Saturday  04/06/2011/2011 Issue 14128

السبت 02 رجب 1432  العدد  14128

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

ملحق البيعة

 

حين تراقصت الأحرف.. في الذكرى السادسة

رجوع

 

نحتفل هذه الأيام بالذكرى السادسة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم في هذه الدولة المباركة التي لا نزال ننعم من خيراتها، وخلال هذه المدة التي قضاها خادم الحرمين في الحكم بارك الله في حياته وفي ولايته، قدم فيها إنجازات متميزة في كل الميادين فاقت كل تصور من أعمال عظيمة داخل المملكة وخارجها، تشرح الصدر وتبهج النفس، وتسر الخاطر وترفع راية الإسلام وتعلي من مكانة المسلمين في كل الأرض، وتجعل ولاية خادم الحرمين مثالاً يحتذى وطريقاً يقتدى في سياسة الناس وقيادة الشعب وإبعادهم عن الفتن والصراعات.

لقد تحقق فيما مضى من عهد خادم الحرمين الشريفين عدد من الإنجازات والخيرات في مجالات متعددة كلها تصب في صالح الوطن والمواطن، كان آخرها تلك الأوامر الملكية التي زادت على عشرين أمراً شملت جميع احتياجات المواطنين، صنعها الملك بحبه لشعبه وإخلاصه لدينه، وحرصه على سلامته وأمنه واستقراره، وتلقاها الشعب بالحب والتلاحم والاجتماع والتراحم، تلمس فيها خادم الحرمين الشريفين حاجات أبنائه وبناته من المواطنين في شتى مجالات الحياة والسعي في توفير كل سبل الراحة واستقرار العيش.

في هذه المدة التي مضت من مبايعة خادم الحرمين سعى إلى دعم رواسي الأمن والاستقرار ووحدة الصف وتلاحم المجتمع واجتماع كلمته، تحت لواء القيادة الراشدة، ووقف في وجه الفساد والمفسدين بالمرصاد، وكشف تدابيرهم وخططهم، حتى دحرهم الله وردهم خاسرين خائبين بما منحه الله من قوة وقدرة، وجرأة وشجاعة وحكمة وحنكة، وعزيمة صادقة وكفاية ظاهرة، في الذب عن الدين، والدفاع عن الوطن وأهله، وحقق لهذا المجتمع السعودي وحدة متماسكة ولحمة مترابطة في وقت تشهد فيه بعض الشعوب ثورات وصراعات وخروجاً وخلافات، وتشهد فيه بعض بلدان المسلمين اضطرابات ومتغيرات دمرت خياراتها وقضت على تنميتها، وهزت اقتصادها وزعزعت أمنها، ودفعتها خطوات إلى الوراء أثرت سلباً على تقدمها وتنميتها.

لقد حققت المملكة العربية السعودية في عهد المليك المفدى -يحفظه الله- منجزات ضخمة وتحولات كبرى في مختلف الجوانب التعليمية والاقتصادية والزراعية والصناعية والثقافية والاجتماعية والعمرانية وحضوراً سياسياً متميزاً في بناء المواقف والتوجهات من القضايا الإقليمية والدولية إلى جانب تجاوز المملكة بقيادته -رعاه الله- في مجال التنمية السقف المعتمد لإنجاز العديد من الأهداف التنموية كما تمكن -حفظه الله- بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً مما أصبح للمملكة وجوداً أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي وشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته.

الذي تحقق فيها الكثير مما يطمح ويتمنى كل مواطن مخلص يحب الخير لهذه الأرض وأهلها خاصة أن هذه الذكرى المتميزة التي ترتبط بقلب شعب محب لقائد ووالد حب وعاش وتعايش مع مواطنيه في كل الظروف التي يعيشها العالم وخاصة المتغيرات التي يمر بها العالم العربي وما يجري من أوضاع حولنا ترك الكثير من الأثر في النفوس المخلصة للوطن الغالي مما يجعل للذكرى السادسة لبيعة خادم الحرمين إحساسا يحرك الشعور بالحب والتضحية والعمل والإخلاص والوفاء لكل ذرة من تراب هذه الأرض ومن يعيش عليها لأن تلك الذكرى يجب أن ترسخ مبادئ أساسية ومهمة في نفوس الجميع وأهمها مخافة الله والأمانة ومحاربة الفساد لأن قائدها هدفه عظيم وتعامله مع ربه عكس حبه لشعبه وأكبر دليل على ذلك هو إنشاء مؤسسة لمكافحة الفساد وهو أمر أسعد قلوب العباد وسوف ينال به إن شاء الله رضا خالقه.

لقد حلت علينا الذكرى السادسة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز زمام الحكم في مملكة الإنسانية، وحُق أن تبتهج النفوس بهذه الذكرى الغالية، ذكرى بيعة الملك العادل الصالح الذي قال ففعل، ووعد فأوفى، وخطط فأنجز، فأصبحت التنمية الشاملة المتكاملة في كل قطاعات الدولة، واستفاد أفراد هذا البلد الأبي من هذه التنمية التي أرسى دعائمها، وأسس بنيانها، ودعم توجهها، وأكد -أيده الله- في كلمة البيعة المباركة بأن يكون شغله الشاغل (إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة)، ولم تكن تلك الكلمات استهلاكًا لوسائل الإعلام، وإنما كانت كلمات صادقة حقة، نابعة من قلب مخلص، وعقل مفكر، ونية صافية، وعقيدة راسخة، تكتنفها الحنكة السياسية، والغيرة العربية، والرحمة الإنسانية، وفي هذه السنوات الست المباركة ما يؤكد ذلك، ولعل آخرها ما قدمه -حفظه الله- لأبنائه وبناته في هذا الشعب الوفي من أوامر ملكية ترتقي بحياة الفرد في شتى الميادين: المعيشية، والوظيفية، والتعليمية، والأمنية، والصحية، فله من القلوب المخلصة أصدق الدعاء بالتأييد والتسديد.

لسنا في هذا المقام بقادرين على تعداد جميع إنجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز -حفظه الله- فالمرحلة شاهدة ناطقة بهذه التنمية الشاملة التي تنعم بها هذه البلاد الميمونة، والزمان كفيل بحفظ أفعال الرجال، والتاريخ يدون الخطوات الثابتة الراسخة التي رسمها أيده الله.

عمر عبدالعزيز صالح المحمود

المحاضر بكلية اللغة العربية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة