Thursday  23/06/2011/2011 Issue 14147

الخميس 21 رجب 1432  العدد  14147

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الطبية

 

الاستئصال هو الحل في معظم الحالات.. للعقدية التسممية وللحميدة وللسرطانية!!
تضخم الغدة الدرقية.. هل هو خطير؟

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في البداية أود أن أعطي نبذة عن الغدة الدرقية وأهميتها قبل أن نتكلم عن تضخمها وأنواع هذا التضخم. الغدة الدرقية هي واحدة من أهم الغدد الصماء في الجسم (أي الغدد التي تصب إفرازاتها الهورمونية مباشرة إلى الدم بدون قنوات). وتشريحياً تقع الغدة الدرقية في المنطقة الأمامية من الرقبة أمام القصبة الهوائية مباشرة، وهي تشبه شكل الفراشة؛ حيث إن لها فصَّيْن، ويقع كل فص على جانب من جانبي القصبة الهوائية، ويتصلان معاً بجزء من الغدة. وتقوم الغدة الدرقية بإفراز هورمونَيْن، الأول هو (كالسيتونين Calcitonin)، وله علاقة بتنظيم الكالسيوم بالدم مع هورمون الغدة الجار درقية. والهورمون الثاني هو هورمون (ثيروكسين Thyroxin)، الذي يلعب دوراً رئيسياً في نمو الجسم ونشاطاته، ولهذا الهورمون دور كبير في نشاطات الجهاز الهضمي والدوري والبولي والتناسلي، وكذلك في نشاط الجهاز العصبي والغدد العرقية.. فالغدة الدرقية تُعَدُّ بمنزلة محطة لتوليد الطاقة في الجسم، وعند حدوث أي اضطراب في نشاط الغدة الدرقية، سواء بالزيادة أو النقصان، يحدث اضطراب وخلل في وظائف وأجهزة الجسم السابق ذكرها.

أنواع وأسباب تضخم الغدة الدرقية

بالنسبة لتضخم الغدة الدرقية (Goitre) عادة ما يتم اكتشاف ذلك مصادفة من خلال المريض نفسه أو أحد أقاربه أو أصدقائه بوجود ورم بالرقبة يتحرك مع البلع إلى أعلى ثم يعود لمكانه. وتضخم الغدة الدرقية إما أن يكون تضخماً غير مصحوب بزيادة في إفراز هورمون (ثيروكسين)، ويكون تضخماً حميداً (Simple Goitre)، وهذا النوع من تضخم الغدة الدرقية ليس له أي أعراض سوى وجود ورم بالرقبة، ولكن من الممكن أن يتحول إلى ورم سرطاني أو أن يتحول إلى تضخم تسممي للغدة، وذلك بزيادة نشاطها وزيادة إفراز هورمون (Thyroxin)؛ لذا فالحل الجراحي باستئصال الغدة هو الحل الأمثل. والنوع الثاني من تضخم الغدة الدرقية، وهو التضخم التسممي (Toxic Goitre)، ويكون مصحوباً بزيادة في نشاط الغدة مع ارتفاع مستوى هورمون (Thyroxin) في الدم؛ لهذا فهو مصحوب بأعراض مختلفة، منها: اضطراب في الجهاز العصبي، زيادة في عدد مرات التبول، اضطراب في الدورة الشهرية لدى النساء، زيادة في التعرُّق الإسهال، زيادة في ضربات القلب واضطرابات في النوم. وهذا النوع من تضخم الغدة الدرقية يحتاج إلى علاج طبي دوائي في البداية لمدة لا تقل عن 6 أشهر، وإذا لم يحدث تحسُّن فهناك العلاج الجراحي باستئصال الغدة الدرقية أو العلاج الإشعاعي باستخدام اليود المشع. والنوع الثالث من تضخم الغدة الدرقية يكون مصحوباً بوجود ورم سرطاني بالغدة، وفي هذا النوع من تضخم الغدة الدرقية يكون مستوى الهورمون بالدم طبيعياً. ويتم اكتشاف وجود الورم السرطاني بأخذ عينة من الغدة الدرقية بالإبرة وتحليلها باثولوجياً، أو بتحليل الغدة نفسها بعد استئصالها واكتشاف الورم بداخلها. وقد يكون تضخم الغدة الدرقية نتيجة لوجود أكياس بالغدة الدرقية (تكيسات بالغدة).

علاج تضخم الغدة الدرقية

في حالة كون الغدة الدرقية تسممية فالحل الأمثل هو أن نبدأ باستخدام الأدوية التي تُقلل من نشاط الغدة الدرقية وإفرازاتها الهورمونية في البداية، وهذا الحل قد ينجح في حالة كون الغدة الدرقية التسممية لا يوجد بها عقد (Diffuse Toxic Goitre). أما بالنسبة للغدة الدرقية التسممية العقدية (Nodular Toxic Goitre) فالحل الجراحي لها هو الأمثل بعد ضبط نسبة الهورمون بالدم بواسطة العلاج الدوائي. أما بالنسبة لتضخم الغدة الدرقية الحميد غير المصحوب بزيادة في نشاط الغدة فالحل الجراحي هو الأمثل؛ وذلك لتجنب تحول الغدة مع الوقت إلى غدة تسممية أو ظهور ورم سرطاني بها. وبالنسبة لتضخم الغدة الدرقية نتيجة لوجود ورم سرطاني بها فالاستئصال الكلي للغدة هو الحل الأمثل يليه العلاج باليود المشع.

د. ناصر عبد النظير - استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة