Sunday  19/06/2011/2011 Issue 14143

الأحد 17 رجب 1432  العدد  14143

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

تعقيباً على الشهري:
(التعصب الرياضي) وصل إلى دورات المياه -أكرمكم الله

رجوع

 

كنت أتصفح كعادتي جريدتي المفضلة (الجزيرة) فوقعت عيناي على مقال للكاتب محمد الشهري عبر زاويته (الوقت الأصلي)، وذلك يوم الأحد 5 جمادى الآخرة العدد 14101، وكان الجزء الأخير من المقال عنوانه (واتقوا الله في البراءة)، والذي أخذ نصف المقال. وتوقفت كثيراً عند ما أورده عن تنشئة الصغار على التعصب الرياضي وإجبارهم عليه من قبل آبائهم، وكان مما قال - وفقه الله - عن أحد الأبناء متحدثاً عن أبيه: إذ كان ينسب المشكلات والعيوب والنقائص الموجودة في ناديه إلى النادي الذي لا يهواه إلى درجة الحقد، خصوصاً عندما يلحظ إعجابي بالفريق الذي لا يريده..؟! وأشار (أعرف الكثير من هؤلاء الأصدقاء الذين يتعرضون لحالات من الإغماء عند مشاهدتهم للمباريات). ثم ختم موصياً (أتقوا الله في البراءة، ولا تفرضوا ميولكم على أطفالكم، دعوهم يمارسون حقوقهم المباحة.. دعوهم يعيشون حياة خالية من العقد النفسية التي لا تقتصر انعكاساتها السلبية على الجانب الرياضي فقط.. بل تتجاوزها إلى جوانب حياتية أخرى أكثر أهمية). وإني إذ أشكر الكاتب على طرحه الرصين ووصيته الثمينة لأقول: إن التشجيع الرياضي في الوقت الحالي نحى منحى خطيراً حتى أصبح من أمراض العصر بل إنه -وحسب ما أقرؤه وأسمعه وأشاهده- سبب رئيس من أسباب إصابة الكثيرين بالسكري والضغط والأزمات القلبية. وهذا أمر لا يسرّ بل إنه مؤسف محزن، إذ كيف يتحول أمر ترفيهي ترويحي عن النفس إلى داء خطير ومرض عضال تزهق بسببه الأرواح وتنتشر من جرائه المشكلات وتستشري المشاحنات والعداوات ويتقاطع الأقارب والأحباب والأصحاب، والصور كثيرة في مجتمعنا حتى إن المعافى ليحمد الله أن لم يصب بهذا البلاء وهو التعصب الرياضي.. وإني أتساءل: أين المتعصبون عن قول الباري سبحانه: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (29) (سورة النساء). شاب في عمر الزهور كان يتابع فريقه باهتمام في مباراة، وكان مشدود الأعصاب فخسر فريقه فانسل إلى جسمه داء السكر عاقداً معه صداقة مبكرة.. شاب آخر التقيته وقال معترفاً لي: إني لا أُشاهد مباراةً لفريقي إلا وحيداً وفي مكان منعزل، وإن خسر فإني أعود لبيتي وقد حل بجسمي برودة غريبة أحتاج معها للتدثر بالبطانية حتى وإن كنت في شدة الحر.. وقد سمعتُ عن أحدهم أنه تزوج وقد هيأ بيت الزوجية داهناً جدران بيته بلون فريقه المفضل، فلما جاءت عروسه وقد كانت مشجعة لفريق منافس طلبمنه أن يدهن بعض البيت بلون فريقها المفضل إنصافاً وتقديراً، فما كان منه إلا أن استجاب لطلبها ولكن أين كان ذلك الدهان بلون فريق زوجته المفضل؟ إنه في دورة المياه!! سبحان الله! وهناك من يبكي بكاء الثكلى حين يخسر فريقه، وهذا غيض من فيض مما نعرفه ونقرؤه كثيراً عبر وسائل الإعلام العديدة عاكساً آثار التعصب الرياضي المشين، فحتى متى يعيش المجتمع وقد انتشر فيه الوعي وازدادت وسائل المعرفة في تراجع وتخلف فكري وأخلاقي سبَّب لهم هموماً وغموماً ونغَّص عليهم حياتهم؟ حتى أمسى بعض المتعصبين لا يهنأ بنوم أو أكل أو شرب فيتقلب على فراشه ساعات طوالاً بل يكون في حالة توتر وقلق ويتحاشى مَنْ يتوقع أنهم سيثيرون حفيظته ويستفزونه في شأن فريقه المفضل.. فأين أصحاب القلم عن علاج هذا الداء وخاصة من يكتبون في الشأن الرياضي ويملكون شعبية جارفة وقبولاً عند جماهير المتعصبين رياضياً؟ أين دور المعلقين على المباريات في إرسال إشارات تربوية أثناء التعليق عن خطر التعصب الرياضي على الفرد والمجتمع مستغلين الإنصات من قبل المتابعين خلف الشاشات؟ اللاعبون دورهم بارز وأثرهم واضح ولهم قابلية كبرى عند المشجعين فلماذا لا يشاركون في توعية المعجبين وانتشالهم من ثورة التعصب المقيت وتدارك الوضع قبل أن يزداد سوءاً ويستفحل فلا يُستطاع العلاج، كما أن دور خطباء الجمعة والمعلمين في محاضن التربية من مدارس ومعاهد وكليات وجامعات لا يمكن تجاهله ولا يُنكر أثره، فالتكاتف من الجميع سيؤتي ثماره الطيبة على مجتمعنا الغالي ووطننا الحبيب المملكة العربية السعودية. أدام الله أمننا واستقرارنا ورخاءنا.

عبدالله بن سعد الغانم - تمير

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة