Saturday  04/06/2011/2011 Issue 14128

السبت 02 رجب 1432  العدد  14128

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

تحققت للمرأة السعودية قفزات نوعية كبيرة في طريق حيازتها على الاعتراف الكامل بأهليتها ومواطنتها لا ينكرها إلا مغالط، خصوصاً في عهد خادم الحرمين الملك عبدلله بن عبد العزيز.

أنسنة المرأة السعودية، تتطلب جهداً اجتماعياً وثقافياً ودعماً لوجستياً من القيادة والسلطة الدينية التي يمثلها المشائخ المدركون لقيمة الأنسنة للفرد في الإسلام.

الأنسنة هي مفهوم أعم من الإنسان مع أنها مستمدة من أصل الكلمة إنسان.

أنسنة تعني أن ترد غربة الإنسان وتعيده لكونه إنساناً وتجعل البشر من حوله يقبلونه وهو يقبلهم وتجعل كل البنى التحتية والثقافية تساند مشروع الأنسنة الذي تستهدفه.

الحملات المنتشرة في الفيس بوك المضادة لدعوة «سأقود سيارتي بنفسي» حملات تعكس تواضعاً ثقافياً لدى بعض المعترضين في الحوار والنقاش.

حق الاعتراض مكفول للفرد إذا كان هناك دعوة لإلزام النساء كل النساء بقيادة السيارة.

لكن المطالبة بأي حق يراه الفرد ممكناً ولا يتعارض مع نص صريح من القرآن أو السنة التي هي مصادر للتشريع في المملكة، فإن ذلك لا بأس فيه طالما أنها دعوة لا تنطوي على تجمع أو تظاهر في مكان محدد.

يؤسفني أن أقول إن خطابنا الثقافي كان هو الآخر سبباً في تخويف المجتمع من انخراط المرأة في الشأن العام، فقد قدَّم الروائيون الكثير من الأعمال التي أظهرت المرأة التي تستغل الحرية والثقة وبيئات العمل المختلطة بأسوأ صورة بعضها يعد جنساً قذراً ووحشياً لا يظهر إلا في بيوت الدعارة في الروايات الأجنبية لكن بعض رواياتنا أظهرت المرأة الطبيبة أو الموظفة بهذه الصور المنحطة ما أدى إلى نتائج عكسية أضرت كثيراً بالصورة الإيجابية التي سعت المرأة إلى إثباتها على أرض الواقع.

ولا يختلف خيال بعض الروائيين عن الظنون السيئة التي يرمي بها الآخرون كل امرأة تطلب قيادة السيارة!!

لا يوجد لدينا إستراتيجية ثقافية بعيدة المدى للتغيير الهادئ المنضبط الذي يرحب به العقلاء، كل ما مضى اجتهادات قد يسقط بعضها بعضاً. يغيب عنها التخطيط الإستراتيجي الاجتماعي والثقافي.

قيادة المرأة لسيارتها أمر اجتماعي نافذ أحياناً في بعض القرى والهجر.

وهو ما يؤكد أن مجتمعنا سوي مثل كل خلق الله، واختفاء هذا المظهر في المدن سببه الثقافة الاجتماعية.

ما أتحدث عنه أخطر بكثير من مجرد جلوس خلف مقود، أو جلوس خلف سائق باكستاني أو هندي أو سوداني الأمر هو أنسنة المرأة.

كيف ينادي شبان بضرب النساء بالعقال؟!

كيف ينادي شبان بصدم المرأة وتركها في الطريق؟!

ألا يعد هذا استهانة بالروح التي شدد الله سبحانه على حمايتها؟!

من ربى هؤلاء الشباب على عقوق واحتقار النساء؟!

هؤلاء الشباب كيف تشكلت ثقافتهم بعد 2011م كيف نشأوا ومن درَّسهم ولمن قرأوا ولمن استمعوا؟!

أسئلة حري بمراكز البحث المستقلة والحيادية أن تبحث فيها. والله المستعان.

f.f.alotabi@hotmail.com
 

نهارات أخرى
شباب اصدمها.. من أين جاءوا؟!
فاطمة العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة