Sunday  26/06/2011/2011 Issue 14150

الأحد 24 رجب 1432  العدد  14150

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ترتبط الخدمة؛ بمعنى العمل الجاد المثمر، انطلاقاً من المسئولية الملقاة على عاتق الفرد في إدارة الدولة السعودية.. ترتبط بقيم الوظيفة الرسمية، وبأخلاق الموظف المؤدي لها. إذا سادت مثل هذه القيم الوظيفية والمهنية، وسمت مثل هذه الأخلاق الإنسانية، أصبح كل فرد في المجتمع، خادماً لغيره، ومخدوماً من غيره في ذات الوقت.

ظل كبار القياديين وكبار المسئولين في الدولة، يؤكدون على هذه السمة في إدارة الدولة السعودية بين رأس الهرم وقاعدته في السلم الإداري. كثيراً ما كنا نسمع مفردات معززة لغرس قيم وظيفية وسلوكية وأخلاقية من قادة المملكة في هذا السياق، وفي طليعة هؤلاء جميعاً، خادم الحرمين الشريفين الملك (عبد الله بن عبد العزيز) حفظه الله، فهو الذي اختار وفضّل لقب خادم الحرمين الشريفين، على لقب ملك، وجعل من هذه الخدمة المقدسة لأشرف بقاع الله على أرضه، قاعدة ومنطلقاًً لخدمة دينه ووطنه ومواطنينه، وظل يؤكد على أن هذه هي وظيفته في دولته وبين أبناء شعبه.

يأتي سمو الأمير (نايف بن عبد العزيز)، النائب الثاني ووزير الداخلية، مرسخاً من جديد؛ فكرة المخدومية الشرفية في إدارة الدولة. جاء ذلك في كلمته الضافية عقب ترؤسه للجلسة الثانية من الدورة الثالثة لمجلس منطقة مكة المكرمة، مساء يوم الأحد الفارط بمدينة جدة. قال سموه: (نحن كمسئولين، مهما كانت رتبتك كمسئول مدني وعسكري، وأقصد بالذات منسوبي الأمن بكل قطاع، إن التوجيهات قوية، وتحملنا مسئوليات كبيرة، توفر لنا إمكانات كبيرة لخدمة هذا الوطن، وخدمة هذا الشعب، فلنعلم أننا وجدنا لخدمة هذه الأمة الكريمة، التي هي شعب المملكة العربية السعودية، برجاله ونسائه، صغاره وكباره). ثم قال: (لذلك.. ننصح أنفسنا قبل كل شيء، أن نجنب المواطن الروتين، ونعمل على إنجاز أعماله، وأن نمكنه من لقاء كل المسئولين، من الوزير إلى أقل مسئول في المسئولية، والجميع مسئولين). وقال: (لقد أوجدت كل أجهزة الدولة من أجل خدمة الإنسان السعودي، والإنسان الذي قدر له أن يقيم على هذه الأرض، يجب أن نعرف أننا خدم لأبناء هذا الوطن، وإن كان شرف الله مليكنا بأن يكون خادماً للحرمين الشريفين، فإنه يأمرنا بذلك، وأن نخدم جميع أرجاء الوطن).

استمعت إلى هذه الكلمات المضيئة أثناء الحفل البهيج، الذي سلط الأضواء على ما هو منجز، وما هو غير منجز في خطة التنمية بمنطقة مكة خلال أربعة أعوام، وتمنيت من كل قلبي، أن يتمثل كل مواطن في هذه البلاد، هذه المثل القيمة في الأداء الوظيفي والعملي المشترك، وأن تفتح أبواب كبار المسئولين وصغارهم، من الوزير إلى الغفير، لاستقبال المراجعين والشاكين والمطالبين، والاستماع إليهم، وتحقيق مطالبهم وفق الأنظمة الرسمية.

توجد نماذج جيدة في الإدارة الحكومية، وتوجد نماذج سيئة كذلك. ليس كل المسئولين سواء، ولا كل من يراجعهم سواء، وعندما ركز سمو الأمير نايف في خطابه على قطاعات الأمن، فهو يريدها أن تكون الأفضل دائماً، ويريد أن تكون كافة الجهات كذلك، وهناك مسئولين وقضاة في محاكم، يستثقلون مجرد رد السلام على من يدخل مكاتبهم، هذا إن أسعفه حظه وتمكن من الدخول عليهم..!

لا نطالب بأكثر من الاحترام المتبادل بين الخادم والمخدوم في هذا المجتمع العربي المسلم. إن خدمة الوطن شرف، وخدمة المواطن واجب، وإذا استشعر كل مواطن في هذا البلد، شرف هذه الخدمة، ومسئوليته في أدائها، أصبح خادماً بشرف، ومخدوماً بشرف، فالعلاقة التي أرساها ولي الأمر بين الحاكم والمحكوم في المملكة، هي خدمة الدين والوطن والمواطن، ولا شك أن لنا قدوة بخادم الحرمين الشريفين، وبكافة القيادات العليا التي تنهج نهجه، في فتح الأبواب، وتحمل المسئولية، وتقديم الخدمة المثلى التي ينتظرها المواطن من قيادته ومسئوليه في الدولة.

assahm@maktoob.com
 

الخادم والمخدوم.. في العلاقة بين (الحاكم والمحكوم)..
حماد السالمى

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة