Thursday  05/05/2011/2011 Issue 14098

الخميس 02 جمادىالآخرة 1432  العدد  14098

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

زواج العصر، هو عنوان احتفال القصر الملكي البريطاني بزواج حفيد الملكة، وهذا العنوان لم يعجب أحد المعارف البسطاء الذي قال في تعليقه على الخبر: إن الانجليز لهم عادات عجيبة تشبه عادات جدته، سألته عن الدليل؟ قال: إن جدته وجده كانا قد احتفلا بزواجهما بعد صلاة العصر، وبعد صلاة العشاء كانا في نوم عميق كعادتهما كل يوم قبل الزواج، حاولت تقريب الفكرة لرأسه بأن العصر المراد هنا هو الزمن الحاضر وليس مساء يوم زواج جدتك، فتظاهر أنه كان يفهم ذلك لكنه أصر على أن الإنجليز يحتاجون لجرعات من التدريب على السهر مع شعر القلطة وافتراس المفاطيح في الأعراس، وكان يقلب يديه ويردد متعجباً (في لندن على التايمز ويتزوجون العصر)!! وعندما وجدته غير مدرك لأبعاد الموضوع انصرفت عن ذكر أن الأمير وليام وعروسه كيت قد اختارا خبيرة العطور الألمانية من هامبورج: كيم فايسانجيه لتركيب عطورهما، حيث أكدت أن عطر الأمير يجب أن يكون قوياً بشذى اللافندر الإنجليزي، في حين يتسم عطر العروس بالدفء مع لمسة من عبق الورد وزهرة الماجنوليا، وهذا ما يعكس شخصية العروسين حسب تقديرها وخبرتها، وكيف لي أن أشرح لصاحبي معنى هذا الكلام الذي يحاكي الشدو الهامس بين عاشقين مغردين على ضفاف التايمز، ومقارنته بعطر جدته وشكل مخدعها على سفح كثيب رملي يطل على مزرعة متواضعة تجول بجنباتها الخراف والحسلان على حد قوله، وعلقت بالقول هم الخير والبركة، كما أني لم أرغب إثارة ما قيل عن شكل فستان العروس ولونه وقيمته، أولاً ؛ لأن هذا من شأن واهتمام النساء، وللرجال الفرجة فقط مع التعجب الذي قد لا يقترن بالإعجاب، ثانياً؛ لأني لا أُريد أن أُثير شجونه تجاه ثياب عرس جدته ما دام يعيش بهذه الذاكرة والأفق الذي لا يتجاوز سويعات العصر، فهذا عالم يختلف عن عالم أضواء وصخب ليالي التايمز, وثالثاً؛ لأنه من الأنسب لأعصابي أن لا أخوض معه في هذا الجدل، ولأريح رأسه من عناء عصر الأفكار واحتساب التكاليف التي لن يقترب منها، وإن حدث فلن يصدق، فقد تناقلت الأنباء تقارير مقتضبة تتحدث عن قيمة الفستان الأزرق الذي ظهرت به العروس ليلة الاحتفال العصري بالفرح الملكي، وهو غير فستان الاستقبال المسائي لعامة الضيوف، وخلاف فستان العشاء الخاص مع كبار المدعوين، وهو لا يندرج بالطبع في جملة فساتين شاي الصباح أو السلام على الملكة والعائلة صباح اليوم التالي وغيرها، ليس هذا المهم، بل أن لندن والعوصم الأوروبية والشرق أوسطية والخليجية قد خلت مخازنها ومعارضها من أي فستان أزرق، تراكضت النساء لاقتناء نصيبهن من فستان العصر بلونه وشكله ما أمكن، ونفذت الأقمشة الزرقاء، وسهرت المشاغل النسائية لإنجاز الأعداد الكبيرة من الطلبات المفاجئة..

هل تذكرون قصة: (قُل للمليحةِ في الخمار الأسودِ)؟ إذن نحن العرب سبقنا الأوروبيين في لعبة الموضة وتسويق ما كسد من بضاعة.

 

الفستان الأزرق
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة