Sunday  22/05/2011/2011 Issue 14115

الأحد 19 جمادى الآخرة 1432  العدد  14115

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قبل أيام بدأت أعطي زوجتي (في دبي) دروساً خصوصية لقيادة السيارة، وذلك لمواجهة أي طارئ أو حاجة، ولإتاحة الخيار لها أيضاً لقيادة سيارتها متى ما رغبت.

لم يراودني خوف من ثورتها الناعمة، لكن هذا خيار أفضل من أن أجلب شخصاً غريباً ليشاركنا تفاصيل حياتنا، ويكلفنا الكثير من المال، ناهيك عن المشكلات، وهو أمر يعرفه كل السعوديين من تجربة طويلة مع السائقين الأجانب المزروعين داخل بيوتهم.

نشرت أكثر من صحيفة محلية أخباراً عن أن أكثر من سيدة اضطرت «سراً» ولأكثر من مرة، لقيادة سيارتها في إيصال أبنائها إلى المدرسة، فيما قامت أخرى بنقل ابنها إلى المستشفى، في حين تولت ثالثة عجلة القيادة بعد تعرض زوجها لنوبة على طريق سريع.

لا توجد إحصائية للسعوديات القادرات على قيادة السيارة، لكن الأكيد أنهن بالآلاف، تعلمن في الخارج والداخل، كما أن التقديرات للسيدات السعوديات الحاصلات على رخص قيادة دولية تسجل بالآلاف أيضاً.

شخصياً التقيت أكاديميات وسيدات أعمال وإعلاميات يقدن سيارات في أكثر من بلد. واليوم يلفت الانتباه اجتهاد المرأة السعودية لحسم موضوع قيادة السيارة لصالحها.

التصريحات الرسمية تؤكد أن الدولة ليست ضد الموضوع، لكن المجتمع في المقابل غير جاهز، تصريحات نشرت قبل أكثر من عام، اليوم أصبح موضوع قيادة المرأة لسيارتها في البلاد أقرب إلى التحقيق، بعد أن أصبح الجزء الممانع في تناقص أو تناقض. يقابلها مطالبات لم تتوقف من ناشطات سعوديات للمطالبة بحق طبيعي، عوضاً عن سائق قادم من أقصى بقعة في آسيا أو من أدغال إفريقيا.

وفي تسجيل مصور للسعودية منال الشريف على اليوتيوب، قالت إنها تعرضت لتحرش من سائقها الأجنبي، وهي في سيارتها المكيفة والمغلقة الأبواب والنوافذ «درة مصونة»، فيما البهذلة والإهانة تأتي من انتظارها الطويل لساعات لسيارة أجرة، ودخولها في صراع مع سائقها حول الوجهة والتكلفة. ومنال قادت سيارتها الخاصة في شوارع الخبر بشكل أنيق، وهي تعلق على هذه التجربة الشجاعة.

وعلى الفيسبوك كما تويتر تنشط آلاف السعوديات نحو المطالبة بتحرير موضوع قيادة السيارة من سيطرة وسطوة العادات والتقاليد، والنظر إليها كإجراء حياتي روتينى تحتاجه المرأة، كما يحتاجه الرجل، لإنجاز حاجياتها اليومية دون تعقيد أو تحميل الموضوع أكثر مما يحتمل. والمطلوب ظهور مبادرة شبابية على الخط لحماية المرأة من أي تصرف مخل.

مطالبات المرأة السعودية والتي تتخذ إيقاعاً تصاعدياً ملحوظاً على شبكات التواصل الاجتماعي كما الإعلام، ببساطة لا تهدف إلى فرض قيادة السيارة على الجميع، ولكن تقنينها وتقديمها كخيار متاح لمن أرادت، مع وضع نظام عقوبات صارم ضد المتعدين.

ببساطة المطلوب أن تتحول إلى خيار طبيعي للمرأة السعودية، مثل كل النساء المسلمات في كل دول العالم العربية والإسلامية.

إلى لقاء

 

«الثورة الناعمة»..زوجتي تقود سيارتها..
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة