلى وطنهما وهناك اصطدم خالد مع رجال دين محليين وحُرم كنسياً، ثم يبدأ تنقلاته من مدينة إلى أخرى ناشراً أفكاره، ويتوق للعيش في كنف حضارة تجمع ما بين روحانية الشرق والتقدم العلمي للغرب، يتسبب في اندلاع اضطرابات في الجامع الأموي الكبير في دمشق، فتسعى السلطات إلى إلقاء القبض عليه، ينفصل خالد في نهاية الأمر عن شكيب ويختفي، ويُترك القارئ مع صورة لخالد كمجنون يتصور أنه نبيّ يتطلع بشوق إلى مستقبل لا أحد سواه يستطيع أن يراه.

إرث الريحاني

قالت ماري جين ديب، رئيسة قسم إفريقيا والشرق الأوسط في مكتبة الكونغرس: إن المؤتمر العلمي عقد في وقت تتغير فيه الأمور بسرعة كبيرة في الشرق الأوسط وعندما يكون لديك شباب في عدد كبير من بلدان المنطقة الذين يتمسكون ببعض تلك الآراء نفسها عن: أنه لا يوجد شرق ولا غرب، وأننا جميعاً نشكل جزءاً من المجتمع العالمي، وأن التطرف ليس هو الحل وفي الولايات المتحدة رغب عدد أكبر من الناس بقيام مجتمع مفتوح وعالم منفتح، وبطريقة ما كانت تلك هي القيم التي تكلم عنها أمين الريحاني في أعماله.

ويقوم حالياً تود فاين مدير (مشروع كتاب خالد) ومنظم الحدث في مكتبة الكونغرس بتحرير الطبعة الجديدة في (كتاب خالد) لحساب مطبعة جامعة سيراكيوز.

ويلعب الريحاني دوراً مهماً كسفير غير رسمي للمصالح الأمريكية على مدى العقود الثلاثة التي تلت نشر (كتاب خالد) لأول مرة، فقد سافر مراراً من أمريكا إلى الشرق الأوسط، وأقام علاقة صداقة طويلة مع الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة العربية السعودية ونشر مجموعة معتبرة جداً من كتب السفر حول شبه الجزيرة العربية.

قال رمزي الريحاني عن عمه أمين الريحاني، (إنه كرس حياته كلها لإقامة جسور تواصل بين الشرق والغرب وبقدر ما كان مواطناً أمريكياً يعيش في نيويورك ويقيم في وطنه في أمريكا، كان يشعر بأنه يعيش أيضاً في وطنه في لبنان، وفي المملكة العربية السعودية. كان مسيحياً بالولادة، ولكن إذا سألته عن دينه يقول (أنا عربي أمريكي).

بقلم: مارك تراينر، المحرر في موقع آي آي بي ديجيتال

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة