Thursday  19/05/2011/2011 Issue 14112

الخميس 16 جمادى الآخرة 1432  العدد  14112

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

عندما رأيت كل هذا الحشد من الحضور بمختلف أعمارهم من الرجال والنساء ينتظرون سماع محاضرة الشيخ سليمان الراجحي مؤخراً في ملتقى شباب الأعمال «علماً أن الشباب كانوا فيه أقلية أمام زحف الكبار» تخيلت أننا جميعاً أصبحنا أثرياء لأن الكل «شغوفون بمعرفة» كيف قسم الشيخ ثروته المقدرة بـ 25 مليار ريال.

وسألت من يجلس على يميني وكان بالصدفة الصديق العزيز «نائل رويترز» هكذا نسميه نسبة إلى «وكالة رويترز» التي يعمل بها قلت له يا «أخ نائل «دخلك لشو جاين كل هالناس اليوم «لهون»؟

قال لي «أبصر لشو؟ ليعرفوا طبعاً كيف وزع الراجحي هالمصريات على ولادوه»!!

بالفعل قسم الشيخ سيلمان الراجحي المال بين أبنائه وفق شرع الله وبما يرضي ضميره في موقف فريد وجاء الناس « لينهلوا» من تجربته وكيف جمع ثروته ثم قسمها.

انتهى لقاء الشيخ بالحضور لألتقيه عبر الشاشة حيث كانت أسئلتي قاسية بعض الشيء عليه حتى توقعت أن يتركني ويمضي ولكنه كان صبورا وقدرت له ذلك «فهكذا هم الكبار دائماً» فقد سألته: كم هي ثروتك يا شيخ وأنت مصنف كأحد أثرى أثرياء الأرض؟

فقال لي: قد أكون فقيراً لا أحد يعلم كم أملك وكل التقديرات خاطئة ولا أعترف بها واليوم لا أملك إلا ملابسي فقط فقد وزعت كل مالي بما يرضي الله.

قلت له مفارقة يا شيخ أن لا تملك طائرة خاصة؟! وأنت تقرض من يملكون طائرات خاصة؟

ابتسم وقال أي طيارة جاهزة للإقلاع في المطار وفيها مقعد شاغر فهي لي.

قلت هل هذا بخل يا شيخ؟!! «عداها الشيخ بمزاجه» وقال يا: ابني أنا عملت حمالي في بداية حياتي وعانيت وتعلمت الكثير واليوم كما ترى والحمد لله لقد عرفت كيف أجمع القرش على القرش ليصير عندي ريال هذه إدارة اقتصاد لا أكثر ولم تكن يوما بخلاً.»وللأمانة يعد الشيخ حفظه الله من أكبر الباذلين في المشاريع الخيرية داخل المملكة»

قلت يا شيخ يقال لو أن إنساناً عادياً حصل على دخل يوم واحد من دخلك لقضى باقي حياته غنياً!! «ما بلعها هالمره وقال لي « الرازق في السماء يا ولدي وتأكد أن ما فيه أحد يعرف كم دخلي نهائياً وأنصح الشباب بالصبر والعمل والإخلاص للوطن قبل كل شيء وسيجدون بذلك الخير .

قلت يا شيخ إن الكثير من المحللين العالميين مندهشون!! كيف رجل مثلك يقضي أكثر من ثمانين عاما يجمع ثروته ليتنازل عنها بسهولة؟!

قال: هذه سنة الحياة وشرع الله وهذا ديننا وأنا راضي جدا فأنا أسعد إنسان اليوم وأن أعلم أن أبنائي لن يختلفوا من بعدي.

اعتذرت منه إن كانت أسئلتي جريئة قبلت رأسه وأمسك يدي وقال «لاعليك أهم شيء اتقوا الله فيما تنشرون» غادر الشيخ وسط حشود كبيرة وكل واحد منهم تعلم من هذه الشخصية في هذه الليلة درساً يخصه لوحده وكأنها نصيحة ووصية مسجلة من الشيخ باسمه حتى قال لي أستاذي الفاضل حمد القاضي عضو مجلس الشورى إن من يتحدث أمامنا اليوم هو «أجيال من الخبرة» وليس شخصاً عادياً.

مضينا ولمحت صديقنا «نائل بكاميراته « من بعيد يبحث عن متحدث وهو يقول « بدي «شخص عادي يكون استفاد من كلام الشيخ وقرر يجمع مثل «هاي الثروة»... «فيش حدا»؟ هاه «فيش حدا «؟

ابتسمت وكلي ثقة أن التاريخ السعودي مليء بمثل هؤلاء العظماء.

وعلى دروب الخير نلتقي

fahd.jleid@mbc.net
 

حبر الشاشة
«فيش حدا.. يا زلمة»!
فهد بن جليد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة