Saturday  25/06/2011/2011 Issue 14149

السبت 23 رجب 1432  العدد  14149

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

نموذج مدارس تطوير الذي تنوي وزارة التربية والتعليم تطبيقه مطلع العام الدراسي القادم في مائتي مدرسة من مدارس البنين والبنات في المملكة بواسطة مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم ليس أول النماذج ولا التصورات التربوية التي تقدم الوزارة على تطبيقها عبر تاريخها، فقد جربت الوزارة نماذج مختلفة وفي كل نموذج تطرحه تحاول الخروج من النمط التقليدي العقيم بمنح الطلاب حرية التعلم في مناخات تربوية مرنة تعتمد على ديناميكية العملية التعليمية وإتقان الطلاب لمهارات الحياة.

كل النماذج التي طبقت سابقًا بدءًا من المدرسة الثانوية الشاملة ثم المطورة ومروراً بالمدارس الرائدة أخفقت في تحقيق النجاح ليعود تعليمنا إلى الوراء وإلى نفس المربع الذي انطلق منه وبتراجع التعليم من تطبيق نظم متطورة إلى نفس النظم القديمة، أهدرت ميزانيات ضخمة جدًا والآن نعود بعد سنوات من نقطة البداية ومن المربع الأول والفشل لا قدر الله إن حدث سيكون نكسة موجعة في مسيرة التعليم، فالوقت ليس في صالحنا.

فشل التجارب السابقة كان متوقعًا في ذلك الوقت فطرح نظم جديدة مهما كانت مميزة دون دراسة وافية لبيئة التطبيق ومتطلبات التنفيذ سيكون محفوفًا بالمخاطر. جيء بتلك النظم من بيئات متقدمة لتطبيقها في بيئة غير مناسبة بدءًا من قيادات تعليمية محنطة لا تحمل الفكر التطويري ومباني ضيقة ومتهالكة تفتقد لأبسط مقومات المدرسة الجيدة فلا ساحات رحبة ولا فصول واسعة ولا قاعات مريحة.

كيف ينجح نظام متكامل الأبعاد في مباني مستأجرة تفتقر لكل الأبعاد ومباني قديمة آيلة للسقوط ومعلمين غير مدربين ومعدين لتدريس المناهج وإرشاد الطلاب للتكيف مع النظام الجديد وفهمه وكما يقولون: «فاقد الشيء لا يعطيه». والأسوأ من كل ما ذكر عدم فهم قيادات الوزارة وإدارات التربية والتعليم لآليات تطبيق النظم الجديدة، ولأنهم لم يفهموها اعتبروها معوقات جديدة فرضت عليهم فسعوا دون هوادة للإطاحة بها لأنهم ألفوا القديم وتعايشوا معه وليس لديهم استعداد لتحمل الإرهاق الناتج من أعباء التطبيق المستجدة.

هذه كانت أبرز المعوقات التي سرعت بفشل كل التجارب السابقة ولأني أخشى أن يكرر الفشل نفسه في تجربة «مدارس تطوير» الواعدة والتي يعول عليها المسؤولون الكثير، أتمنى من الزملاء في البرنامج أن يبحثوا جيدًا في أسباب فشل كل التجارب السابقة ثم يضعوا احتمالات النجاح والبهرجة الإعلامية والعوائد الشخصية جانبًا ويبحثوا فقط في احتمالات الفشل مهما صغرت فمعظم النار من مستصغر الشرر. دعونا نبدأ من اكبر احتمالات الفشل حتى نصل إلى أضعف الاحتمالات. من هذه الاحتمالات البيروقراطية الحكومية ببط إجراءاتها والتي قتلت أعظم الأفكار ونقص الميزانيات وضعف قناعات المسؤولين في الميدان بجدوى التجربة وتراجع تفاعل مديري المدارس والمعلمين وأولياء الأمور والطلاب مع النظام بعد فترة زمنية من تطبيقه والحنين الذي اعتدناه للعودة للقديم تماشيًا مع العبارة الخالدة «قديمك نديمك لو الجديد أغناك».

الرصد المبكر لاحتمالات الفشل ووضع بدائل المعالجة سيؤدي إلى نجاح أكبر للتجربة ابحثوا عن احتمالات الفشل جيدًا ستجدونها في نظم مطبقة حاليًا وفي قيادات معطلة وفي معلمين محدودي الإمكانات وفي مباني غير مهيئة وفي تباين صارخ بين ما كتب على الورق من تنظير وما سيطبق في الميدان لاحقًا.

shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
مدارس تطوير: دراسة احتمالات الفشل
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة