Saturday  11/06/2011/2011 Issue 14135

السبت 09 رجب 1432  العدد  14135

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

عفواً حي الحميدية
م. جميعان بن فلاح الشراري *

رجوع

 

أول ما يرتسم في الذهن حال السماع بـ»حي الحميدية» صور التنمية المختلفة التي يمور بها ذلك الحي تحت مظلة وإطار التنمية الشاملة والمتوازنة التي يعيشها الوطن، وتُعتبر من القضايا الأساسية للدولة.

إلا أن تلك الصور سرعان ما يبددها الواقع الكاريكاتوري لحال «الحي»، الذي أصبح من فَرط (افتراق) اسمه عن مضمونه ينال على نحو صارخ من المفاهيم الإنسانية وجوهرها اللصيق بوجود الإنسان وفاعليته في الحياة.. أصبح ذلك الحي، الذي اقتصرت مظاهر الحياة الخجولة به على حواري بدائية ضيقة، وبعض الشوارع المتواضعة التي تضيق بساكنيها، يُشكّل عبئاً اقتصادياً على المدينة بالرغم من قُرْبه من مركز المدينة حتى وإن أصبح في حُكْم الحي المركزي. «حي» ليس له من اسمه أدنى نصيب، وخصوصاً بعد أن ساهمت الضبابية والتهميش وغياب التخطيط في تجريده من أي محتوى أو مضمون يشير إلى الحد الأدنى من اشتراطات المدنية، التي أصبحت فائضة عن الحاجة في مواقع أخرى، وتحتل الدرجة الأخيرة من سلم الأولويات. ولنا في خلو الحي من المركز الصحي والمركز الأمني والحدائق العامة والملاعب والمتنزهات والساحات ووو.. خير مثال. وعلى هذا الأساس يمكن تصنيف هذا الحي بحي الانتظار، وهو الأكثر قدماً، والأرسخ في ميدان الفقر الخدماتي. قاطنو الحي يرون أن وضعه وخلوه من مظاهر التطوير الحقيقية قد يشيران إلى عدم جدية أو وضوح في إرادة التخطيط على الرغم من أنه وقاطنيه ممن مثلوا النواة الأولى والمكون الأساسي لتشكيل بلدة القريات؛ فالمستوصف الذي يحمل اسم الحي نُقل ليخدم حياً بعيداً، كذلك ما يُقال عن الخدمات الصحية ينطبق على قطاعات أخرى، ومنها المركز الأمني، بل إن سكان الحي أُجبروا على مراجعة أحياء أخرى لطلب العلاج أو الإبلاغ عن أي قضية أمنية وغيرها، حتى أن المقاولين أصبح لهم نصيب من الإهمال، ومن فرط ذلك لا يستكملون إعادة سفلتة بعض الحفريات. موقعه يُحتّم على المخطِّط أن يجعل له نصيباً من الخدمات الصحية والأمنية والبلدية والاجتماعية المنتشرة في محيطه من الأحياء الأخرى، بسبب المعوقات المرورية التي تسبَّبَ بها موقعه في منطقة تُعَدّ تجارية لو أُحسن استغلالها؛ فتطوير المناطق العشوائية في وسط المدن يُحقِّق أهدافاً أفضل من التوسع في أطراف المدينة؛ لما فيه من فرص استثمارية متعددة، ووجود سكاني مكثف. سمع المواطنون العديد من الوعود بتطوير هذا الحي، ولكن هل كانت هذه الوعود جادة أم لا؟

ذلك ما أراد أن يعرفه الجميع.

* عضو مجلس الإدارة بنادي الجوف الأدبي الثقافي

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة