Friday  27/05/2011/2011 Issue 14120

الجمعة 24 جمادى الآخرة 1432  العدد  14120

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

      

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، نؤمن بها عن يقين، وينطق بها القلب بإيمان عند نزول مصيبة الموت، فالموت نهاية كل حي، وهذه سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً، غير أن فاجعة الموت ومصيبته تهتز لها القلوب والمشاعر عند فقد الأحباء، ومفارقة الصحاب، ومصيبتها يكون وقعها أشد إذا كان الفقيد بمكانة الراحل المرحوم -بإذن الله- المهندس عصام عبدالله قطان، الذي رحل عن وطنه ومحبيه بعد عناء مع المرض، فمكانته -رحمه الله- معروفة لكل من أحبه وسماته ومواصفاته الإنسانية مشرقة، وستظل عطرة لدى كل من تعامل معه، فكيف بمن عرفه أكثر من عشرين عاماً عايش خلالها نبل أخلاقه، وكرم شمائله، وتواضعه الجم، فقد عاش محباً لوطنه، مخلصاً في عمله، مجتهداً ومحباً لكل من يعمل معه، فكسب حب الأصدقاء وتقديرهم، رحم الله أبا (عبدالله)، فقد جمع حوله القلوب، قلوب المخلصين والمحبين، وجمعهم في حوليته المعروفة التي ميزت سيرته العطرة فيما بينهم، فكان مثالاً في حسن الخلق، وجمع الشمل، رحم الله عصام قطان، الذي أصبح في ذمة ربه، بعد أن ضرب أمثلة ونماذج في الإخلاص وفي مكارم الأخلاق التي حرص عليها وتمسك بها في حياته.

ستظل ذكراه في أسرته وعند أصدقائه ومحبيه وزملائه ناصعة مشرقة، بما تركه بينهم من قصة تحكي في مجالات الخير والإنسانية والصداقة الحقة التي يندر مثلها في عالم اليوم.

رحم الله أبا (عبدالله) الذي فجعنا بموته، وعزاؤنا أن ما تركه من ذكرى حسنة وسيرة طيبة سيظل صداها يتردد بين زملائه وأصدقائه ومحبيه، وندعو الله أن يشمله بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته وأن ينزله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

وندعو الله أن يشملنا جميعاً بكرمه في هذه الحياة لندرك أن لحظات الحزن عند نزول مصيبة الموت، وهي لحظات صعبة وقاسية يجب أن نعبرها بالمزيد من العمل الصالح الذي يرضي عنه الخالق سبحانه، فهذه الدنيا هي مزرعة للآخرة وأيامها قصيرة وإن طالت في حساب السنين، والسعيد من عمل لرحلة ما بعد الموت، فأكثر من الخيرات وأحسن عمله وأخلص فيه، وتذكر أن السيرة الحسنة هي الباقية بعد الموت، رحم الله عصام قطان الذي أدرك في حياته كنه قول القائل:

دقات قلب المرء قائلة له

إن الحياة دقائق وثوان

فاختر لنفسك بعد موتك ذكرها

فالذكر للإنسان عمر ثان

{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

 

إلى جنة الخلد يا أبا عبدالله
د. عبد الرحمن بن سليمان الدايل

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة