Sunday  19/06/2011/2011 Issue 14143

الأحد 17 رجب 1432  العدد  14143

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لم تســـتمر سعادتي كثيراً بقرار هيئة حقوق الإنسان بإقامة ورش عمل تحت عنوان (حقوق الإنسان: الواقع والمأمول) وتنفيذها في ست مدن في مناطق مختلفة، بمشاركة شرائح متنوّعة من مؤسسات المجتمع وأفراده، بالإضافة إلى خمس وزارات وعدد من الهيئات والجمعيات المدنية.

حيث كانت أهداف الورشة تحديد واقع حقوق الإنسان في المجتمع كما يدركه المشاركون، والتعرّف على أولويات قضايا حقوقه واستكشاف مدى الوعي بها في المجتمع ومؤسساته، وتحديد دور المؤسسات ذات العلاقة في تنمية الوعي بثقافة حقوق الإنسان، وسبر معوقات نشر تلك الثقافة والتحديات التي تواجهه، إضافة إلى إعداد رؤية مستقبلية لحقوق الإنسان في المجتمع، وبالتالي اقتراح سبل وآليات لنشرها في مجتمع المملكة.

اشتملت الورشة الأولى التي أُقيمت في الرياض على التعريف بمجالات حقوق الإنسان وانتهاكاتها. وفي حين اتفق المشاركون في المجالات فقد اختلفوا في تحديد مدى الوعي بحقوق الإنسان في المجتمع، فمنهم من جزم بأن المواطن لا يعرف حقوقه لذا لا يسعى في تحصيلها، ومنهم من أكَّد أنه يدرك حقوقه تماماً، ولكنه لا يثق في إمكانية الحصول عليها أو الدفاع عنها بسبب العيب أو الإحباط.

وحين تم التطرق إلى التعريف بانتهاكات حقوق الإنسان في المجتمع وترتيبها حسب خطورتها فقد اتفق الجميع على أن العنف الموجه للطفل والمرأة هو أشد أنواع الانتهاكات. وأكَّدوا على وقوف مؤسسات المجتمع المدني في مدرجات الفرجة على تلك الانتهاكات فحسب، بينما المرء يتلظى على نارها.

وقد اختلف الجميع حول تحديد الجهات المعنية بالمطالبة بعودة الحقوق لأصحابها، وظنوا أن هيئة حقوق الإنسان هي الجهة المعنية إلا أنهم فوجئوا بأنها في الواقع جهة حكومية مستقلة مختصة بإبداء الرأي والمشورة بمسائل حقوق الإنسان فقط، وليست جهة تنفيذية! وربما ذلك هو أحد أسباب السكوت عن المطالبة بالحقوق أو الإحباط. حينما يقول المظلوم (أروح لمين؟).

وهو ما اكتشفته بعد حضور الورشة التي كان هدفها نشر ثقافة حقوق الإنسان فقط! وليس المأمول كما هو عنوانها، بمعنى توعية المرء لمعرفة حقوقه فحسب وليس المطالبة بها، وأعتقد أن الكثير يعرفها تماماً من الناحية الشرعية والنظامية ولكن لا يجد من يقف معه! فالداعون بتفضيل السكوت على الجراح كثيرون تحت بند ما يُسمى بتجنب الفضائح. أما حالة الخذلان التي يُمنى بها المرء حين يتجه لشخص ما فلا ينصره لأن الظالم صاحب نفوذ مالي أو سلطوي أو بينهما مصالح مشتركة؛ فذلك الخسران وتلك هي الخيبة؛ ليبقى الله دوماً هو الكبير، وهو المعين وهو الناصر دون غيره.

وليت هيئة حقوق الإنسان تنشر وتسعى لتنشيط ثقافة المرجعية أو كبير العائلة بما يُسمى قديماً بـ(العاقلة) وهو الشخص الحكيم العاقل الذي ترجع له الأمور ويحسمها بما يناله من تقدير في مجال الأسرة أو القبيلة ويملك السلطة الأدبية النافذة بعيداً عن المصالح الخاصة. وكذلك التشجيع على تأسيس مجالس العائلة للنظر في الأمور المختلف عليها لأن المشاكل العائلية كالعنف والعضل وجور الولاية وفرض الوصاية والاستيلاء على الأموال هي أشد الانتهاكات. ولعل ذلك يريح هيئة حقوق الإنسان والقضاة ويرفع الظلم والضيم.

rogaia143@hotmail.com
www.rogaia.net
 

المنشود
ومن يأخذ حقك أيها الإنسان؟!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة