Saturday  30/04/2011/2011 Issue 14093

السبت 26 جمادى الأول 1432  العدد  14093

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ظنَّه ناشئًا يسهل كسرُه؛ فاعتمر قلمه «الحاد» وكتب سلسلة مقالاتٍ نواها ثلاثين، ثم اكتفى بثلاثة، وقد حملتْ أذىً كثيرًا احتسبه الشابُ فسار في دربه، وتهمش الكبيرُ في داره.

- ليس المهمُّ الحدثَ مجردًا بل ناتجه الذي ظلَّ التاريخ يرويه بل يمليه؛ فلا أحدَ تلغيه جرةُ قلمٍ يعتمرُ الكُرهَ والعجلةَ والإقليميةَ والمذهبيةَ، أو لنقل: التعصبَ بمختلف صوره؛ ثقافيةً كانت أم اجتماعية.

- يغيبُ هنا عاملٌ مهم يعنيه فصلُ الكاتب عن الكتابة؛ ما يؤكدُ أن لو نُسب مقال فلان لآخر «عمدًا للاكتشاف» أو «سهوًا لخطأٍ فنيٍّ أو بشري» فستجيء القراءةُ مختلفةً، والنقد - من ثّمَّ - متحيزًا ؛ لاتجاهه للإنسان وليس للبيان.

- طبيعة الحياة تقتضي وجود «مَعَويين» كما «ضِديين»؛ فلا بأس إن استعار من هؤلاء لأولئك؛ فأسعفه التوازن مثلما الاتزان؛ فمن يتعامل بالمسؤولية العقلية والخُلُقية عصيٌّ على التفكيكِ المشخصن، ومن يتأمل معارك» الثمانينيات والتسعينيات» تحديدًا يعجب كيف أذن أناسٌ لأنفسهم أن يخوضوا في كوامن ذوات مناوئيهم.

- في زمن التكوين شهدنا خلافاتٍ عميقةُ بين الكبار أفضت- حينًا- لقطيعةٍ تواصليةٍ بينهم، وربما بدا في داخلها اتهامُ عقيدةٍ أو مذهب، لكنها لم تسدْ طويلا، وحُسمت توابعُها بوعيٍ مشتركٍ بين «المتناقضين» ومن في دوائرهم «الرسمية والشعبية»، والأبرز أنها لم تستنفر الجماهير مثلما صنعت نقائضُ من بعدهم؛ ما جعل المسارات الفكرية مرتهنةً حتى اليوم لما قاله من يُسميان: «الشيخَ والليبرالي».

- لنتجاوز ما يبثُّه «المستعارون المقنَّعون» - ومعظمهم من التابعين أو الكارهين الهامشيين- فلا شأنَ لهم في الخارطة الفكرية؛ لنرى تجاوزاتٍ مؤدلجةً تُثير وتستثير، وتصمُ وتتهم، وربما حملت مفرداتُها: الخيانة والعمالة والفساد والرذيلة والسقوط والوحل؛ ما يجعلُ الحوارَ والتوفيق وحسن الظن وإعادةَ القراءةِ بلا مردود.

- في العملية «القرائيةِ» لحظتا «وصلٍ وفصل»؛ فالمعنى ينقطع عن الذات «القارئة والكاتبة» لمن هدفُه الحقُّ متصلًا بالمفاهيمِ الثقافية لمنطوق ومفهوم المقول؛ دون أن يعبر استفهامُ شكل الكاتب ولون عينيه ومسقط رأسه وخلفياته المجتمعية والدينية.

- ولنتخيل «المطبوعةَ» يومًا تمزجُ كتابها وكاتباتها في مقالاتٍ دون عناوين أو هُوياتٍ أو صور، ثم تطلب آراءَ متابعيها؛ فكم ستكون المسافةُ بين التصنيفِ المسبق والآني؟

- دون ريب سوف تختلطُ أوراقُ التابعين وتابعيهم، وسوف ينشأُ جمهورٌ ثالثٌ «موضوعيٌّ» لا عهدَ لنا بمثله، ويمكن للأوراق أن تختلطَ أكثر لو أُلبس المعممُ قبعةَ المعلمن والمعلمنُ جبة المعمم؛ فبدا الشيخُ ليبراليًا والليبراليُّ شيخًا، وصنع كلٌ منهما مريدين جددًا، ثم كَشفت السُّدُم ؛ فهل سيبقى للمتحيزين صوت؟

- يبقى أن المراجعةَ ضرورة والتراجعَ قوة، ومرحلية الفكر لغةٌ يفهمها الواثقون المتجددون الواعون لبشرية المنتج المعرفي، المحاذرون لكوارث إعادةِ إنتاج الذات التي يقع فيها سدنةُ الجمود والحدود والسدود.

- يعشى عن الحقيقة من يظنٌّ نَبَةَ شفتيه قادرةً على إسكاتِ مناوئيه ؛ فالزمنُ سيحتفظ بذاكرةٍ للتجديد، أما الترديد فتكفي منه النسخةُ الأصليةُ الأولى، ومن يرد الحياةَ وعيًا فليَعدْ لسجلاته وينظر إن كانت فيها سطورُ لم يطمسها المحوُ الذي ترثه أجيالٌ غيرُ مأزومةٍ بخطاب الاحتذاء الأعمى.

- عاد الشاب لطروسه بعدما اكتهل، وأيقن أن التجاوز أبلغه مأمنه، وكذا يَصمد الصامتون ويُصدُّ الصاخبون، وهنا العبرة والفكرة لمن يدَّكر.

- الذاتُ ملهاة.

Ibrturkia@gmail.com

 

العقل أم العاقلة؟
د. إبراهيم بن عبد الرحمن التركي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة