Sunday  22/05/2011/2011 Issue 14115

الأحد 19 جمادى الآخرة 1432  العدد  14115

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

تسير الجامعات على نمط واحد في اختيار المعيدين وبالتالي اختيار جل أساتذتها السعوديين، حيث إنه قليل استقطاب أساتذة من غير أبناء الجامعة المبتعثين. هذا النمط يتمثل في اختيار الخريج الجديد الحاصل على تقدير متميز، وبقائه حوالي العام يبحث عن قبول للدراسات العليا، ثم يبعث لدراسة الماجستير والدكتوراه، في الغالب تباعاً، قبل أن يعود أستاذاً جامعياً.

هذه الطريقة النمطية، حان الوقت لإعادة النظر فيها، لأنها قادت إلى وجود جيل من الأساتذة قليلي الخبرة وغير المتمكنين من كافة الأدوار الأكاديمية والمهنية المطلوبة منهم. لأن الدراسات العليا غالباً ما تركز على البحث العلمي، والطالب السعودي في الخارج تعامله غالبية الجامعات كطالب فقط. فهو لا يمارس المهنة وغالباً لا يمارس حتى البحث التطبيقي أو المساعدة في التدريس بسبب افتقاده للترخيص للعمل في بلد الدراسة وبسبب ضعف تأهيله المهني واللغوي والأكاديمي. بينما نلاحظ طالب الدراسات العليا الأجنبي يعمل مساعد مدرس ويمارس العمل المهني سواء قبل دراسته العليا أو خلالها. غالباً ما نجد طلاب الدراسات العليا السعوديين أصغر عمراً، واقل خبرة مقارنة بنظرائهم في الجامعات الأجنبية.

إذا نحن بحاجة إلى تغيير آلية اختيار المعيدين بشكل جذري، إن أردنا تطوير مستوى الأكاديمي السعودي. وأول الشروط التي اقترحها وضع شرط الخبرة المهنية في مجال التخصص لمدة لا تقل عن ثلاثة أعوام. من خلال تجربتي الشخصية وملاحظتي للزملاء الذين تم استقطابهم للجامعات التي عملت فيها وجدت أن من يملك الخبرة يكون أداؤه أفضل سواء في الدراسات العليا أو في مستواه الأكاديمي قبل وبعد العودة. لأنه ملم بما يدرسه ويدرسه مستقبلاً وأكثر نضجاً وثقةً في اختيار مجال أبحاثه التي نراها أكثر تطبيقية وعملية من ذلك الذي لا يملك الخبرة العملية. بل أن من تم اختيارهم ولديهم خبرة وبمعدلات أقل كانوا أفضل في الأداء ممن تم اختيارهم بمعدلات امتياز ولكن دون خبرة تذكر.

البعض يرى أن فترة الإعادة التي تقارب العام تسهم في تهيئة الطالب المعيد للعمل الأكاديمي وللدراسات العليا، لكن الواقع يشير إلى أنها فترة فارغة المحتوى والمضمون؛ حيث لا يوجد توصيف واضح لها وكل ما يوكل للمعيد فيها هو بعض الأعمال البسيطة الإدارية أو التدريسية غير المكتملة. لذلك يجب إعادة توصيف مهام المعيد واعتبارها مستوى أكاديميا ذا اعتبار مثلها مثل مستوى المحاضر أو الأستاذ المساعد من ناحية الإنتاجية المطلوبة. على سبيل المثال، يجب أن يكون هناك عبء تدريسي محدد يؤديه المعيد خلال فترة لا تقل عن سنتين، يتم خلاله تقييم أدائه التدريسي تحت إشراف أساتذته الأكثر خبرة. بحيث نضمن عدم التحاقه بالبعثة قبل أن يحصل على خبرة معقولة في التدريس.

التدريس مهارة تطبيقية يجب ممارستها وطالما يوجد منهج واضح فالمعيد الذي اخترناه لتميزه يجب أن يكون قادراً على أدائها والتدرب عليها قبل أن يحصل على شهادة عليا.

بعض الجامعات ترفض التحاق معيديها ببرامج الدراسات العليا لديها، وكأنها تشكك في جودتها. المفترض أن يتم اختيار المتميزين في الدراسات العليا كمعيدين/ محاضرين بعد إشراكهم في العمل الأكاديمي. حالياً طالب الدراسات العليا لدينا ليس له نصيب كبير في أن يصبح معيداً، لأنه مجرد طالب لا يشارك في العمل الأكاديمي، بعكس ما نراه في الجامعات الأجنبية.

في فترة ماضية كنا نحرص على المعيد صاحب التقدير الامتياز بسبب النقص في الخبرات الميدانية، أما الآن فالوضع أصبح مختلفا. والتدريس الأكاديمي لم يعد مجرد عمل نظري بل يجب أن ينطلق من تطبيقات مهنية حسب التخصص.

malkhazim@hotmail.com
 

نقطة ضوء
الحاجة إلى تغيير نظام الإعادة بالجامعات
د. محمد عبدالله الخازم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة