Friday  24/06/2011/2011 Issue 14148

الجمعة 22 رجب 1432  العدد  14148

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يوافـق يوم الأحد 26 يونيو 2011م اليوم العالمي للاحتفال لمكافحة الإتجار غير المشروع بالمواد المخدرة وتعاطيها، وهذه المناسبة تزداد أهمية وخطورة لسرعة انتشار المخدرات من حيث زراعة أو تصنيع بعض موادها، ومن ناحية تهريبها وترويجها وتعاطيها على مستوى دول العالم عامة، وفي بلادنا خاصة التي لا تألو حكومتنا حفظها جهداً في محاربتها بشتى الطرق والدليل وجود أجهزة المكافحة والضبط، وكذلك أجهزة للتوعية والتثقيف بخطورة تعاطيها لدى الشباب والفتيات الذين أصبحوا هدفاً سهلاً لدى كثير من المروجين،والدليل ما تم الإعلان عنه هذا الأسبوع من ضبط كميات فظيعة كانت على وشك أن تدخل البلاد وتدمر الأمن والعقل لدى المستهدفين بها، وهذه الجهود الجبارة نفتخر بها كمواطنين،ونفتخر بأن لدينا آليات للكشف عن أنواعها وأضرارها وآثارها الصحية والنفسية والأمنية، لكن الذي أتمناه ويتمناه الكثير مثلي هو “القضاء نهائياً على دخول مواد مخدرة تهدد بلادنا من جميع النواحي” مادام لدينا الإمكانات المادية والبشرية التي تساعد في الكشف عن أساليب تهريبها للداخل، وتساعد في معرفة من وراء هذه المافيا التي تهدف الإطاحة بمصير أهم فئة ترعاها الدولة ألا وهم “الشباب” لأن الاحتفال بيوم خطير لن يتوقف على عقد المحاضرات التوعوية فقط، أو إقامة الورش التدريبية للمهتمين بهذا المجال، أو نشر الأخبار الصحفية وعقد اللقاءات التلفزيونية، ولن ينجح أيضاً في تحقيق أهدافه المرجوة منه مادامت أساليب المكافحة كما هي التي لن تقف حائلاً أمام كل من تسول له نفسه لتدمير البلاد!

حيث مازلنا نتساءل لماذا لا يتم التشهير بهذه العصابات التي ألحقت ببلادنا الضرر؟ ولماذا لا يتم مشاركة المواطنين بإتلاف هذه المواد وفي نفس الوقت توعيتهم بأكثر المنافذ البرية يتم من خلالها ضبط هذه المخدرات؟ فالكميات التي تعرض مروعة وتبث في النفس الخوف والرعب لأنواعها الضارة جداً، حيث تشير هذه الكميات لثقة المهربين بإدخالها عن طريق ذلك المنفذ الذي يحتاج للدعم الأمني وبأساليب تقنية مبتكرة. إلى جانب تساؤل هام: هل أخذت اللجنة الوطنية للمخدرات في اعتبارها أن مسؤوليتها عظيمة جداً تجاه بلادنا، وأن مرور سنوات على نشأتها يزيد من مسؤوليتها تجاه “فئة المهربين” وليس المتعاطين الذين يحتاجون للعلاج والمساندة الأسرية والتأهيلية، فاللجنة سيضيع وقتها في إعداد الخطط والبرامج واللقاءات لسنوات أكثر والمخدرات يتم تهريبها وتوزيعها وانتشارها وخسارتنا المادية والبشرية ترتفع، إذا لم تركز في خططها على فئة المروجين من شبابنا والذين تجاوز عددهم 200 في الحملة الأخيرة ! هذه الفئة تحتاج للدعم الوطني لأنها لم تفكر تؤذي وطنها من فراغ! ولم تفكر تعرض نفسها للخطر الكبير من فراغ! ولم تفكر أن تمارس المتاجرة بمواد مخدرة تهدد نفس أقرانهم من فراغ! لابد من الالتفات لهم فعلاً ودراسة الأسباب التي دفعتهم للبحث عن الكسب غير المشروع بأخطر الطرق، وإيجاد الحلول الجذرية للقضاء على تلك الأسباب، فقد يكون من أهم أسبابها “البطالة والفراغ والفقر”، فالجهات التي خصص لميزانياتها الملايين هي المسؤولة عن دمارهم وعن إنقاذهم، إلى الاهتمام بالوضع الأسري لهم والمادي وغيرها من الظروف التي شكلت من شخصياتهم خطراً يهددهم ويهدد بلادهم .لأن احتمالية وجود غيرهم وأخطر منهم واردة مادمنا غافلين لدوافعهم .

جميعنا نفتخر بالاهتمام الذي نلمسه من جميع الجهات المعنية، وإن كنت حزينة لانتشار حتى إدارات نسائية تهتم بهذا الشأن لأنها دليل على انتشار المخدرات في أوساط النساء، وحزينة لأن الجهات المعنية بدأت في الازدياد لكن مازالت المخدرات تنتشر بسهولة، وخاصة بين أهم فئة تأمل منها البلاد الكثير ألا وهم “الشباب”.

moudy_z@hotmail.com
 

روح الكلمة
هل سنكافح المخدرات فعلاً؟
موضي الزهراني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة