Friday  24/06/2011/2011 Issue 14148

الجمعة 22 رجب 1432  العدد  14148

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يعطيك من طرف اللسان حلاوةويروغ منك كما يروغ الثعلب

في ظل الخلاف الشديد حول الملف النووي الإيراني الذي يشهد حالة بين المد والجزر.. من خلال التعاطي الدولي مع هذا الملف، وتحت وطأة القضايا الساخنة والملتهبة التي يمر بها العالم العربي والإسلامي، ومع استمرار تصاعد وتيرة زعزعة الأوضاع المستقرة في منطقة الخليج العربي من قبل إيران وذلك عن طريق تصدير ثوراتها وتحريك الخلايا النائمة ،ودعم الأحزاب الموالية لها في هذه المنطقة دعماً لوجستياً وتنظيرياً..

ثم التلاعب بعواطف الشعوب عبر اختراع التجمعات الشيعية وتضخيمها والمطالبة برفع الظلم عنها كما تزعم.. ومنذ أن ظهر الخميني وتربع على عرش ساحة السياسة الإيرانية بعد عودته من فرنسا.. وفي وقت أصبحت فيه الشعارات الإيرانية المعادية للكيان الصهيوني هي البضاعة الرائجة في سوق الإعلام الإيراني، في ظل ذلك كله ظهرت الفضيحة الكبرى (فضيحة التحالف الغادر). لقد فُتحت الأبواب المغلقة على الملفات السرية بين اسرائيل وإيران ووضحت حقيقة كان لابد لها أن تتضح منذ زمن وهاهي الآن ماثلة أمام الأعين عارية بلا رتوش.. فالعداء الإيراني لإسرائيل ماهو إلا ضرب من الوهم والخداع، ومقولة (الموت لليهود) ماهي إلا خيوط لعبة قذرة تمسك إيران بأحد طرفيها، وتمسك إسرائيل بالطرف الآخر.. ويبقى العالم العربي والإسلامي متأرجحاً بين طرفي هذه الخيوط. (رد الله كيدهم في نحورهم)، لقد أصبحت الحقائق واضحة للعيان ولم يعد أحد يستطيع إخفاء أشعة الشمس بغربال مهما حاول. فقبل فترة وبتاريخ 17- 4- 2011 كشفت التقارير الاقتصادية كما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن شركة مجموعة (عوفر) الإسرائيلية باعت ناقلة بترول لإيران منتهكة بذلك العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.. ومع نفي وإنكار كل من الحكومة الإيرانية ومجموعة (عوفر) الإسرائلية هذه الاتهامات إلا أن المعلومات التي أوردتها وزارة الخارجية في هذا السياق تشير إلى ذلك.. لكن الهذيان الإيراني وصف هذه المعلومات بأنها لعبة جديدة من الغرب لتبعد بذلك الشبهة عن محيطها، مدعيةً أن القانون الإيراني يمنع أي صفقات تبرم مع اسرائيل.. هذه هي حقيقة أبعاد النظام الإيراني الذي يتقن فن الكذب، والمكر والخداع، فالمكر والخداع الإيراني هو مكر قديم ولكن مظاهره تعددت في تاريخنا المعاصر.. لقد أصبح أداة استراتيجية لتحقيق أهداف سياسية.. لعل أبرزها هو ذلك الحلم الذي تحلم به ليلاً ونهاراً حلم إعادة الإمبراطورية الفارسية وهذا مادعاها إلى تكثيف حملتها التهريجية وتجنيد كافة أبواقها الإعلامية تحاول جاهدة من خلالها أن تثبت للعالم أن الخليج العربي ليس خليجاً عربياً إنما هو خليج فارسي. وبالعودة إلى الوراء قليلاً العودة إلى عام 2009 نتذكر موقفاً يمثل أحد أوجه النفاق والخداع والمواربة الإيرانية.. فأثناء الحملة الانتخابية لأحمدي نجاد قامت الهيئة المشرفة على الحملة الانتخابية بتوزيع البرتقال المستورد من اسرائيل مجاناً وذلكدعماً ودعايةً للحملة الانتخابية مما أثار استياء وسخرية أطراف عديدة في إيران، فكان مجمل الرد الرسمي على هذا الموقف (إن ذلك حدث خطأ ونحن نحقق في الأمر) ظريف هذا الرد!! ولكن في إيران أكثر من برتقال اسرائيلي.. ترى ماذا سيكون الرد...؟ وحقيقة الأمر فإن العلاقات بين إيران وإسرائيل لم تكن وليدة اليوم الذي كشفت فيه التقارير عن بيع شركة (عوفر) الإسرائيلية ناقلة بترول لإيران أو يوم توزيع البرتقال في الحملة الانتخابية لنجاد، بل إنها علاقات بداياتها كانت غزلاً عذرياً عفيفاً في أواخر عقد الخمسينيات ... ثم بدأت هذه العلاقات تأخذ بعداً أكثر عمقاً ولكن بطابع يتسم بالسرية التامة. فآليات التواصل وطرق الاتصال بين إيران وإسرائيل كانت تتم في دهاليز مظلمة ولكنها تضاء بقناديل زيت البترول الذي تنقله شركة (عوفر) الإسرائيلية.. مع الأخذ بعين الاعتبار التلذذ بمذاق عصير البرتقال المستورد من إسرائيل وذلك بين شوطي الاجتماعات التآمرية على كيفية تحقيق المصالح المشتركة بينهما. هذه الآليات لا وجود لها في الشعارات والسجالات عبر منابر إيران الإعلامية، فالتنديد والتهديد والتوعد لإلغاء إسرائيل من خارطة العالم ماهي إلا هرطقة.. ودعايات بائسة.. وتشدق بكلمات رنانة جوفاء.. بواطنها حب وود وظواهرها مكر وخداع.. والعواء الإيراني المتكرر بإنهاء إسرائيل ومسح جغرافيتها من العالم لم يعد ينطلي على أحد.. وإيقاع المؤامرات التي تحاك هي قاسم مشترك بين هاتين الدولتين. نظرة متعمقة ثم رصد دقيق للسياسة المغلفة بغلاف إعلامي خادع تنتهجها إيران على أرض الواقع نستنتج من خلالها أن سياسة إيران تعتمد على مبدأ (اغري عدوي لقتل عدوي ولكن بخنجري) تضرب العدو بالعدو ثم تميط اللثام عن وجهها المراوغ وتظهر بمظهر الناصح الأمين. إيران لا تجهل مدى حجم العداوة بين العرب وإسرائيل، لذلك ومن منطلق إستراتيجية ارتكزت عليها فقد استغلت هذه العداوة لتنهج كل السبل الموصلة لتحقيق أهدافها خلف ستارة الشعارات البراقة، والخطب الرنانة، والتصريحات الكاذبة. وعلى الجانب الآخر نجد أن إسرائيل لا تجهل أيضاً مدى الشرر الذي أحاط ببعض الدول العربية والخليجية من مواقف إيران المتعددة والمشينة.. كالتطاول على المملكة العربية السعودية والتهجم عليها بين الفينة والأخرى وإثارة القلاقل، وتهديدات بضم البحرين حيث اعتبرتها إحدى الولايات التابعة لها، واحتلال الجزر الإماراتية الثلاثرفض الانسحاب منها.. انتهاكات إيرانية يصعب حصرها، ولكنها ألقت ضوءا كاشفاً ساعد إسرائيل على استغلال ذلك لتحقيق ماتريد، لذلك كان التحالف الخفي بين الدولتين وثيقاً، ولكن قد تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فعلاقة التحالف هي علاقة تحقيق مصالح لا أكثر وستذروها رياح الأيام دون أن تتحقق مصالحهما المشتركة بإذن الله، وسيزاح الستار عن مشهد مسرحية لعبة التحالف عندها سنقرع الطبول ونصفق كثيراً لأننا استطعنا أن نذر التراب في عيون المكر والخداع والكذب والنفاق ولأن قادة دول الخليج العربي وعلى رأسهم قيادة المملكة العربية السعودية حفظها الله تتعامل بكل حزم وجدية مع كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي. فالخنجر المسموم لن يتمكن من الطعن في الظهر.. ومن يخوض سباق الرهان فهو الخاسر.

 

عود على بدء
زكية إبراهيم الحجي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة