Thursday  05/05/2011/2011 Issue 14098

الخميس 02 جمادىالآخرة 1432  العدد  14098

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

في تقرير عن المملكة نشرته جريدة الفايننشال تايمز البريطانية جاء فيه: (إن قضية إصلاح التعليم في المملكة العربية السعودية - رغم أهميتها الكبيرة - لا تحظى بالتعاطف الشعبي الذي تحظى به قضايا أخرى في البلاد، مضيفة أن نسبة البطالة في السعودية وصلت إلى (10.5%)، كما جاء في التقرير: (لذلك فإن توفير التعليم الجيد، وبالتالي الوظائف يمثل ضرورة حتمية (للأمن) الوطني السعودي). وكان سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم، حسب ما نشرته جريدة (الحياة) قد صرح قائلاً: (إن مستوى التعليم في السعودية «متدنٍ بشكل مخيف»، بعد مقارنته بمستويات التعليم في كثير من دول العالم).

ما نشرته الفايننشال تايمز وما نشرته الحياة يحمل قدراً كبيراً من الحقيقة في تقديري، وبالذات فيما يتعلق منها بالأسباب الموضوعية التي أدت بمعدلات البطالة إلى أن تصل إلى هذا الأرقام التي تنذر بالخطر في المستقبل القريب. ففي المملكة الآن ما يزيد عن 8 مليون عامل وعاملة أجنبية؛ والعمالة السعودية (العاطلة) المتاحة في سوق العمل لا تلبي المتطلبات التنموية بسبب أنظمة التعليم؛ فمخرجات المؤسسات التعليمية في المملكة يكتنفها من حيث النوعية (خلل) لا بد من إصلاحه، وإلى أن يتم إصلاح هذه المؤسسات، يجب أن نُبقي باب الابتعاث مفتوحاً على مصراعيه ليتمكن الطلاب السعوديون من الدراسة في الخارج؛ فالذي سيدرس في الخارج سيكون نسبياً أكثر قدرة على العمل بعد تخرجه ممن تلقوا تعليمهم في المملكة، وسينافس بالتالي العمالة الأجنبية، لأنه تعلم حيث تعلموا؛ وفي المحصلة سيُسهم في الحد من تفاقم معدلات البطالة.

وأنا ممن يؤمنون إيماناً عميقاً أن معركتنا مع التخلف الحضاري لا يكفي أن نواجهها بالتعليم فقط، وإنما بالانفتاح على الأمم الأخرى، وعلى علوم العصر، وثقافة العصر، واقتصاد العصر. صحيح أن الفضائيات وكذلك الإنترنت، ساهمت في الانفتاح الذي نلحظه بوضوح لدى شباب اليوم مقارنة بشباب العقود الثلاثة الماضية؛ غير أن الحياة بعيداً عن الوطن بالنسبة للشاب صغير السن، واضطراره لأن يعتمد على نفسه، ويتعايش مع دولة الأنظمة والقوانين هناك، حيث لا واسطة ولا محسوبيات، كما هو الوضع في بلادنا، سيسهم بالضرورة في محاصرة الفكر المنغلق، وسيجعل الشاب يرى بعينه، ويجرّب بنفسه، الفرق بيننا وبينهم.

أعرف أننا كمجتمع مررنا بأسباب تاريخية أدت إلى انتشار التقوقع، والتشرنق حول الذات؛ ونتج عن ذلك هذا المنطق العجيب الغريب الذي يكره كل ما هو حضاري ويدفعه بكل ما أوتي من قوة، ويصر على كل ما هو تراثي، ويتشبث به بقوة أيضاً؛ غير أن التشبث بشيء من الموروث، والإصرار على (الانغلاق)، وعدم الاستفادة من تجارب وحلول الآخر الحضارية، ستؤدي بنا حتماً إلى (نتائج غير مقبولة)؛ فلا حل إلا بمحاربة البطالة، والبطالة لا يمكن أن يحلها ما يُطبق على مفاصل التربية والتعليم في بلادنا من سياسات، وإنما يحلها أن ننهل حيث نَهَلَ من نشد إليهم الرحال (لاستقدامهم) ليبنوا بلادنا.

النتيجة التي أريد أن أصل إليها هنا أن التحدي الأهم الذي نواجهه الآن، وفي المستقبل القريب، هو ضرورة السيطرة على تفاقم (معدلات البطالة)، ولن نسيطر على تفاقم هذه المعدلات إلا إذا (حَسنّا) التعليم في كل مراحله بما يتواكب مع متطلبات التنمية الاقتصادية، وارتفعنا بنوعية المعلمين، ليكونوا أداة بناء، لا معول هدم، و(تفريخ) متخلفين تراثيين. وريثما يتم تحقيق هذا الهدف الذي يحتاج إلى جهد وعزم وزمن لتحقيقه، يجب أن نواصل الابتعاث إلى الخارج، خاصة وأن مداخيل الدولة الآن تتيح لنا ذلك.

إلى اللقاء

 

شيء من
أهمية الابتعاث في محاصرة البطالة
محمد عبد اللطيف آل الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة