Thursday  05/05/2011/2011 Issue 14098

الخميس 02 جمادىالآخرة 1432  العدد  14098

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

الشوارع تسير في هدوء

كل العربات تتجه بمن فيها لغاياتهم

لا تزاحم ولا ضجيج أبواق، ولا تدافع عند الإشارات

مسرى المارة تحترم لحظته، والجميع يمرون عند الإشارة الحمراء من أقصى اليمين لأقصى الشمال أو من الأقصى الآخر للأول.. دون أن يتوقف اثنان لفضفضة الخاطر ودهشة اللقاء.. إذن لا من يعطل السير أو يستلب لحظة من الآخر..

المطاعم نظيفة تشتهي الجلوس على مقاعدها أياما لا لحظة نهم..

لا أحد يعكر على امرأة بالبحلقة فيها، أو حتى ازدراء سترها، أو إبداء ملاحظة يمكن أن تكون في جوف الفم.. قريبة من اللسان..

وفي المراكز الصحية هناك ألف يد تمتد لأوراقك، ولراحتك، وعشرات الآذان تصغي لحاجتك، فتهرول وهذا وحده الشعور الذي يمتلكك وأنت بين أيدي الأطباء الأجانب..

لا وقت إضافي تهدره لانشغال أكبر الأطباء، وأكثر المصحات ازدحاما...

تشعر بإنسانيتك والجميع في أداء ما قصدتهم من أجله..

حتى ممراتهم في الشارع والفندق والمصحة تستنشق فيها النظافة ونسائم الزهور..

الزهور لها معنى عميق وبعيد وحيوي في حياتهم..

تذهب وتعود وأنت محمل بدهشة كبيرة لا حدود لها..

الناس قد يكونوا أقل إمكانات منا، لكنهم أكثر استفادة من مقدراتهم بما فيها البشرية...

حتى قدميك تشعر بهما طليقتان في أي مسار، ورأسك لا يتوارى عن شمس حارقة، وعيناك لا تتلافيان أغبرة مارقة...

ليست الطبيعة وحدها مكاسبهم، بل أعمالهم ومنجزاتهم تزيدها فاعلية حين تكون هي العجين وهم الناسجين...

الهدوء الذي يحتويك في رحلة علاج في أقصى الاتجاهات.. لا تملك جزءا منه وأنت في «مشوار» علاج في أي اتجاه نحو مصحة قريبة من مرمى سيرك..

ثمة ما يحرض الأسئلة المشوبة بالآمال الباهتة: متى، ومن سيبدأ وضع لبنات هذا الهدوء في الطريق والشارع و»الزنقات»، تحت السقف أو تحت الشمس، بين مشاهير الأطباء حين يفتحون أبواب عياداتهم لكل ولأي مريض ودون أن يحتاج المريض لورقة توصية أو مهاتفة شفاعة، أو مرتبة تزكية.. وبين جميعهم ممن تتضاعف أمراض المرء وهو يحاول أن يجد موعدا أو يتمكن من بلوغ حاجته عندهم...

مفارقات المواقف، تستدعي أن تشاركون ما قالته صديقة تتلقى العلاج في بريطانيا، إذ قالت لي إن طبيبتها الإنجليزية منحتها من الوقت ما لا تتخيل أن تجد مثله عند أي طبيب عربي، فقط لتمهد لها تقبل نوع علاجها، ومن قبل منحتها أضعافه لكي تصل بها إلى معرفة مرضها، ثم ها هي معها في ضحكتها ودموعها، وهي تتلقى العلاج جسدها يئن، ونفسها ترف عليها حمائم سلام طبيبتها...

بكل الود والتقدير

بلغني من رفيف حمائم أرواحكم النقية قرائي الأعزاء، ما جعلني في هدوء الاطمئنان إلى سلام الحياة بكم، وهدوء المسارات التي تطيبونها بسموها.. قرأت اليوم تعقيباتكم، ورسائلكم، فشكرا.. ها نحن هنا نعود للترافق على كلمة صدق، أشكر الجميع وفيهم: عاشق نجد، وسمية الناصر، أسماء العمري، إن.دبليو المطيري، خالد العساف، د. بنت الخيال، عمر الشهري، أم أيمن عبده، الصامت، بدون اسم، أم غلا، أم ريان، وكذلك: الدكتور مأمون غنيم، فائزة العيدروس، ليلى الحربي، الأستاذ راشد الشعلان، فريدة قدح، وعبد العزيز الدوسري.. كانت حروفكم شموعا ولا تنطفئ.

والتقدير الكبير للأخ العزيز خالد المالك، أبو الجزيرة وحارس نجاحها، وأخ من فيها.

ونلتقي مع كل ما هو آت بأمل أن يحرس الله آمالنا، ويعيننا على تحقيقها في مرضاته.

 

لما هو آت
سلام سلام..
د. خيرية إبراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة