Friday  20/05/2011/2011 Issue 14113

الجمعة 17 جمادى الآخرة 1432  العدد  14113

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

المتأمل للساحة التشكيلية المحلية يرى الوضع كئيبا ومحبطا لذلك الكم الهائل من المعارض وخاصة الشخصية التي أصبحت متاحا لمن هب ودب باسم الفن واقتحام الكثير من الأسماء ليست لها علاقة بالفن أو من الهواة والمبتدئين والباحثين عن الشهرة والوجاهة الاجتماعية، حيث بدا لهم المناخ خصبا وسهلا ولا يتطلب الأمر لخوض المغامرة سوى شراء المواد والألوان والاقتباس من هنا وهناك بحجة التجريد أوتجميع الخامات والمخلفات وتركيبها باسم المفاهيمية والزج بها وبأي المستويات والتقنيات وعرضها كإنتاج فني !! وهذه الحالة فرضها واقع الساحة التشكيلية الكئيب وغياب النقد ومعايير المنتج من الناحية الفكرية والفنية والتقنية ومدى أهلية العارضين ومستواهم الفني والعلمي وخبرتهم الفنية، يساهم في انتشارها صالات العرض الفنية التي يهمها تحقيق أكبر عدد من العارضين وعدم قيامها بدور الخبير والناقد والموجه وانتقاء الطروحات الجيدة المناسبة للعرض التي تعكس المستوى المتألق لواقع التشكيل السعودي، والسبب الآخر المطبلون هواة رص الكلمات التي تزخر بها صحافتنا الفنية التي تنقصها الدقة والمصداقية يساهم في تكثيف الضبابية ووضوح الرؤية التي تشكل خطورة كبيرة وتعقيدات وتشابكات على المتلقي والمتذوق وينعكس مردودها السلبي على جمهور الفن، وعلى فكر وأداء الفنانين أنفسهم، يعيق تقدمهم وتطورهم ويركنون إلى تلك الكتابات التي أوصلتهم إلى النجومية والتألق.

والواقع الكئيب أن إنتاج هذه المعارض عبارة عن كومة من الأخشاب والأقمشة الملطخة بالألوان والمعاجين واستخدام المرايا وعلب الصلصة والبلاستيك والخرز والترتر وأوراق لف الهدايا!! بأسلوب ساذج ضعيف وهابط لا ترتقي إلى مستوى مفهوم المعارض الشخصية التي هي حصيلة تجارب قائمة على فلسفة واضحة ومضامين فكرية جلية ورؤية خاضه، ولعل جهل أوتجاهل هذه الحقيقة، هو ما دفع هؤلاء إلى المغامرة متناسين مستواهم الفني واهمين أن أعمالهم المتهرئة البالية صالحة للعرض ويمكن أن تلقى القبول وأن وجود بعض ممن يكتبون عنهم ويصفقون لهم مشيدين بهم ومؤازرين لهم بمنجزاتهم وتميزهم هو حق مكتسب، ونحن كفنانين يجب أن نقف بقوة ضد هذا التيار ولا نجامل أحدا على حساب الفن فالفن ثقافة والثقافة حضارة، ولا مجاملة في بناء الحضارات بحجة التشجيع لأنها واجهة الأمم ومعيار تقدمها تجب المحافظة عليها وعلى نقاءها والحرص على صدقيتها وأصالتها ويجب أن نقف بشدة ضد هذا الزحف ومن أدعياء الفن ولأعمالهم الهابطة التي تسيء لنا جميعا. وقد دأبت وزارة الثقافة والإعلام وقبلها الرئاسة العامة لرعاية الشباب رعاية المناشط التشكيلية في بلادنا منذ كانت جنينا، ولأنها لا تريد لهذه المناشط أن تنجب مولودا مشوها ومعاقا، وإدراكا منها لمتطلبات المرحلة الحالية ،التي أفرزتها متغيرات اجتماعية عدة، منها، انتشار التعليم بين فئات المجتمع وعلى امتداد رقعة الوطن ونمودورالثقافة ونضج الفنون الأخرى في العالم والتي تتداخل مع الفن التشكيلي في علاقات متبادلة تسهم في رفع مستوى الوعي وتطور وسائل الإعلام والشبكات المعلوماتية إضافة إلى ما تنتجه طبيعة المرحلة الحالية من تجاوز التأسيس، إلى الفرز والانتقاء والغربلة، ومن الاهتمام بالتراكم الكمي إلى التجاوب مع التغيير الكيفي الناتج والبقاء للأصلح، فأن أمور يجب أن تفرض، نظرا لغياب النقد الفني، والكاتب النزيه، والمتذوق الواعي الناضج والقادر على الفرز والحكم العادل، نتيجة تأخر الوعي التشكيلي لموقف من التشكيل.

ومن هذا المنطلق، فالمطلب ملح من وزارة الثقافة والإعلام إيجاد لجنة فحص (على غرار هيئة المواصفات والمقاييس في وزارة التجارة) لتقييم جميع الأعمال التي تعرض، سواء من خلال معارض الوزارة أو ألجمعيات وبيت التشكيليين والجماعات والصالات الفنية التجارية ،حتى لا تتدنى الواجهة الفنية المشرقة للملكة، عن مستوى الرقي والحضارة التي وصلنا إليها في النواحي الأخرى، وكذلك الحد ومنع ظاهرة المعارض المرتجلة والتي تفرضها المهارات التسويقية أكثر من المهارات الفنية والقدرة الإبداعية مما يسهم في تزييف وتضليل الوعي الفني، حرصا على أن لا، تُوأد المواهب الفنية الأصيلة والأعمال المبدعة، تحت ركام» الوصولية» والبريق لإعلامي، وغلبة (الأسماء) وأصحاب المقامات العالية والمتسلطين والقادرين على شراء الأعمال البحثية، ودفع نفقات مقاولات - الرسم من الباطن.

 

الفن وجاهة
أحمد فلمبان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة