Sunday  19/06/2011/2011 Issue 14143

الأحد 17 رجب 1432  العدد  14143

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

بعد أحداث11 (سبتمبر)، شنت الولايات المتحدة حرباً عالمية ضد (الإرهاب)، لكن فشل واشنطن في أفغانستان والعراق، جعل البحث أكثر جدية نحو تصعيد نموذج إسلامي معتدل، وكانت تركيا، بديلاً إسلامياً عن ابن لادن والظواهري، وحليفاً يعتمد عليه سياسياً وعسكرياً من قبل واشنطن.

لوقت طويل أدارت تركيا ظهرها لعمقها العربي والإسلامي، إلا أن الموقف السلبي اتجاه طلب تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، شكل نقطة العودة لاستعادة الدور التركي في الشرق الأوسط الكبير، وتعتقد تركيا أن الأوروبي سيجد نفسه مضطراً لاسترضائها مستقبلا عبر طلب انضمامها لعضوية الاتحاد.

وهكذا اعتمدت تركيا ديبلوماسية جديدة تمثلت بانفتاح واسع النطاق في الشرق الأوسط، شمل فتح الحدود، وإلغاء التأشيرات، وزيادة حجم التبادل التجاري.

طبعا اتقنت معه العزف الماهر على المشاعر العربية، وخاصة في قضية الصراع مع إسرائيل. حيث اتخذت مواقف مواجهة إعلاميا وشعبيا، مستفيدة من حصار غزة، فيما تجمعها رسميا بإسرائيل علاقة قوية. مواقف ساهمت في أن تلمع صورة تركيا على المستوى الشعبي العربي والإسلامي، ومن ثم على المسرح السياسي الإقليمي والدولي.

مهم الإشارة بوضوح إلى أننا لا نتحدث هنا عن دولة تركية عظمى، أو قوة خارقة، أو عودة العثمانية الجديدة، لكننا أمام دولة، لديها مشكلات، ونقاط ضعف، وملفات خارجية شائكة، سواء فيما يتعلق بالكردي، ومع اليونان والبلقان وأرمينيا. كما لم تفلح للفوز بأي دور داخل حلف شمال الأطلسي.

لكنها- أيضاً - استطاعات أن تقدم وجهها الجديد كنموذج إسلامي للعالم يحتذى به، لناحية التوفيق بين الإسلام والديموقراطية، أو الأصالة والحداثة أو المعاصرة. كما التقديم لنُمُو وازدهار اقتصادي مقبول، مع حرب معلنة على الفساد، وتطبيق لمعايير الشفافية. وأنظمة مدنية وممارسة ديمقراطية محمية بالدستور والقانون.

أمر ظهر بوضوح مع ثورات العالم العربي، حيث كانت تركيا وحدها جاهزة للتدخل لمواجهة العواصف والتغيرات، وتقديم المبادرات والتحذيرات.

فقد كان أردوغان الأول الذي طالب الرئيس المصري بالتنحي قبل أن يقوم أوباما بذلك، وظهر حديث عن تناغم أمريكي - تركي، ثم ظهرت ملامح نحو اتجاه يشبه نموذج أنقرة بين العسكر والإسلاميين.

وفي ليبيا، وبعد وقت قصير، لعبت أنقرة دوراً محورياً في التحركات العسكرية - السياسية لـ «الناتو»، ثم مع الجارة سوريا. حيث تحركت تركيا لإقناع الأسد بتنفيذ فوري لإصلاحات حقيقية، لكن الأسد استمر في قتل شعبه، وارتفعت معها حدة اللهجة التركية المهددة بالتدخل لإيقاف المجازر.

تركيا تتحرك كبلد مؤسسات مستقل، والأهم أنها لاتخاف من الثورات العربية، أو أي أعراض جانبية قد تحدثه على حدودها. فهي تتعامل مع سوريا بحزم واضح، وستكون رأس الحربة في أي تدخل أو قرار دولي قادم، أو حظر جوي متوقع، فقد اختارات الوقوف إلى جانب الشعوب، وحقهم في التغيير والتعبير.

إلى لقاء.

 

النموذج التركي.. وخيار الشعوب!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة