Saturday  14/05/2011/2011 Issue 14107

السبت 11 جمادىالآخرة 1432  العدد  14107

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

أولى محاضرات برنامج الحوار والمجتمع الذي أقامته كلية خدمة المجتع في جامعة أم القرى كانت للشيخ د.صالح بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء، وكانت بعنوان الشباب والحوار، أشار فيها الشيخ صالح -جزاه الله خيراً- إلى أهمية فتح أبواب الحوار الهادف مع الشباب، ومد جسور هذا الحوار بصورة جيدة تحقيقاً لمعنى التربية الصحيحة التي تقوم على بناء الشخصية من خلال تقديرها واحترامها، وأكد فيها أهمية الحوار، لا سيما وأنه منهج قرآني، طبقه الأنبياء والمرسلون من لدن آدم عليه السلام إلى خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وهو حوار هادف بناء، يقوم على طرح الرأي والرأي المقابل بحرية وتقدير متبادل بين المتحاورين.

وأقول: إن هذا الموضوع الذي تناولته محاضرة الشيخ د. صالح بن حميد من أهم موضوعات التربية السليمة، وبناء الشخصية وتقديرها، وأذكر هنا ما رواه لي أحد الأصدقاء تجربته في اعتماد الحوار أسلوباً للتعامل مع أولاده، خاصة في السنوات الأخيرة، بعد أن قرأ كتباً متخصصة في قيمة الحوار وأهميته في تكوين المجتمعات البشرية المستقرة القادرة على بناء القيم، وتحقيق مطالب التنمية في مجالات الحياة كلها، قال: بدأت بأسلوب الحوار مع الأولاد في مرحلة متأخرة، فوجدت أثراً إيجابياً كبيراً عندهم، وعندي، وعند أفراد الأسرة بكاملها، وأدركت كم يكون تفريط الإنسان كبيراً في بناء أسرة متألقة في علاقات أفرادها وفي استقرارها ونجاحها في الحياة حينما يهمل أسلوب الحوار والتفاهم، ويجنح إلى أسلوب تسلط الكبير على الصغير، وتعليب أذهان الجيل الناشئ بالأمر والنهي القسريين بحجة سيطرة الأبوين على أولادهما، وأنهم أعلم منهم، وأكثر تجارب في الحياة.

إن تأمل ما ورد من حوارات متعددة في القرآن الكريم بين الله عز وجل وملائكته وبعض رسله وأنبيائه، وما ورد من حوارات بين الأنبياء وأهلهم، وأقوامهم، ومن يقفون ضدهم من المكابرين الذين وجدوا آبائهم على أمة، وظلوا على آثارهم مقتدين، إن هذا التأمل لتلك الحوارات ليؤكد لنا قيمة الحوار وأهميته، وضرورة تطبيقه في حياتنا، وأهمية تدريب النفس عليه، والصبر في ذلك، والتخلص من هيمنة ما اعتاد عليه الكبار من الآباء والأمهات من إصدار الأوامر بحجة معرفة مصلحة الأولاد، وعدم قدرة الصغار على استيعاب ما يدور حولهم، ويجري أمامهم من شؤون الحياة.

إن تناول موضوع «الشباب والحوار» في ملتقى جامعي حضره عدد من الطلاب والطالبات والآباء والأمهات وأعضاء هيئة التدريس، خطوة إيجابية يشكر عليها المحاضر، وتشكر على التنظيم لها الجامعة.

ومما لفت نظري في ملتقى الحوار والمجتع في جامعة أم القرى موضوع: «زوايا حوارية أسرية» شارك في تقديمه الدكتور عادل العبدالجبار، والدكتور غازي الشمري، تناولا فيه أهمية نشر ثقافة الحوار البناء في الأسرة والمجتمع، وأهمية تعويد أفراد الأسرة على هذا الأسلوب الشرعي الحضاري الناجح المفيد.

ما أجمل أن نضع بين أيدي الناس معالم واضحة لهذه الأساليب الراقية التي تزيد من التآلف بين أفراد الأسرة والمجتمع، وتزيل كثيراً من الحواجز النفسية التي تنشأ بين الناس بسبب إغلاق منافذ الحوار الهادف فيما بينهم.

إشارة:

لماذا لا تحاورني فيرضى كلانا دونما حَيْفٍ وجَوْرِ؟

 

دفق قلم
الشباب والحوار في جامعة أم القرى
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة