Friday  29/04/2011/2011 Issue 14092

الجمعة 25 جمادى الأول 1432  العدد  14092

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

شعر

      

في مدينة شقراء، طاب اللقاء، وفي خيمة تكريم المتفوقين من حفظة كتاب الله، ومن طلاب العلم في محافظة شقراء، كان الاحتفال السنوي لجائزة الجميح للتفوق العلمي، وكان الشعر مرفرفاً بأجنحة القوافي.

تتــهــادى القصــيــدةُ العَصــْمَاءُ

حين تبدو أمامَها شَقْرَاءُ

حين يبدو للوشم وجهٌ مليحٌ

ويَدٌ من وفائه بَيْضَاءُ

حين تَســْتــَمْطِرُ الرَّوَابِــي سحــابًا

فتغــنِّي الحــديقـــةُ الخــضــراءُ

هــا هـنا تضـحك الرمـالُ احـتفــاءً

ولَكَمْ يُســْعــِدُ القــلوبَ احــتفــاءُ

وهــنا يرســم النخــيلُ أمــامــي

لوحــةً تــَزْدَهي بهــا الصَّـــحْراءُ

لوحــــةً تبهــر العــقــولَ جــمالاً

حِبْرُهــا طِــيْنُهـا الخَـصـيبُ ومــاءُ

ورمالُ (الرَّغــام) تــزحَفُ نحــوي

في اشــتياقٍ وتَزْحَــفُ (الصَّــــفراءُ)

وهـنــا أقبــلتْ (أُشــَيْقِرُ) نحــوي

وتــــراءت بحــبِّــهــا (ثَرمَــدَاءُ)

وتراءت لي (الوشومُ) رمالاً

تتســامى هضــابُها (الحَــمــراءُ)

وأتــاني التــاريخُ شــيخاً وَقــُوراً

عندَه عن تُراثنا الأَنْبَاءُ

فكــــأني أرى وفــــودَ تمــيــــمٍ

قصــدوا مســجد الرسـول وجـاءوا

يلتقــي بالقصــيد منهــم قـَصِــيْدٌ

ألمــعــيٌّ، ويلــتـقـي الخــُطَـبَــاءُ

وكأنــي أرى (ثُمَـامــةَ) شــيخــاً

زيّــَنَ الوعــيُ عـقــلَـهُ والذَّكــاءُ

بعدما ناصَبَ الرَّسُولَ عِداءً

واستبدَّتْ بنفسه الكبرياءُ

لقــيَ المصــطفى فأســْلَمَ طَــوْعاً

وتجلَّى يقينُه والوفاءُ

شهــدت حِنْطَــةُ اليمــامةِ يومــاً

بحصارٍ ضاقت به الأعداءُ

سَلَبَ المشركينَ أَمْنَ غذاءٍ

ولكَم يهزمُ العدوَّ الغذاء

إِيهِ شَقْرَاءُ، ما أتيتُكِ وحدي

فلقــد رافقــَتْ مسـيري (عَـــرَاءُ)

قــريــةٌ في السـَّراةِ تسـكن قلبـي

ولها في دمي شموعٌ تُضَاءُ

وُلِدَ الشِّــعــْرُ في رُبَــاهــا، فمنهــا

طــاب للشــعــر لَحْنُــه والغــناءُ

من أقاصي (الجنُوبِ) جاءت، عليــها

خــيمــةٌ مــن أمانِنــا، وغِطَــاءُ

ولها من تآلفٍ وإخاءٍ

طــيلســــانٌ مُــزَخْــــرَفٌ ورِدَاءُ

هكذا وحَّدَ الجزيرةَ دينٌ

فتصافى بهديهِ الأعداءُ

وتآخـى بــــه العبــــادُ فـقــامت

دولةٌ حُرَّةٌ وعزَّ البِنَاءُ

وَطَنٌ كان في شَتَاتٍ فأمسى

وطناً واحداً بَنَاهُ الإخاءُ

ظــلَّ في غَمْــرَةِ الخـلافــات حتـى

وحَّدَتْهُ الشريعةُ الغرَّاءُ

إيــهِ (شــقراءُ) في لسـان القــوافي

كلماتٌ نديَّةٌ ودُعَاءُ

إنه الشَّعر دوحةٌ تسامى

بقوافيه هِمَّةٌ وارتقاءُ

إنـه الشـعـر بالمبـــادىء يسـمـو

وبهذا تفاوَتَ الشَّعراءُ

مَتْنُهم هذه القوافي، فإما

أحسـنـوا في امـتـطـائـه أو أسـاءوا

إنمـا بالرسـول - حـين امـتطــاها -

شَــرُفَــتْ في زمـانهـــا القَصــْواءُ

إيـهِ (شقــراءُ) رافـقتـني الخـزامى

في مسيري إليكِ والأشذاءُ

رافـقتـني بَواسـقُ النَّـخْـلِ فـيـهـا

هِمَّةٌ تبلغُ الذُّرا وإباءُ

جـئْـتُ في رفـقـةٍ، لهــم في فــؤادي

منـــزلٌ يســتـحـقــُّه الفـُضــلاءُ

أنهضـتنـي إليــكِ دعـــوةُ خـــيرٍ

إلى الخير ينْهَضُ العُقَلاءُ

كرمــاءُ (الجُمَيـْحِ) نــادوا، فأهــلاً

ثمَّ أهلاً، إذا دَعَا الكُرَمَاءُ

هـا هـنـا خيـمـةٌ مـن الـوُدِّ فيــها

يتلاقى الآباءُ والأبناء

تتبارى الأجـيــال فـيهـا ويحـظــى

بجزاء التفوِّق الأذكياءُ

أينَعَتْ هــاهـنا حـروفـي وألــقـى

خُطْبَــةَ النُّــور فَجْــرُها الوَضــَّاءُ

وهنا رَفْرَفَ اليَمَامُ وغنَّتْ

للقوافي حمامةٌ ورقَاءُ

في ربــوعٍ يُكــرَّم العــلم فــيــها

ولديها يُقَدَّم العُلَمَاءُ

يحتــفي أهـلهـــا بــآيِ كتـــابٍ

وينال الكرامةَ القُرَّاءُ

هكــذا يفــعــل الرِّجَــالُ إذا مــا

آمنــوا واهتــدوا وجَـــلَّ العَـطَـاءُ

يأمر الباذلينَ بالبذلِ ربٌّ

يَدُه من عطائه سَحَّاءُ

قُلْتُـهـا حكمــةً، وفي الشــعــر بابٌ

يـتغــنَّــى بحســنــه الحكَــمـاءُ

يأكــلُ البُخْــلُ مـالَ كــلِّ بخيــلٍ

ويُنَمِّــي مـالَ الســـخيِّ السَّــخَاءُ

فمع المالِ قد يكون هَلَاكٌ

ومع المال قد يكون النَّجَاءُ

إنمــا يُصـْبـــِحُ الثـــَّرَاءُ نعـيـماً

حــين يسخــو ببــذلــه الأثـريـاءُ

يرتقــي البــاذلونَ في الأرض قـــَدْراً

وعلى ربِّهم يكون الجَزَاءُ

 

إِيْـــهِ شَــقْـرَاءُ
عبد الرحمن العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة