Sunday  08/05/2011/2011 Issue 14101

الأحد 05 جمادىالآخرة 1432  العدد  14101

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

في الوقت الذي نشاهد فيه جماهير بعض الأندية البعيدة كثيراً عن تحقيق الألقاب والإنجازات وهم يتزاحمون زرافات ووحدانا لدعم ومؤازرة فرقها، والشد من أزرها رغم أن طموحها لا يتجاوز مجرد إثبات الوجود أو الاحتفال بفوز لا يسمن ولا يغني من جوع، والتي كثيراً ما تغادر المدرجات تجرجر أذيال الانكسار والحسرات.

لترتسم في المقابل صورة أخرى مغايرة تجسدها الجماهير الهلالية، وأعني بها (جماهير الوسطى) تحديداً..؟!

هذه الجماهير التي توقعت أن تملأ جنبات ملعب الأمير فيصل بن فهد يوم لقاء فريقها بنظيره الرائد، والذي كان موعداً لإعلان الزعيم بطلاً رسمياً للدوري.

وبالتالي بديهية تواجدها تلقائياً بكثافتها المعهودة للاحتفال بالمناسبة والاحتفاء بفريقها البطل ولاسيما في ظل إقامة المباراة على استاد الأمير فيصل بن فهد وبالتالي انتفاء عذر المشقة وبعد المسافة فيما لو كانت المباراة مقامة على استاد الملك فهد..؟!

غير أنني فوجئت حقيقة بذلك الحضور الذي لا يوازي أهمية المناسبة، فضلاً عن أن ذلك الحضور لا يمثل إلا ما نسبته واحد في الألف وربما أقل من جماهير الزعيم في العاصمة تحديداً..؟!

وهو ما يشير إلى أن تخمة الاحتفالات بالإنجازات قد تمكنت من هذه الجماهير إلى درجة باتت معها مسألة الحضور من عدمه خاضعة للمزاجية ومن ثم تحولت المسألة إلى تقاعس..؟!

وبما أن جماهير الزعيم بالمنطقة الشرقية تستاهل الاحتفال والاحتفاء بزعيمها نظير حضورها ودعمها الكبير أسوة بأشقائهم في المناطق الأخرى والتي كان آخرها الاحتفال بكأس سمو ولي العهد بمكة المكرمة.

لهذا أطالب الأمير عبدالرحمن بن مساعد بالعمل على إقناع الجهة المعنية لكي يكون التتويج بكأس الدوري في المنطقة الشرقية عقب اللقاء بالقادسية كمكافأة لتلك الجماهير التي أثبتت بالأدلة على أنها من فئة الأكثر وفاء وإخلاصاً لناديها.

فهل يستجيب (شبيه الريح)..؟

اتقوا الله في البراءة

أما قبل.. فعلى الرغم من حيازتي للكثير من وسائل ومقومات الإقناع المدعم بالبراهين والمغريات المشهودة التي يسيل لها لعاب أي مشجع لكرة القدم وبالتالي سهولة تشكيل قناعات أبنائي ومن ثم تحديد وجهتهم التشجيعية إلى حيث أريد، ولو فعلت فلن أندم ولن يندموا.. إلا أنني (والله) لم أمارس هذا الدور معهم بدليل أن اهتمامهم بمتابعة كرة القدم لا يتجاوز (1%) وربما أقل، في حين كان بمقدوري تزويد الوسط الرياضي بثلاثة من المشجعين الأشد تعصباً.. هذا عدا أن لا أحد منهم يشاركني الميول.

وأما بعد.. فمنذ ثلاث سنوات تقريباً جمعتني الصدفة بشاب يتحلّى بالكثير من سمات الوقار ورجاحة العقل.. تحدثنا كثيراً عن كرة القدم بطبيعة الحال، وعند سؤالي له عن ميوله الكروي أطلق تنهيدة مريرة أعقبها بالقول: سامح الله من شكّل ميولي وقناعتي على هواه منذ أن كنت طفلاً، وتابع قائلاً: والدي لم يترك لي حق الاختيار من خلال إصراره وتركيزه على أن يأخذني معه إلى حيث يميل هو.. وكان يمارس معي ما يمكن تعريفه بغسيل المخ.. إذ كان ينسب المشاكل والعيوب والنقائص الموجودة في ناديه إلى النادي الذي لا يهواه إلى درجة الحقد، خصوصاً عندما يلحظ إعجابي بالفريق الذي لا يريده..؟!

بل كان يخترع الحكايات التي تحط من شأن وقدر ذلك الفريق إمعاناً في صرف تفكيري عنه وتكريهي فيه..؟!

كل تلك الأمور أدركتها بعد أن كبرت وأصبحت أكثر قدرة على تمييز الأشياء على حقيقتها.. وأردف بالقول: نفس الممارسات طبقها والدي مع إخوتي، وأضاف: أعرف الكثير من أصدقائي الذين عاشوا ذات المعاناة وبذات الكيفية التعسفية..؟!

ويواصل: أعرف الكثير من هؤلاء الأصدقاء الذين يتعرضون لحالات من الإغماء عند مشاهدتهم للمباريات نتيجة المبالغة في حقنهم وشحنهم منذ الصغر، ونتيجة فرض ميول أولياء أمورهم عليهم خشية من اتجاههم لتشجيع الأندية المنافسة أو التي لا يكنون لها إلا الكره دون النظر إلى حق الأطفال الأبرياء في اختيار الألوان التي تستهويهم تلقائياً بعيداً عن التوجيه أو الفرض الإلزامي أو حتى الوصاية.

تذكرت ما دار بيني وبين ذلك الشاب عندما شاهدت أحدهم على الهواء عبر الشاشة وهو يعترف بأنه مارس القمع مع ابنه من خلال إجباره على تشجيع ناديه المفضل حائلاً بينه وبين رغبته في تشجيع أحد الأندية الكبيرة التي لا يمر موسم دون أن يحتفل أنصاره بتحقيق الإنجازات وممارسة الأفراح.. رغم إلحاح الابن الدائم على أبيه كي يعتقه من ذلك القيد..؟!

إلا أنه اقتنع أخيراً بحق ابنه في الاختيار وبالتالي أعلن عن السماح له بتشجيع من يشاء من الأندية وهذا موقف يشكر عليه.

لهذا أقول: اتقوا الله في البراءة، ولا تفرضوا ميولكم على أطفالكم، دعوهم يمارسون حقوقهم المباحة المتمثلة في اختيار الألوان الرياضية التي يميلون إليها.

دعوهم يعيشون حياة خالية من العقد النفسية التي لا تقتصر انعكاساتها السلبية على الجانب الرياضي فقط.. بل تتجاوزها إلى جوانب حياتية أخرى أكثر أهمية.

يا هادي.. يا دليل.

حكمة:

الشجرة المريضة لا تنتج إلا ثمرة فاسدة.

 

في الوقت الأصلي
لتكن في الشرقية إذن؟!
محمد الشهري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة