Thursday  05/05/2011/2011 Issue 14098

الخميس 02 جمادىالآخرة 1432  العدد  14098

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ما إن تصلني بطاقة دعوة لحضور فعالية نسائية مخصصة لدعم وتمكين المرأة اجتماعياً أو ثقافياً أو صحياً، إلا ويكون خلفها سمو الأميرة عادلة بنت عبدالله, هذه السيدة الأنموذج للمرأة السعودية، أضف إلى ذلك، أننا نتطلع إلى الكثير من الأمور الحقوقية التي تخصنا كنساء, أن تكون من خلال سمو الأميرة.

هذا الأسبوع دُعيت إلى مناسبتين، الأولى: هي معرض «نساء في الفن»، أما الثانية: فهي أمسية مخصصة للتوعية بأهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي. المناسبة الأولى، أتت بمشاركة سفارة دولة الهند، كمشروع نسائي ثقافي يهدف لمد جسور التواصل بين ثقافتين مختلفتين في مناحي، متشابهتين في مناحي أخرى. هذا ما لمسته من لوحات المبدعات السعوديات والهنديات، حيث تنطق كل لوحة بالموروث الثقافي للمرأة، وبخطوط وألوان تؤكد على أن هناك شيئا ما يتشابه في فكر الثقافتين.

ثمة ما يستدعي التوضيح، وهو أن صورة المرأة في الفن التشكيلي تعكس صورة حضارتها وروحها العصرية، وهي تعريف بثقافة المرأة السعودية وتقديمها إلى الثقافات الأخرى. أعجبتني كثيراً الفكرة، وأدهشني أسلوب العرض. لكنني لاحظت غياب كثير من الأسماء النسائية التشكيلية المعروفة في الساحة، وحضور أسماء قليلة وجديدة -لأول مرة- بلوحات مكررة. فقد لاحظت بعض التكرار ومشاركة الاسم الواحد في ثلاث أو أربع لوحات، وتمنيت في الوقت ذاته، لو شاركت كل فنانة بلوحة واحدة وإعطاء الفرصة لأخريات، خصوصا المبدعات اللاتي عُرف عنهن تقديم رسالة المرأة من خلال الفن التشكيلي، وعلى سبيل المثال: سارة كلكتاوي، وزهرة بو علي، وفوزية عبداللطيف، وهدى العمر. هذه الأخيرة لا تُعتبر بنظري فنانة تشكيلية عادية فهي إضافة إلى أنها رائدة ولديها رسالتها النسائية الحقوقية في الفن، هي خريجة الأكاديمية الملكية للفنون في لندن، ولسنوات طويلة وأنا أراها «متطوعة» في خدمة معارض الفن التشكيلي، نعم.. هدى العمر تتطوع لأجل الفن، لأجل الرسالة، لا لأجل أي شيء آخر. وخصوصاً المعارض التي تقام تحت إشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومع ذلك لا زالت لديهم رغم كل تلك الجهود على مرتبة (متطوعة). وغير هذا وذاك، فهي قدمت صورة مشرقة ومشرفة للمرأة السعودية في العديد من المحافل الدولية، من القاهرة، إلى باريس، إلى كوريا وحصولها على جائزة السلام عن مشاركتها في لوحتين وضعت لهما عناوين مبهرة، حيث أطلقت على الأولى: «رسول من الكون إلى الأرض»، والثانية: «لماذا يا أرض لماذا».

أنا كامرأة أولا وأخيراً، أسعد حينما أرى نجاح وإبداع شقيقاتي، وأفرح حينما تظهر المرأة السعودية في أي مجال إبداعي إلى العالم كله ليرى الحجم الحقيقي للمرأة السعودية. ومع ذلك أحزن حينما لا يكون هناك تكافؤ في الفرص، ولا مساواة في التعامل مع المبدعات، فكما هو الحال في الفن التشكيلي، لا يختلف كثيراً الوضع في المجال الإعلامي، إذ نرى مثلا وزارة الإعلام تمنح بعض الزميلات فرص المشاركة لعدة مرات في المحافل المختلفة سواء داخلية أو خارجية، وتحرم أخريات من المشاركة ولو لمرة واحدة.

الحكاية باختصار، هي «الشللية» المستفحلة في مجتمعنا الثقافي، ومن أجل القضاء عليها خصوصاً في المجال النسائي فإن الأمل معقود بسمو الأميرة عادلة بنت عبدالله، وغيرها من نساء الصفوف الأولى، وما أتيت بذكر المبدعة هدى العمر، إلا كمثال وإن كانت الأمثلة كثيرة. أتمنى فعلا أن أرى كل من تستحق التكريم وقد نالت حقها وفوقه معه. بنات وطننا المبدعات يستحققن هذا منا, وأن نفتش عنهن كما نفتش عن الجواهر الثمينة.

www.salmogren.net

 

مطر الكلمات
شللية النساء في الوسط الثقافي
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة