Saturday  28/05/2011/2011 Issue 14121

السبت 25 جمادى الآخرة 1432  العدد  14121

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

جاء منع المرأة من قيادة السيارة لسد الذرائع خوفاً عليها وحماية لها وهو أمر محمود في غاياته السامية، لكن المنع أدى إلى فتح باب أكثر خطورة هو استقدام رجل غريب وتسليم المحارم إليه ليقود بهن المركبة الصغيرة، ولم يعد الأمر مقبولاً في داخل المدينة، بل ارتضى كثير من الرجال الممانعين بقوة لأمر قيادة المرأة للسيارة - ارتضوا - أن تسافر محارمهم - زوجات وبنات - مع السائقين مئات الكيلومترات خارج المدن المأهولة ويقطعن الفيافي الفارغة من البشر ذهاباً وعودة وبشكل يومي.

كما أن قيادة المرأة للسيارة أمر مقبول منذ أكثر من ثلاثين سنة في القرى والهجر السعودية ذلك لانشغال الرجال في وظائفهم في المدن فتقوم المرأة بمتابعة شئون بيتها والاطمئنان على الحلال سواء كان إبلاً أو ماشية أو حقلاً زراعياً.

تجربة المرأة في الخليج التي تقود سيارتها، وهي ترتدي نقابها أو برقعها بثت الاطمئنان خصوصاً أن كثيراً من النساء في الخليج تعود أصولهن القبلية إلى قبائل المملكة العربية السعودية. هذا ولا شك بث الطمأنينة لدى كثيرين وجعلهم يعيدون النظر في ممانعتهم لقيادة المرأة السعودية لسيارتها.

في رأيي أنه حان الوقت لإعادة تقييم قرار المنع من جديد خصوصاً المخاطر الأكثر ضرراً التي نتجت عن منع المرأة من القيادة والتي تتطلب سداً عاجلاً للذرائع المترتبة من مخاطر السائقين وتواجدهم الطويل مع الأطفال والنساء.

كما أن خطر وجود عمالة رجالية في البيوت وبهذه الكثرة يمثل خطراً أمنياً كبيراً إلى جانب الخطر الأخلاقي وكذلك تفاقم الكلفة الاقتصادية.

يعترض البعض - وحقه مكفول في الاعتراض - أن السماح للمرأة بالقيادة سيجعل الرجال يستقدمون سائقات، وفي هذا خطر محدق على الرجال الذين سيتعرضون لمضايقة السائقات لهم مما يفضي إلى اختلاط وخلوة. ولذلك فإن في منع المرأة من القيادة خيراً يعود عليها وعلى الرجل في آن واحد.

نحن نتناقش ونعرض آراءنا ونتحدث عن كل شيء ما عدا شيء واحد كلنا نتناساه ولا نلتفت إليه وهو أمر بديهي وفي غاية البساطة، وهو حق الإنسان في الاختيار وتسيير حياته وفق ما يريد هو لا ما يريده الآخرون ما لم يكن في ذلك مخالفة شرعية.

إذا كان الله سبحانه جلت عظمته وقوته جعل للإنسان حق الاختيار في أمر عظيم وكبير، وهو أمر الهداية والضلال، علّم الإنسان طريق الخير وطريق الشر، وبعث له الأنبياء ليرشدوه إلى سواء السبيل، ومع ذلك ترك له الحق في أن يختار الضلالة أو الهدى وكل له عاقبته.

أفلا يكون حرياً بالمرأة أن تختار أن تقود سيارتها بنفسها، أو تجيّر ذلك الحق لسائق ينوب عنها في القيادة؟

f.f.alotabi@hotmail.com
 

نهارات أخرى
محاذير استقدام السائقات!
فاطمة العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة