Wednesday  04/05/2011/2011 Issue 14097

الاربعاء 01 جمادىالآخرة 1432  العدد  14097

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

قبل أن ينتهي الموسم الرياضي (الكروي) يضع التصنيف (المنصف) فريق الهلال لكرة القدم (فريق الموسم)، وذلك بحساب الأرقام والنتائج، والبطولات التي حققها خلال الموسم وقبل أن ينتهي، يكفي الفريق أنه حقق (ثنائية) الموسم، فبعد أن توج بطلا لكأس سمو ولي العهد عن جدارة واستحقاق، أكد تفوقه باحتفاظه بالبطولة الأكبر والأقوى، بطولة دوري زين للمحترفين، وبطولة الدوري في أي بلد هي (المقياس) الأول والأكبر والأهم لقوة الفريق - أي فريق - وتفوقه، وهو ما فعله الهلال بعيدا عن العوامل والأدوات والأجواء التي يعيش فيها الفريق، أعتقد أن أحد أهم صانعي الفعل الأزرق الكبير والإنجاز المتكرر هذا الموسم هو مدرب الفريق (العملاق) الأرجنتيني السيد جابرييل كالديرون، الذي استعان به الهلاليون قبل منتصف الموسم، لتعويض رحيل مدرب الفريق السابق السيد (جريتس) والذي ذهب في وقت عصيب، وتوقيت غير مناسب، وإن كان رحل بعد أن ترك فريقا مكتمل الصناعة والتهيئة والتجهيز، تاركا لإدارة النادي (امتحان) اختيار البديل المناسب، وللبديل القادم (شجاعة) القبول بالمهمة ومغامرة المواصلة والسير بفريق يتبع نهجا (انضباطيا) ويضم أسماء ونجوماً كباراً وخلفه جمهور لا يقبل بأنصاف الحلول، ومن الصعب أن يقبل بمثل تلك المهمة أو أن ينجح فيها أي مدرب.

من البداية وما أن طرح اسم (كالدي) حتى قال المطلعون والمنصفون إنه اختيار عملي وموفق جدا، وأكثر من قال ذلك (الفاهمون) في الجانب الاتحادي (آخر ناد دربه قبل أن يذهب للهلال) ومن كانوا على دراية واطلاع بعمل الرجل وفكره ومنهجه التدريبي، ومن يقدرون ويضعون (مصلحة) الفريق قبل المصالح الخاصة، وقبل (رغبات) بعض اللاعبين ونجوم الدلع والدلال، وشخصيا قلت في أكثر من موقع ومناسبة أن اختيار كالديرون من قبل الإدارة الهلالية هو (ضربة معلم) ليس لأنه فقط على علم ودراية بأحوال الكرة واللاعب السعودي، وإنما لأنه مدرب عملي و(منهجي) وانضباطي ومنظم إلى آخر حد، وهو في نفس الوقت مدرب (تجديد) محب للتنشيط وضخ دماء جديدة في أوردة (صفوف) الفريق الذي يدربه، يعشق الهجوم ويميل للمواهب والعناصر الشابة، يسعى إلى تحقيق البطولات ويهتم بقادم الفريق ومستقبله، وهو ما يشكل له صعوبات ومعوقات في العمل في بعض الأندية التي (يسيطر) بعض اللاعبين على القرار والتوجه الفني في الفريق، كما حدث له وغيره في الفريق الاتحادي، حيث تسيطر ثقافة إقصاء المدربين على حساب الفريق ولمصلحة لاعبين انتهت صلاحيتهم بحكم السن.

سريعا جني الهلاليون مع كالديرون جزاء اختيارهم و(نتاج) عمله وفكره ومنهجيته، فمن حيث النتائج والبطولات، حافظ للفريق على بطولتيه الكأس والدوري، وإن لم يكن ذلك بمجهوده وحده، حيث سبقه مدرب أعد الفريق وجهزه، إلا أن له الفضل الأكبر في الإنجازين، فقد خاض الفريق معه (15) مباراة في الدوري، فاز في 11مباراة وتعادل في 4 مباريات أمام الاتحاد (مرتين) وأمام الأهلي والتعاون وفي الكأس فاز في مباريات المراحل الأربعة، ومجموع المباريات التي خاضها الفريق معه حتى قبل مباراة اليوم هي (23) مباراة خسر مباراة واحدة (آسيوياً) وفاز في 18 مباراة، هي بالإضافة إلى مباريات الدوري أربع مباريات في كأس سمو ولي العهد وأربع مباريات آسيوياً، هذا غير المباريات (الودية) الثلاث التي خاضها في الدورة الدولية في دبي .. هذا هو كالديرون، الذي قال البعض عنه إنه لا يجيد قراءة المباريات، ولا قيادة الفرق الكبيرة و(اتهمه) البعض بالإفلاس، وقديما قالوا (اللي ما يعرف الصقر يشويه)!

كلام مشفر

الداهية كالديرون عرف بعض الاتحاديين (العقلاء) عمله وقيمته فطالبوا التمسك به أكدوا على ضرورة استمرار الحفاظ عليه، إذا كانت الرغبة هي (كسب) فريق وبناء مستقبل مشرق للفريق.

انساق القرار الاتحادي خلف (كسب) لاعبين على حساب المدرب ومستقبله، وكانت النتيجة أن خسروا الفريق والمستقبل، ولم يكسبوا اللاعبين النجوم الذين ازداد (طغيانهم) واستبدادهم واستهتارهم، ولا يجب أن ينغر اتحادي بحضور الفريق في مباراة حتى إن كانت صعبة، فسيغيب حتما في المباراة التي بعدها، لأن (مزاج) العواجيز هو ما أصبح يسيطر على الفريق.

يرتفع رصيد مباريات (كالدي) في الدوري مع الهلال بانتهاء أسابيعه إلى 17 مباراة من 26 مباراة، وهذا يؤكد أن له الفضل في تحقيق البطولة، وأن مقولة إن الفضل للمدرب السابق (جريتس) ليس سوي محاولة للتقليل من جهده والانتقاص من إمكانياته، وملاحقته من قبل بعض (الإقصائيين) هواة إسقاط المدربين من أجل النجوم.

والتأكيد العملي لأهمية المدرب وقيمته التدريبية ستأتي من قبل إدارة الهلال، فالمؤكد أنها لن تستغني عنه، بعد نجاحه الكبير في الفترة المؤقتة التي قاد فيها الفريق، وبعد أن وضع ملامح المستقبل وبدأ صناعة الغد وهو مؤقت، فكيف إذا أصبح مدربا له وبعقد طويل ؟!

جاء كالدي إلى الهلال في 9-11-2010م وبعد يومين فقط خاض مع الفريق أولى مبارياته أمام نجران، توقيت الحضور والفاصل الزمني بين استلامه للفريق والمباراة الأولي يبرهن على شجاعة المدرب وقدراته ومدى ثقته بنفسه.

المدرب البرتغالي توني أوليفيرا، مدرب فريق الاتحاد استقدمه الاتحاديون لتدريب فريقهم وتعويض سلفه المدرب (الداهية) مانويل جوزيه، كان على علم ودراية بالفريق الاتحادي والكرة السعودية، حيث سبق وأن درب فريق الاتفاق لكنه لم ينجح مع الاتحاد ولم يضف له شيئا إطلاقا، وأول من هاجمه وطالب بإبعاده هواة النجوم من الإقصائيين.

أولفيرا استلم فريقا لم يخسر قبله، وإن تعادل بأرقام قياسية فإذا به يخسر على أرضه وبين جماهيره ومع فرق تنافس على عدم الهبوط، واستلم فريقا كان (منضبطا) إلى آخر حد، ويعتذر (اعتل) لاعب فيه إذا أخطأ في الملعب، فإذا به يتحول إلى فوضى وانفلات، ورفض الخروج والتشويه باليدين عند التغيير، بل وصل الحال إلى التشابك اللفظي وبالأيادي في المباريات وأمام الجماهير والكاميرات.. وما خفي أعظم.

 

الحاسة السادسة
(اللي ما يعرف الصقر يشويه)!
عثمان أبو بكر مالي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة