Friday  29/04/2011/2011 Issue 14092

الجمعة 25 جمادى الأول 1432  العدد  14092

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

أحد الأدلة على حفظ هذا القرآن الكريم
معالي الشيخ - عبدالعزيز بن عبدالله الفالح

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

فتح الله به القلوب والأمصار، وسعدت بحفظه والعمل به الدول والأقطار تلقاه - صلى الله عليه وسلم - عن جبريل - عليه السلام - وحث الصحابة على حفظه قال الله تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ } (49) سورة العنكبوت

وقد بيّن - صلى الله عليه وسلم - أن حافظ القرآن له أجر عظيم، له في كل حرفِ عشر حسنات، ويوم القيامة يقرأ ويرقى الدرجات في الجنة، ومنزله عند آخر آية يقرؤها، به قامت الحجة على العباد، واتضحت المحجة فأصبح ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، يهدي للتي هي أقوم في كل شأن من شؤون الدين والدنيا، إنه كتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، حفظه الصحابة الكرام وبادروا إلى كتابته مفرقاً ثم مجموعاً في عهد أبي بكر وفي عهد عثمان - رضي الله عنهما - وقد روى البخاري عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أنه عندما أمره أبو بكر - رضي الله عنه - بجمع القرآن قال: ((فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللحاف والأضلاع والأقتاب)) والأقتاب: هي الخشب الذي يوضع على ظهر البعير.

وهكذا كان الحال في عهد التابعين وتابعيهم من أهل القرون المفضلة، يحفظه الكبير والصغير عن ظهر قلب، فكان هو أساس العلم في كل عصر، وكانوا يعتنون بالمصاحف التي يكتبونها أيما عناية، فلا يفوت حرف ولا حركة، ولما وجدت المطابع في بلاد المسلمين حصل التنافس في طباعة المصحف وحسن خطه وجودة ضبطه امتداداً لأعمال الخطاطين في مختلف العصور، وكانت بلدان الإسلام وحواضره تكثر من طباعته، ولما أن ظهرت بعض الملاحظات على بعض الطباعات دعت الحاجة إلى وجود المصحف المرجع في الخط والضبط. فوفق الله هذه الدولة المباركة فأنشأت جمعيات حفظ القرآن وأمر الملك فهد - رحمه الله - بإقامة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة فسد فراغاً عظيماً في الأمة الإسلامية وقام بواجب كبير فأجاد الخط وحفظ كلام الله كما أنُزل ويسر على الصغار والكبار، حفظ القرآن عن ظهر قلب، وأصبح في يد الطالب والطالبة يحفظونه في حلقات تحفيظ القرآن في كل مدينة أو قرية وفي بلدان كثيرة في العالم الإسلامي، وإنه لشرف كبير وفضل عظيم منّ الله به على حكومة خادم الحرمين الشريفين التي بذلت الأموال، وحشدت الكفاءات العلمية التي تتولى الإشراف والتدقيق والضبط في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف {ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء} (54) سورة المائدة، وقد رأينا المجمع يخرج الطبعات المتعددة ويطبع معاني القرآن بلغات عديدة نفع الله بها المسلمين الذين لا ينطقون اللغة العربية فأعانتهم تلك الترجمات على تفهم معاني القرآن الذي كانوا يحفظونه ويتلونه دون معرفة لمعاني آياته وحكمه وأحكامه، ولهذا وغيره تبوأ المجمع مكاناً أهلّه ليكون مرجعاً في كتابة المصحف، ومراجعته، وتدقيقه، وطباعته، وتشجيع الخطاطين الذين يخطونه في العالم الإسلامي كله، وكان من جهوده عقد ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم تقديراً لجهود أَمْهر خطاطي المصحف الشريف وتكريماً واحتفاءً بهم ورغبة في الاستفادة من تجاربهم،بارك الله في المجمّع وزاده من التقدم والتوفيق إلى ما فيه نشر كتاب الله وتسهيل حفظه وفهمه،ثم العمل به وجودة خطه، وجزى الله هذه الدولة المباركة على جهودها العظيمة، واهتمامها الكبير بكتاب الله - تعالى - وعلى رأسها قائدها الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز ضاعف للجميع الأر والثواب، ووفقهم إلى المزيد من كل خير ينفع الله به البلاد والعباد.

نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة