Saturday  30/04/2011/2011 Issue 14093

السبت 26 جمادى الأول 1432  العدد  14093

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لم تتحقق حتى هذه اللحظــة المواءمة المثالية بين مخرجات التعليم العالي كما ونوعا واحتياجات سوق العمل وخاصة ما يسمى بالتعليم التقني العالي. صورة المعادلة بين هذا النوع من التعليم والتنمية مختلة بشكل واضح للعيان لأن رؤية من يخططون للتعليم التقني «التدريب التقني» لا زالت مشوشة وغير واضحة وتراوح بين التوسع في نشر الكليات والمعاهد التقنية دون تروٍ ودراسة لنتائج التجارب وبين تحقيق المواءمة المطلوبة مع الواقع.التوسع لا زال مستمراً أما المواءمة فغير محققة كميا حيث أرقام البطالة في تزايد مستمر ونوعيا حيث يعاني خريج التعليم التقني من عدم القبول به وبتأهيله من قبل القطاع الخاص مع تضاؤل فرصه في التوظيف الحكومي.

المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني شرعت قبل سنوات في افتتاح معاهد تقنية للبنات لقبول خريجات الثانوية العامة في تخصصات منها التجميل وتصميم الأزياء وتصنيع الملابس والدعم الفني «صيانة الحاسب الآلي» ولا زالت المؤسسة تواصل بإصرار التوسع في افتتاح هذه النوعية من المعاهد رغم أن خريجاتها من الدفعة الأولى وحتى الآن أسيرات البيوت ويحلمن بالتوظيف دون أمل قريب أو حتى بعيد وقد أعلنت نائبة المحافظ لتدريب البنات في المؤسسة الدكتورة منيرة العلولا عبر وسائل الإعلام افتتاح أربعة معاهد تقنية جديدة وأضافت أن المؤسسة تخطط لزيادة عدد المعاهد التقنية للبنات إلى 42 معهداً في القريب العاجل وكأن المؤسسة بهذه السياسة تحاول فقط توسيع النطاق الإشرافي دون النظر للعواقب المستقبلية.

المؤسسة تمضي سريعا في افتتاح المعاهد التي تكلف خزينة الدولة الأموال الطائلة دون أن يكون لها المردود الملموس فما الفائدة من الدفع بمخرجات تضاف إلى أرقام البطالة والمنتظرين للتوظيف علاوة على أن الكفاءة الداخلية لهذه المعاهد تعاني مشكلات متراكمة لم تستطع المؤسسة حلها ولم يكن مجديا أن تمضي المؤسسة قدما في هذه الخطوة غير المحسوبة دون أن تدرس النتائج الأولية لها ثم تصحح الأخطاء وتعيد هيكلة التخصصات بما يلبي احتياجات قطاعات العمل وبما يحقق رغبات الخريجات في التوظيف أو العمل الخاص بمعني أن تبادر المؤسسة إلى صناعة كوادر تفرض نفسها بقوة وهذه الصناعة التي لا وجود لها حاليا تحتاج لتقديم تعليم تقني عالٍ الجودة قائم على التخطيط بعيد المدى.

المؤسسة أسهمت بحسن نية في وضع خريجات المعاهد التقنية للفتيات في مأزق البطالة دون أن يستفدن مما تعلمنه فضاعت عليهن سنوات الدراسة هباء منثورا. وقد تلقيت رسالة طويلة من الخريجات ألخصها في السطور التالية:

«نحن خريجات المعاهد التقنية لا مجال لنا في العمل بعد التخرج للأسف الشديد سوق العمل لا يستقبلنا للعمل فيه والخدمة المدنية لم تعين أيا من الخريجات إلا عددا قليلا توظفن بالواسطة، ومتخرجة منا معدلها 4،62 وتخصصها دعم فني للحاسب الآلي صيانة الأجهزة لم تتوظف ووجدت الطريق أمام طموحها في إكمال البكالوريوس مغلقا».

المؤسسة لم تدرس مصير الخريجات ولم تنسق مع وزارة الخدمة المدنية ولا قطاعات العمل بشأن توظيفهن وتركتهن يواجهن مصيرهن وهو ذات المصير الذي ينتظر المئات ممن يجلسن اليوم على مقاعد الدراسة في تلك المعاهد.

المطلب الوحيد للخريجات بحث أمر توظيفهن أسوة بغيرهن من بنات الوطن.

Shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
تقنيات بلا وظائف
د. عبد الرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة