Sunday  15/05/2011/2011 Issue 14108

الأحد 12 جمادىالآخرة 1432  العدد  14108

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

يقول أهل الخبرة: (ملهّي الرعيان طائر شبه جارح؛ وهذا اسمه في لهجتنا المحلية؛ واسمه العلمي: (Caprimulgus Aegyptius)، أطلقت عليه هذه التسمية (ملهّي الرعيان) لأنه يتظاهر بالضعف والإعياء، فيقوم بعض الرعاة في الصحراء بمطاردته من مكان إلى آخر لاصطياده، فيلهيهم عن رعاية إبلهم أو أغنامهم. وهو طائر بري (مهاجر) يألف الشجيرات والأشجار كثيرة الالتواء والأراضي الحصوية في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية وذلك لسهولة الاختباء فيها).

هذا الطائر المخادع يُشبه إلى حد كبير أحد الكتاب اللبنانيين المهاجرين إلى بريطانيا.

قابلته هنا في الرياض عند أحد الأصدقاء، ولأننا كنا نظنه متابعاً، ومحللاً، وصاحب معرفة، ويطّلع على ما لا نطلع عليه، انتهزنا فرصة وجوده بيننا، وطرحنا عليه بعض الأسئلة عن أوضاع بعض الدول في ظل الثورات المستعرة هذه الأيام.

وطالما أنه كاتب مجرّب، تُفتح له الأبواب المغلقة، ويصل إلى ما لا نستطيع نحن الوصول إليه، كنا نتوقع أنه سيكون كذائع الصيتِ (جُهينة) عنده الخبر اليقين كما يقول العرب.

غير أننا وجدناه مجرد (مهرج) يستعرض علاقاته، ويدّعي أنه قابل فلاناً، والتقى بعلان، وأسر له هذا بكذا، بينما نفى ذاك ما أسر له به الأول، فيوحي لمن يسمع ادعاءاته وأقاويله، أو يقرأ كتاباته، أنه يتنقل بين كبار القوم في بلاد العرب والعجم وكأنه يتنقل بين بيوت أصدقائه في بيروت، وفي النتيجة ليس ثمة ما يستدعي الاهتمام لا رأيا ولا معلومة؛ أي بالمختصر المفيد كان فعلاً (خرّاط مشمش).

هذا الرجل رغم ضحالته، وتفاهته، (يقاد برسنين) أينما وجه راحلته في بلاد الخليج.

فهو على ما يبدو يعرف من أين تؤكل الكتف، وكيف يُبقي الأبواب له مفتوحة، وكيف يسوّق شخصه رغم تفاهته؛ حيلته استعراض علاقاته، والتحدث عن نفسه، تماماً كما استعرضها عند لقائنا به، ويستعرضها - أيضاً - في كتاباته، فيظن كبار القوم هنا وهناك أنه صاحب القدح المعلى في العلاقات، ومنجم رأي، وكنز في المعلومات، بينما هو مجرد مدّع كبير، وأكروبات بارع؛ مثلما يبيع علاقاته بكبار القوم عرباً وعجماً في الخارج إلينا، يبيع علاقاته بنا على الآخرين، وفي النتيجة يقبض الثمن باهظاً من الجميع؛ فهو ليس سوى نسخة صحفية من (ملهّي الرعيان) ولكن بقلمه وادعاءاته.

هناك أيضاً مُدّع آخر، ينافس صاحبنا على المهنة نفسها، ويشاركه المواطنة ذاتها على ما أظن؛ سماه أحد الأصدقاء (أبو حقب)، لأنّ بينه وبين أبي حقب شبه كبير شكلاً ومحتوى.

أبو حقب طائر جارح لكن لا يراه العرب شيئاً مقارنة بالصقر.

لونه بني، كبير الحجم، قصير الذيل، بطيء الحركة، لا يحلق (بقوة جناحيه) بل بمساعدة التيارات الهوائية الصاعدة.

أبو حقب الصحفي، يمارس ما يمارسه صاحبنا الأول، لذلك بينه وبين (ملهّي الرعيان) كراهية وعداء شديدان؛ فالاثنان يمارسان المهنة ذاتها، ويبيعان علينا نفس البضاعة، ويتصرفان وكأنهما فارسا التحليل الذي لا يُشق لهما غبار، رغم أن علاقتهما بالعصر وإعلامه مثل علاقة جدتي بعصر الإنترنت.

ما يغيظ كثيراً من الكتاب السعوديين، أن هذين الكاتبين رغم رداءة ما يكتبان، وتفاهته، يتقاضان من الصحف (السعودية) أعلى الأجور بين كُتابها؛ رغم أنهما منتهيا (الصلاحية) تماماً.

أحد الزملاء علق قائلاً: في الماضي كان هؤلاء الكتاب الصحفيون يُعاملون في بلادنا على أنهم من (المؤلفة قلوبهم)، أمّا وقد أعزنا الله بالتنمية والتحديث، وأصبح الكاتب السعودي علماً يشار إليه بالبنان، فما حاجتنا لمثل هؤلاء (الكتاب المرتزقة) حتى نؤلف قلوبهم؛ فنحن أهلٌ للذبِّ عن وطننا لا هؤلاء.

إلى اللقاء.

 

شيء من
ملهّي الرعيان وأبو حقب!
محمد عبد اللطيف آل الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة