Wednesday  22/06/2011/2011 Issue 14146

الاربعاء 20 رجب 1432  العدد  14146

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

الملاسنة الإعلامية، التي حدثت بين عمرو موسى وسوريا حيال ما يجري في الأخيرة، من (فظاعة) بموجب تعبير (أردوغان) كان له أثر بالغ في غياب جامعة الدول العربية، طالما العرب لم تنبس بكلمة، ملتزمةً الصمت المطبق حيال ما يجري بسوريا. السيد عمرو موسى ألقى بحجره من النوع الخفيف لتحريك بحيرة جامعة الدول العربية الراكدة- إن لم تكن الراقدة- وهذا يعتبر كرأي شخصي منه، وإن انتهت رئاسته للجامعة العربية. لا امتدح عمرو موسى، بقدر ما أحيي أردوغان على (البراغماتية) والشجاعة التي يتحلى بها رئيس وزراء تركيا.. وربما قائل يقول إن تركيا العثمانية تبحث لها عن دور فيما سيسمى بالشرق الأوسط الجديد، فيما بعد، الأمر الذي لا يخفى على بال المراقب العادي، فضلاً عن المراقب الحصيف أن تركيا لن تسمح لإيران بالاستفراد بسوريا.. وإن كانت الأخيرة تحظي بحلف قوي عتيق مع إيران من أيام حافظ الأسد، وهو ما خلق وجود حزب الله في لبنان، بالمال الفارسي والدعم السوري اللوجستي له. والدليل تشكيل الحكومة اللبنانية الميقاتية، المرجحة بالتأييد السوري لها، وهو الشيء الواضح في الإمساك بالوزارات السيادية كالدفاع والداخلية للكتلة العونية، وما تبقى لثمانية (8) آذار، لتكن حكومة حزب الله، مع استرضاء السنية السورية بسبعة مقاعد مقابل خمسة للشيعة، فولدت هذه الحكومة مشوهة لا تفي بمتطلبات الواقع المأمول للمواطن اللبناني.. وهذا ليس في مجال حديثنا هنا، ولكن هناك ما يفرض علينا الحديث عنه، وهو ما يجري في الوطن العربي من قتل جماعي لمواطنين عرب في وضح النهار، حتى إن نسبة القتل فاقت التصورات لتتحول لمقابر جماعية.. ولا يزال الصمت العربي حيال مآسيها والتنديد بها غائباً.. أما جامعة الدول العربية -مع احترامي للسيد نبيل العربي، الرئيس الجديد- فإن صوت الجامعة العربية لم يعد هو بذلك الصوت الذي نادت به في نصرة الشعب الليبي.

ولم تشجب الجامعة حالتين ماثلتين للعيان، وهما المماثلتان للحالة الليبية، فيما تواجهه شعوبها من قتل من قبل حكامها الطغاة، فصمت الجامعة العربية حيال هاتين الحالتين، لشيء مخز، فلم يتم لوم الطغاة، ولو على استحياء، بينما العالم أدان هذه الأنظمة القمعية المتوحشة في جرائمها ضد الإنسانية!!

هل أصبحت الجامعة العربية عاجزة عن تأدية دورها كما ينبغي منها!؟، فأمست (تكية) آمال بغير أفعال، تتحاشى التنويه بأفعال عضوين من أعضائها هما خارج نطاق المساءلة القانونية، لترك هاذين العضوين وعبثهما المدمر تجاه شعبيهما على حساب سمعة الجامعة وأعضائها.. بينما البعض منهم غير راض إن لم يكن سائر الأعضاء غير راضين فيما يحصل ببلدان عربية من قتل ودمار، وإن يكن هذا شأن داخلي، فلا بد من التدخل وقول كلمة حق في صالح الشعوب العربية المنكوبة والمغلوبة على أمرها، الناشدة للحرية بثورات سلمية، حينما أتى الرد بعنف من حكامها الطغاة والذي مرده تكريس ديمومة حكمهم السلطوي، فشردت وقتلت شعوبها بواسطة المجنزرات والطائرات التي لم تبق لا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً، ولا نساء طاعنات في السن، فبقيت الضواحي والقرى خالية وخاوية على عروشها، في سبيل بقاء الطغاة على عروشها!!

bushait.m.h.l@hotmail.com
 

الصمت العربي.. وجامعة الدول العربية!؟
محمد بن حمد البشيت

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة