Friday  29/04/2011/2011 Issue 14092

الجمعة 25 جمادى الأول 1432  العدد  14092

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

الإعلام الإيراني.. لوجهه بقايا رماد، ولون طين، وموت كلام، وشمس ملونة بالغبار، لنفسه عناد، وليل طويل، وحيداً يسير بلا دليل، تنأى المتاهة به نحو المتاهة، مطرزاً بالتعاسة ويكتب بالسياسة ويرجو الحبيبة ويوجس خيفة، هو عتيق لكن ورب الجلال والفضاء وما حوى هو أغبى غبي بل أعتى غبي، مساره غدا للبهت والسحت والخيبة رهين، وخوف تسلل خلف صفوف جهاته، مثل صفيق يريد التعري، فلا شيء فيه يغري، هو غبي، يجيد النقيق كما الضفادع، طفل كبير، ترك التفاح وصناديق البرتقال الكبيرة، وجاء بـ(الدلاخة) والبلاهة والأساطير العتيقة، وحكايا الميتين، وحيداً حبى، وحيداً حطب وما جنى، يخفي في فمه المحموم حليب التفاهة، قميصه مهترىء، لا نورس عنده يباع أو يشترى، لا ريشة بياض، ولا بكور طير، سوى صراخ الطغاة العتاة، سادر بشحوب يشبه شحوب الآفلين، يتهجى أول الحرف، لا يغويه رذاذ الغيمة، ويسكن بين الرماد والنار، لا صباحه يضيء الأراك، وأوهامه لوحات دامعة، خاسر بانتظار الجوائز، سادر في الغي، يلوح للذاهبات إلى الحانات وشواطئ العهر والتعري، ويكتب خطابات كسيحة، كلام من قيح ودبق، وليست فارهة كالذهب، لا حقوله حقول، ولا خيوله هي الخيول، قدمه تأوه بالإعياء، لا عنده حبل وصال، بل حبال نفاق وجفاء ورياء، منكسر الخطى، يرجو العزاء، هيمان هزمه الشك، وأثقله العناء، هدهد فر إلى بلقيس لكن لا يعرف كيف يقرئها السلام أو كيف يهديها الكلام، لا يعرف الماء واللون والحرف البياض، سواد في سواد في سواد، يحمل بعض الأناشيد وفص وسوار، ورواية بيكاسو وبعض غناء، الإعلام الإيراني.. لا يستهوي القلوب ولا يستغوي العقول، ولا يغمر الوجدان بالوعود والعهود، لا الهوى داره، ولا العشق قراره، مفعماً بالأكاذيب والأعذار، كالثعلب المكار، لا هو ثرى ولا ثريا، ولا لوحة حب، غجري محموم الطقوس لا يعرف الاختيار ولا الاعتبار، ولا معادلة الجدال، ولا يعرف كيف يوغل في التحدي، ولا الخوض في النزال، لا المراسي عنده تفيض بأسطولها، ولا الكروم بعروش العنب، ولا السوسنات تزهو بالحلم الملون، العشب عنده في نهار الربيع لا يراقص الندى، الإعلام الإيراني.. شهقة شيطان، يدس في الرمل نبت ارتباك، ويزرع في الأرض لون السواد، وطعم الملوحة، وبحر الغرق، وكهوف التشرد والضياع، تكبو خيول الحق في مضماره، وبحور حرفة ليس فيها لجة ولا تركب، يتعبه المدى في القول ويتهيب، وحده يحاول حجب الشمس، يبشر بالفجر قبل طوعه، ويهتف في منتصف الطريق لغيم السواد، أحرفه معلولة، وخطاباته بها نحيب وعرج، مهوس بالكلام، يعد النجوم، ويركب بساط الريح بين تخوم السد ومملكة الشخير وأساطير الأولين، كل يوم له ألف حكاية وألف رواية وألف قافية يشربها الصخب والضجيج، كل يوم له ألف خبر وألف شأن وألف ضحية، الإعلام الإيراني.. مثل المزمار يواصل صناعة الألحان والأنغام لكن برتابة مملة كمن ينفخ في بالونه صغيرة ناعمة ورقيقة.

ramadanalanezi@hotmail.com

 

الإعلام الإيراني.. خاسر بانتظار الجوائز !
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة