Thursday  05/05/2011/2011 Issue 14098

الخميس 02 جمادىالآخرة 1432  العدد  14098

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

مهرجان الجنادرية وعبدالمحسن التويجري
محمد بن تركي العتيبي

رجوع

 

تعد المهرجانات الوطنية للتراث والثقافة التي ينظمها الحرس الوطني في الجنادرية كل عام مناسبة تاريخية في مجال الثقافة ومؤشراً عميقاً للدلالة على اهتمام قيادتنا الحكيمة بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة، كما تعد مناسبة وطنية تمتزج في نشاطاتها عبق تاريخنا المجيد بنتاج حاضرنا الزاهر، ومن أسمى أهداف هذا المهرجان التأكيد على هويتنا العربية الإسلامية وتأصيل موروثنا الوطني بشتى جوانبه ومحاولة الإبقاء والمحافظة عليه ليبقى مثالاً للأجيال القادمة.

وتؤكد الرعاية الملكية الكريمة للمهرجان الأهمية القصوى التي توليها قيادة المملكة لعملية ربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير الذي يشكل جزءا كبيرا من تاريخ البلاد.

ولتحقيق هذا المنال السامي ذللت حكومتنا الرشيدة الصعاب ووضعت جميع الإمكانات اللازمة في مختلف القطاعات الحكومية رهن إشارة القائمين على تنظيم هذا المهرجان لتتسابق جميع القطاعات على المشاركة في النشاطات المعتمدة كل عام بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وإشراف صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة ومتابعة مستمرة من نائب رئيس الحرس الوطني المساعد نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان معالي الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري الذي استطاع أن يقود المهرجان إلى آفاق أرحب وأن يعزز من نجاحاته الكبيرة، كما استطاع من خلال مكانته وعلاقاته المتميزة داخلياً وخارجياً واتصالاته المباشرة مع المثقفين والمبدعين والإعلاميين أن يوفر لمهرجان الجنادرية سبب النجاح، حيث شهدت دورات المهرجان المتابعة ومازالت تشهد تطوراً كبيراً بحيث أصبح أحد المكتسبات الوطنية الهامة.

لقد كانت مدرسة الحياة التي تخرج فيها عبدالمحسن التويجري يقودها رجل عظيم هو والده عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري -رحمه الله-، ونقلها بدوره إلى نجله الأكبر عبدالمحسن وأسرته بشكل عام، لقد قدم المرحوم خلال حياته نموذجاً متميزاً للرجل السياسي المثقف والإنساني الذي يذكرنا بأولئك الرجال العمالقة في كل شيء، في أياديهم البيضاء وأعمالهم الناصعة، لذلك كان عبدالعزيز التويجري محل تقدير واحترام جميع القيادات السعودية الذين رأوا فيه نموذجاً لرجل المواقف ومثالاً للإنسان والمسؤول الشجاع، وكان يجسد المعنى الحقيقي للبطانة النافعة الساطعة بالحق، لقد أخلص الشيخ عبدالعزيز التويجري - رحمه الله - في أداء رسالته الاجتماعية والعلمية والإدارية فكان الرجل الذي أعطى لبلاده توهجاً خاصاً في كل ميادين الحياة ومن أبرزها في اعتقادي رؤيته الصادقة في تطوير مهرجان الجنادرية من خلال استضافة المهرجان لعدد كبير من المفكرين والكتّاب والأدباء العرب والعالميين. لقد استطاع عبدالعزيز التويجري أن يتواصل مع هؤلاء الأدباء في حلقات متواصلة طوال العام ولم يقتصر على أن يكون التواصل في دائرة الجنادرية لأن المهمة تحتاج إلى تواصل مستمر وشامل لذلك لا تجد مجلسا للشيخ - رحمه الله - في لندن أو الرياض أو القاهرة إلا وبه ومن الأدباء والمفكرين.

لا شك أن الحديث عن رسالة الشيخ عبدالعزيز التويجري تحتاج إلى مجلدات، لكن نستطيع أن نرى الآن نموذجاً آخر سار على نهج والده هو معالي الأستاذ عبدالمحسن التويجري نائب رئيس الحرس الوطني المساعد الذي يسير الآن على نفس الخطى، لا شك أن معالي الأستاذ عبدالمحسن التويجري يمتاز بأنه محاور لبق وذكي يمتلك حجة الإقناع بقدرما يمتلك من رحابة الصدر لسماع الرأي الآخر، مؤثراً في أكثر من صعيد ولا يقبل إلا بالمعادلة الصعبة التي تحتاج إلى رجل مثله، صاحب عقلية ممزوجة من أفكار سياسية وعسكرية مغلفة بمبادئ وقيم كبيرة، فعلى الرغم من كونه رجلا اجتماعيا وسياسيا بالدرجة الأولى، لكن تأثيره الأدبي والثقافي لم يكن بأقل من ذلك، ولقد ظهر ذلك من النجاح الكبير المصاحب للمهرجان وعبارات الشكر والرضا التي قدمتها الجهات الدولية المشاركة بشتى أطيافها.

الذي يعرف عبدالمحسن التويجري عن قرب يدرك أن ساعات العمل عند هذا المسؤول قد تصل إلى ثماني عشرة ساعة يومياً، فهو يمارس العمل الإداري حتى في منزله وهو يستقبل آراء الأفواج والمسؤولين في الحرس الوطني فهو يستمع إلى آرائهم ومشاكلهم ويقوم بحلها بشكل عاجل، كذلك لا يمنع أي مواطن أو مراجع من تقديم أي شكوى أو طلب في أي وقت، فقاموسه لا يوجد فيه أن العمل له وقت محدد.

هكذا ورث عبدالمحسن التويجري هذه الصفات العظيمة عن والده، فأصبح خير خلف لخير سلف.

حزنا كثيراً عندما فقدت السعودية أحد رجالاتها الذين لا يعوضون، والده الشيخ عبدالعزيز التويجري، ندرك أن الخسارة كبيرة ولكن حين تنظر في محيا نجله الأكبر عبدالمحسن التويجري ندرك أن الخسارة ستعوض، فقد كان عزاؤنا كبيراً في ذرية هؤلاء الرجال، فهم القناة التي تمر من خلالها بحور القيم النبيلة من الأجداد إلى الأبناء.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة