Friday  29/04/2011/2011 Issue 14092

الجمعة 25 جمادى الأول 1432  العدد  14092

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أبناء الجزيرة

 

الغرفة السابعة
حكاية من قرية السادة - بابل

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

من البرنامج التجريبي لرسوم الأطفال

يحكى أن رجلاً -كان لديه سبع بنات- أراد أن يحج، فجمع حوله بناته، وأخذت كل واحدة منهن توصيه بالصوغة التي تريد، لكنه استغرب عندما استمع إلى ابنته الصغرى إذ طلبت منه أن يحضر لها عنقود عنب مصوغاً من الذهب. سافر الرجل متوجهاً إلى بيت الله الحرام، وعندما انتهى من أداء فريضة الحج اشترى لبناته الست ما طلبته، ونسي أن يشتري صوغة البنت الصغرى. وعندما ركب السفينة الراسية على ساحل البحر عائداً إلى بلاده، لم تتحرك السفينة وبقيت في مكانها. طلب الربان من الحجاج الراكبين معه أن يتذكروا أمراً نسوه، إذ إن السفينة لا يمكن أن تتوقف هكذا، إلا إذا نسي حاج شيئاً ما، وتذكر الأب ما أوصته به ابنته الصغرى، فقال: (نسيت صوغة ابنتي الصغرى، عنقود عنب مصوغاً من الذهب). وعندما انتهى من كلامه ظهر فجأة مارد أسود طويل قرب السفينة، فخاف الحجاج والربان، لكن المارد طمأنهم. كان المارد يحمل في يده عنقود عنب، يعكس بريق ذهب خالص، واتجه نحو الأب قائلاً: (هذا ما طلبته ابنتك الصغرى).

استغرب الحاج الأب، لكن المارد خاطبه: (أيها الحاج، هل تأخذ هذا العنقود مقابل أن تزوجني ابنتك الصغرى؟) فارتعب الحاج ورفض العرض، لكن السفينة ظلت واقفة في في مكانها لا تتحرك، فألح بقية الحجاج على الأب ليوافق على طلب المارد، وإلا تأخروا عن العودة إلى الوطن.

اضطر الأب إلى الموافقة وهو غير راض، وسأل المارد عن الطريقة التي سيتم بها الزواج، فأجاب المارد: (ضع ابنتك فوق سطح البيت عند عودتك بكامل زينتها، وسأختطفها). عاد الأب محملاً بهداياه، وبهم ثقيل على قلبه وقد فرحت البنت الصغرى بهديتها، عندما تسلمتها، لكنها لمحت الدموع تنهمر من عيني أبيها فاستغربت وسألته عن السر.

حكى الأب القصة لابنته فطمأنته وبدت راضية بما قسمه الله لها، وتزينت زينة العرائس، فبدت في غاية الجمال، وراحت تبتسم وأبوها وأخواتها يذرفون الدموع. صعدت البنت الصغرى إلى سطح الدار، في تلك الليلة الحالكة، وفجأة ظهر المارد وكان له جناحان عظيمان هذه المرة، فحملها على أحد جناحيه ووضع أمتعتها، وما جلبته معها على جناحه الثاني وطار إلى حيث لا تدري. وفجأة، حط المارد في قصر فخم واسع الأنحاء مترامي الأطراف، وكان في القصر سبع غرف تقع كل واحدة داخل الأخرى وتنتهي بغرفة مقفلة. كان المارد يدلها على ما في البيت من أسرار فتح لها كل الأبواب ورأت كل الأشياء إلا ما هو موجود في الغرفة السابعة، فتساءلت عن سر بقاء الغرفة السابعة مقفلة. قال لها المارد إن بإمكانها أن تفعل كل شيء إلا فتح الغرفة السابعة فهي سر يجب أن يظل معلقاً. ولم تأبه البنت للغرفة السابعة، أول الأمر لكنها في الأيام التالية ظلت تتساءل: لماذا هذه الغرفة مغلقة؟ ما هو سرها؟ وقد زاد من حيرتها أن المارد كان يخدمها ويخاطبها على أنها سيدته، لا زوجته، كما أنها لاحظت أن هذا المارد يحضر لها - كل مساء- ليمونة، وبمجرد أن تتناولها تروح في نوم عميق لا تحس بعده بشيء، ولا تستيقظ إلا فجر اليوم التالي، وزادت حيرتها حين أحست بأنها ستصبح أماً، وأن في بطنها جنيناً، لا تدري من هو أبوه فقررت أن تطلع على السر، مهما كان الثمن. تأهبت المرأة لاستقبال ليلة حاسمة، فأحضرت ليمونة، غير تلك الليمونة التي يحضرها المارد وتظاهرت أمامه بأنها تناولت الليمونة التي جلبها لها، ولم يلاحظ المارد شيئاً. انطلت على المارد حيلة المرأة التي تظاهرت بالنوم حتى ذهب إلى فراشه واستغرق في نوم عميق فلاحظت سلسلة مفاتيح يحملها في عنقه، ونجحت في أخذها. ذهبت إلى الغرفة المغلقة وأخذت تجرب المفاتيح، حتى تمكنت من فتح الباب المغلق، واندهشت كثيراً، عندما رأت شاباً جميلاً، ينام في سرير يقع وسط الغرفة، كان الشاب عاري الصدر، وفي وسط صدره، لاحظت شيئا يشبه القفل، فجربت أن تفتحه بمفتاح صغير، فانفتح ووجدت نفسها أمام عالم سحري، مليء بلعب وملابس الأطفال، وأحست -حينذاك- أن هذا الشاب الراقد في السرير هو زوجها، وأنه أعد كل ما رآه لطفلها المنتظر، وحرصت على أن تغلق صدر زوجها، من غير أن يستيقظ. لكن الشاب أحس بها، فهب واقفاً، وأبدى دهشته لوجود زوجته معه، فصرخ بها: (لماذا فعلت هذا؟ ألم ينهك المارد عنه؟).تسلت إليه الزوجة، وطلبت منه أن يسامحها، لكنه ظل غاضباً ونادى المارد، ووبخه، وأمره بأن يلقى بها في أرض بعيدة؛ ليس فيها إنس ولا جان. نفذ المارد رغبة سيده، فوجدت الفتاة نفسها وحيدة، وأخذت تسير على غير هدى طيلة النهار؛ وهي تبكي، وعندما جاء الليل؛ رأت أنواراً تتلألأ من بعيد؛ فأسرعت نحوها على الرغم من تعبها الشديد.وصلت مكاناً فيه قصر عامر؛ فجلست أمام بابه، وطرقت بضعف شديد، ورحب بها أهل الدار، وقدموا لها الطعام؛ فأحست بشيء من الراحة. وفي سكون الليل؛ بعد أن ذهبوا للنوم، سمعت حواراً يدور بين أخ وأخته، كان الأخ يأخذ رأي أخته -صاحبة الدار- بخصوص زوجته التي فضحت سره، وعصت أمره، وعرفت الفتاة أن الأخ هو زوجها، وانتظرت رد شقيقته بفزع، ومما أكد مخاوفها أن الأخت طلبت إلى أخيها أن يسلمها هذه الزوجة العاصية؛ كي تأكلها وتشرب من دمها.

عندما سمعت الفتاة هذا الكلام؛ خرجت بسرعة؛ من غير أن يحس بها أحد، وظلت تمشي وتمشي، ولما حل مساء اليوم التالي: لاحت لها أنوار أخرى وكانت أنوار قصر استقبلها أهله بترحاب.

وفي جوف الليل؛ سمعت صوت زوجها يحدث أخته بنفس الكلام السابق، وعرفت أن هذه أخت زوجها الثانية؛ فهربت، ووصلت إلى قصر آخر، دخلته وسمعت صوت زوجها في الليل؛ يحدث أخته الصغرى بقصة زوجته. أرادت الفتاة أن تهرب، لكنها سمعت الأخت الصغرى تلوم أخاها وتلقى الذنب عليه، وتعطي الحق؛ كل الحق للزوجة؛ فهي لم تفعل ذلك إلا عندما أحست بأن زوجها يخفي عنها أسراره، ويكتم ما في صدره، ولهذا اقتحمت الغرفة؛ فلو لم تفعل ذلك؛ لبقيت في حيرة؛ لا تعرف من هو زوجها، أهو المارد؛ أم أنه مجهول؟

وتسللت كلمات الأخت الصغرى إلى قلب أخيها الشاب، ورق قلبه لزوجته، وكان يعلم بوجودها في بيت أخته، ويعلم أنها تستمع إليه؛ فدخل عليها حيث كانت جالسة، وعانقها واعتذر إليها، وعاش معها في قصر أخته الصغرى سعيداً؛ منتظراً المولود الجديد.

******

رسوم

1- رقية عزام 11 سنة

2- حلا نبيل 11 سنة

3- غادة سامي 11 سنة

4- رانا صالح 11 سنة

5- إيمان محمد 11 سنة

6- إيمان رضوان 12 سنة

7- رزان نادر 12 سنة

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة