Monday  20/06/2011/2011 Issue 14144

الأثنين 18 رجب 1432  العدد  14144

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

رئيس الحرس الوطني.. ومدرسة عبد الله بن عبد العزيز
د . جرمان أحمد الشهري

رجوع

 

في اليوم الثاني من رجب 1432هـ، كان موعد الحرس الوطني بالقطاع الغربي لاستقبال سمو الرئيس في زيارته الأولى التفقدية لوحدات الحرس الوطني بالقطاع الغربي بعد تعيين سموه رئيساً للحرس الوطني، لقد شرفنا صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، بزيارته الميمونة، وخطوته العزيزة، وعندما أقول شرفنا، فإن تلك المفردة لا تتعارض مع نشاط سموه المستمر، فيما اعتاد عليه من متابعة حثيثة وتفقد متواصل لوحدات الحرس الوطني عموماً، كجزء من واجباته اليومية التي يمارسها بكل اقتدار، سواء قبل المنصب أو بعده، ولكنني أعني من تلك الكلمة أن الزيارة كان لها مضامين أخرى إنسانية واجتماعية، تميزت بها شخصية الأمير متعب بن عبد الله كإنسان قبل أن يكون مسؤولا، ولا شك أن شخصية سموه تأثرت كثيراً وتميزت بصفات حميدة مكتسبة، حظي بها من مدرسة الإنسانية الكبرى لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وقبل أن نتطرق إلى تلك المضامين الإنسانية، لا بد من التعريج على ما احتوى عليه برنامج الزيارة الرسمي، لنقف على مدى تطلع سمو الرئيس على ما تقدمه وحدات الحرس الوطني من واجبات وطنية، وما وجه به سموه من مواصلة بذل العمل الجاد والتطوير المستمر، والتحديث المتواصل لمواكبة كل جديد في منظومة العمل العسكري، حيث بدأ سموه بحضور الإيجاز العسكري الشامل لأداء الوحدات، والذي عقد في قاعة الاجتماعات بمجمع الحرس الوطني بالقطاع الغربي، واستمع إلى شرح مفصل عن جميع المهام والواجبات، وكذلك عن الخطط والمتطلبات الحالية والمستقبلية، ووجه سموه بمزيد من الجهد والنهوض بمستوى الأداء إلى الأفضل، ومعالجة ما يلزم من الملاحظات لتحقيق النجاح الدائم والمنشود، ثم انتقل سموه إلى مقر النادي الاجتماعي بمدينة الملك فيصل السكنية بجدة، حيث التقى مع عدد كبير من منسوبي الحرس الوطني من مدنيين وعسكريين، في لقاء أخوي تميز بالحميمية والشفافية، فبعد أن أنهى كلمته الضافية الموجهة للمنسوبين، قال سمو الأمير متعب، (أنا جئت إلى هنا لأسمع منكم ولكي تطرحون ما لديكم من تساؤلات بكل صدق وأمانة وصراحة، فأنا زميلكم الملازم متعب بن عبد الله، وأنا أكرر هذه العبارة دائماً لكي لا تعتقدون أن زميلكم غيّرته السنين أو المناصب) ثم بدأت الأسئلة وانهمرت على سمو الرئيس وهو يجيب بترحاب بالغ، حتى أنه في نهاية الإجابة يسأل السائل فيقول له (هل أجبت على سؤالك بوضوح؟) وكانت أسئلة متنوعة تتعلق بالأنظمة العسكرية، وبحقوق المنسوبين ومتطلباتهم الصحية والترفيهية، حيث أعلن سموه الموافقة على التوسع في إنشاء مشاريع طبية في كل من جدة والطائف والمدينة المنورة، تقدم الخدمات العلاجية للمنسوبين والمواطنين إضافة إلى المنشآت الصحية القائمة حالياً، وكذلك أعلن العزم على إنشاء نوادٍ ترفيهية رياضية اجتماعية ثقافية، لمنسوبي الحرس الوطني في جميع المناطق تشتمل على أقسام نسائية، وأكد سموه على ضرورة الاهتمام بالنواحي الرياضية في الوحدات العسكرية، لاستغلال أوقات الفراغ فيما يعود على منسوبي الوحدة بالنفع والفائدة، وشدد سموه على التحذير من رفقاء السوء، الذين قد يقومون بترويج المخدرات لتدمير الشباب وإفسادهم. وفي سؤال طرحه أحد السائلين استهله قائلاً: سمو الأمير نهنئ الأسرة المالكة وأنفسنا على ذكرى البيعة السادسة لخادم الحرمين الشريفين.. فقاطعه سمو الأمير متعب بن عبد الله وقال له (اسمع يا أخي.. دعني أصحح كلمة اعتاد عليها دائماً بعض الناس، والحقيقة أنها كلمة ليست صحيحة، ونحن لا نقبل بها وهي كلمة الأسرة المالكة، نحن لم نخلق إلا في هذا الشعب ولن نرضى أن نكون إلا جزءا من هذا الشعب، الذي الله عزنا فيه، وجودنا نحن كإخوان وأصدقاء وزملاء وعوائل وآباء وأمهات، لم يفرق بيننا ولله الحمد أي شيء، والآن هم يحاولون أن يفرقوا بهذه الأسماء التي هي غير موجودة بيننا، فنحن من الشعب ونحن من خدّام هذا الشعب، ونحن دائماً نقول سيد الناس خادمهم، وكل واحد منكم يخدم، وأنتم اليوم موجودون في مسؤولياتكم وموجودون في أعمالكم، كل ما حاولت أن تخدم أفرادك وتسعى لمصالحهم وتحرص على عملك وعملهم لخدمة الوطن، صدقني ستكون سيدهم من دون ما تطلب ذلك، كلهم سيحبونك ويضعونك فوق رؤوسهم، طالما أنت تقوم بهذا الواجب الوطني الذي يحقق مصلحة الوطن ومصالحهم، ولذلك أرجو ألا أسمع كلمة الأسرة المالكة مرة أخرى، لأننا لم نحكم إلا بمحبتكم، ولم تكن عائلة آل سعود في يوم من الأيام إلا مجموعة منكم، أنتم اللي اخترتموهم، وهم عزهم من عزكم ومحبتهم من محبتكم، ووجودهم إن شاء الله دائماً لخدمتكم). كانت هذه الكلمات الراقية والمتواضعة من متعب بن عبد الله، مؤثرة في الأنفس ومثيرة للإعجاب والتصفيق الحار الذي عمّ أرجاء القاعة، وليس ذلك بمستغرب على رجل تربى في منزل والدنا عبد الله بن عبد العزيز، ودرس في مدرسته الإنسانية ونهج نهجه الحكيم، واستفاد من ملازمته طوال هذه السنين، حتى ظهرت النتائج المشرقة، فكانت بصماتها واضحة جلية على شخصية الأمير متعب بن عبد الله، حفظك الله يا وطني ودام عزك، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، ورعاك الله يا رئيسنا وقائدنا سِر بنا نحو الهمم والمعالي فنحن جنودك المخلصون.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة