Saturday  11/06/2011/2011 Issue 14135

السبت 09 رجب 1432  العدد  14135

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

نهاية زعيم خوارج العصر!
أحمد علي الأحمد

رجوع

 

أسامة بن لادن كان صنيعة الأمريكان ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان وعندما انهار الاتحاد السوفيتي تحولت إستراتيجية الدعم فأصبح ابن لادن العدو اللدود لأمريكا، وجند كافة امكانياته لمحاربة أمريكا وطالب بإخراجهم من جزيرة العرب، ثم تطور العداء وغرر بالشباب وأقنعهم أن محاربة الأمريكان جهاد في سبيل الله وأسند إليهم محاربة أمريكا بعقر دارها فكانت الحصيلة تدمير البرجين في 11 سبتمبر فقتل ما ينوف على 3 آلاف أمريكي. لقد كان تجمهر الأمريكان معبرين عن فرحتهم ابتهاجاً بما حدث عندما كان الرئيس أوباما يعلن في الردهة الشرقية للبيت الأبيض مصرع بن لادن الذي تعتبره أمريكا المطلوب الأول على قائمة أعدائه على ما يقرب من عشر سنوات مبرراً قتله بمسؤوليته عن عدد من الجرائم الإرهابية التي تنسبها الولايات المتحدة الأمريكية إليه.

وإن كنا نكتفي بالتأمل في موقف بعض الغربيين في التعبير العلني عن فرحتهم بمقتل بن لادن فإن الموقف يختلف بالنسبة لبعض الأوساط في بعض الدول الإسلامية التي انبرت للتعبير عن الشماتة والتعريض بما يفهم منه أنه بغرض تصفية حسابات مذهبية وطائفية.

في الأراضي السعودية كان نشاطاً ملحوظاً ودوراً فاعلاً بتجنيد الشباب للقيام بالعمليات الانتحاربية بحجة أنهم شهداء في سبيل الله فقاموا بتفجير مكاتب الأمريكان بالرياض وراح ضحيتها عدد كبير من الأمريكان وجنسيات أخرى.

لقد استطاع أن يوحي للشباب المهزوم حضارياً والمحبط والمأزوم الذي يعاني من أزمات نفسية ان (الانتحار) استشهاد في سبيل الله وأن هذه المسألة لا تقبل الشك ولا تخضع للمناقشة، لقد أحيا بن لادن وفرقته سنة (الخوارج) ونهجوا نهجهم وخرجوا ليس على حكامهم فحسب وإنما على كل الأعراف والمواثيق الدولية وأصبحوا بدعوى الجهاد يستبيحوا دماء من لا يتبع سنتهم.

رحيل بن لادن رحمة للمسلمين الذين ابتلوا بأفعال هذا الرجل الذي جلب كل الدمار الذي تعرضت له العديد من الدول الإسلامية والتي لا تزال تعانيها كأفغانستان واليمن والعراق، ورغم ذلك هناك من يعتقد أن نشاط وتنظيم القاعدة سيخبوا بعد رحيل زعيمها ويستشهدون على ذلك بما حصل لمصعب الزرقاوي في العراق الذي بقتله تقلص نفوذ القاعدة وأصبح دورها ثانوياً بالقياس على نشاطها عندما كان زعيمها حياً. من المؤكد أن رحيل بن لادن سيؤثر في الأحداث ولا سيما بين مؤديه طمعاً في زعامة تنظيم القاعدة التي لا نتمنى لها أن تضاعف نشاطها ضد الأبرياء الآمنين.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة