Sunday  01/05/2011/2011 Issue 14094

الأحد 27 جمادى الأول 1432  العدد  14094

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

لنا اليوم جولتان مع طرائف التاريخ، أولاهما مع البخلاء، والثانية مع الخلفاء والملوك، ونبدأ بأخبار البخلاء:

اشترى رجل من البخلاء داراً وانتقل إليها فوقف ببابه سائل فقال له البخيل: فتح الله عليك، ثم وقف ثان فقال له مثل ذلك، ثم وقف ثالث فقال له مثل ذلك، ثم التفت إلى ابنته فقال لها: ما أكثر السؤال في هذا المكان. قالت: يا أبت ما دمت مستمسكاً لهم بهذه الكلمة فما تبالِ كثروا أم قلوا.

وقال أصحاب محمد بن الجهم له يوماً: إنا نخشى أن نقعد عندك فوق مقدار شهوتك فلو جعلت لنا علامة تعرفت بها وقت استثقالك لمجالستنا. فقال: علامة ذلك أن أقول يا غلام هات الغداء.

وكان بعض البخلاء يأكل نصف الليل، فقيل له في ذلك، فقال: يبرد الماء، وينقمع الذباب، وآمن فجأة الداخل، وصرخة السائل، وصياح الصبيان.

وقيل لبخيل: من أشجع الناس؟ قال: من سمع وقع أضراس الناس على طعامه ولم تنشق مرارته.

دعا بخيلٌ قوماً واتخذ لهم طعاماً، فلما جلسوا يأكلون وهو قائم يخدمهم، وأمعنوا في الأكل جعل صاحب البيت يتلوا فيما بينه وبين نفسه: {وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً}.

وأما الخلفاء فلا تخلو سيرهم من طرائف، ومما تنقله كتب التاريخ منها:

كان خالد بن يزيد يحب أن يعبث بمعاوية بن مروان (وكان أخاً لعبد الملك وفيه حُمق) فقال له يوماً: إن أمير المؤمنين قد ولى إخوته لأبيه، ولّى عبد العزيز مصر وبشراً العراق ومحمداً الجزيرة، فلو سألته أن يوليك. قال: ما أسأله؟ قال: سله بيت لهيا (وهي قرية صغيرة بدمشق)، قال: فدخل عليه فقال: يا أمير المؤمنين، ألست ابن أمك؟ قال: بلى وأحب الناس إلي. قال: قد وليت إخوتك ولم تولني. قال سل يا أبا المغيرة ما شئت. فقال معاوية: دار لهيا. قال عبد الملك: متى لقيت خالداً؟ قال: أمس. قال: فلا تكلمه.

وفَد على الرشيد ثلاثة من الشام فلم يُحسنوا أن يقولوا «أمير المؤمنين»، فدخل أحدهم فرأى غلاماً عند رأسه فظنه جارية فقال: السلام عليك يا أبا الجارية. فصُفع وأخرج، فدخل الثاني فقال‏:‏ السلام عليك يا أبا الغلام. فصُفع وأخرج، فدخل الثالث فقال‏:‏ السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال له‏:‏ كيف صحبت هذين الأحمقين؟ قال‏:‏ يا أمير المؤمنين لا تتعجب منهم فإنهم لما رأوك بهذا الزي ورأوا لحيتك طويلة ظنوا أنك أبو فلان (أحد الشرفاء). فقال الرشيد‏:‏ أخرجوه قبح الله بلدة هؤلاء خيارهم‏.‏

وتنبأ رجل في أيام المأمون وادعى أنه إبراهيم الخليل، فقال له المأمون: إن إبراهيم كانت له معجزات وبراهين. قال: وما براهينه؟ قال: أضرمت له ناراً وألقي فيها فصارت عليه برداً وسلاماً ونحن نوقد لك ناراً ونطرحك فيها فإن كانت عليك كما كانت عليه آمنا بك. قال: أريد واحدة أخف من هذه. قال: فبراهين موسى. قال: وما براهينه؟ قال: ألقى عصاه فإذا هي حية تسعى وضرب بها البحر فانفلق وأدخل يده في جيبه فأخرجها بيضاء. قال: وهذه علي أصعب من الأولى. قال: فبراهين عيسى؟ قال: وما هي؟ قال: إحياء الموتى. قال: مكانك قد وصلت، أنا أضرب رقبة القاضي يحيى بن أكثم وأحييه لكم الساعة. فقال يحيى: فأنا أول من آمن بك صدق.

أعطى المنصور بعضهم شيئاً ثم ندم، فقال له: لا تنفق هذا المال واحتفظ به. وجعل يكرر عليه ذلك، فقال: يا أمير المؤمنين، إن رأيت فاختمه حتى ألقاك به يوم القيامة. فضحك وخلاه.

وماتت حمادة بنت علي بن عبد الله بن عباس عمة الخليفة المنصور، فصار المنصور إلى شفير قبرها ينتظر الجنازة، وكان أبو دلامة حاضراً فقال: ما أعددت لهذه الحفرة يا أبا دلامة؟ فقال: عمة أمير المؤمنين يؤتى بها الآن. فضحك المنصور حتى استلقى وقال: ويحك فضحتنا!

قال المتوكل لبعض شرطته: أطلب لي نصارى يسلمون. فغاب عنه أياماً ثم عاد إليه وقال: الإسلام والحمد لله في إقبال ولم أجد ما طلبت، ولكن ها هنا مشايخ من المسلمين يتنصرون إن أردت.

 

الحديقة
طرائف من التاريخ
إبراهيم عبد الله العمار

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة