Tuesday  28/06/2011/2011 Issue 14152

الثلاثاء 26 رجب 1432  العدد  14152

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ترتفع بورصة بعض الدعاة وتصل مكافآتهم لأرقام قياسية لاسيما في شهر رمضان بل قد يصل وقت بث البرنامج إلى أكثر من ساعة عبر حديث مكرر. ولكم أن تتخيلوا شخصاً يتحدث أكثر من خمس وأربعين ساعة في شهر واحد. في حين كان السلف الصالح يتركون كتب الحديث والفقه ويقبلون على القرآن ولا شيء غيره.

والمطلع على بعض القنوات يشاهد البرامج الدينية في شهر الخير وقد استحوذت على حيز كبير من البرامج المعروضة في وقت العصر وقبل آذان المغرب بالتحديد، حيث يكون هذا الوقت لشراء المستلزمات أو تجهيز الطعام. بينما تكون بداية المسلسلات الترفيهية والكوميدية بعد الإفطار مباشرة، وترتفع وتيرة الجدية كلما أخذ الليل بالعمق!

وإن كانت البرامج الدينية أفضل من المسلسلات الهابطة وبرامج المسابقات القائمة على القمار، إلا أنني أتوق بالفعل أن ألتمس من خلال تلك البرامج الدعوة إلى العمل الجاد أو القيام بعمل تطوعي أو إنساني بدلاً من الكلام والأحاديث المكررة. وأقصد بذلك أن يقوم الداعية بعمل تطوعي على الهواء مباشرة بعيداً عن الاستعراض بنوع السيارة والبشت والهندام المبالغ به!

شاهدت برنامج (صناع الحياة) الذي يقدمه الداعية عمرو خالد؛ وبرغم عدم الاتفاق معه ببعض اتجاهاته إلا أنني رأيته وقد دخل أحد الأحياء الفقيرة واستمع لمطالب الناس، وقام بالدعوة للتبرع في حساب موحد عليه رقابة ومتابعة حكومية دقيقة بهدف دعم السكان الفقراء. وبالفعل استقطب الكثير من الناس والشباب على وجه التحديد للعمل التطوعي وقد انضم له مجموعة من الشباب المنتمين لأسر غنية، وقام بتوزيع العمل وترشيدهم وبعدها تركهم يعملون.

ومع رجائي ألا يكون هذا الداعية يلمِّع نفسه بهدف الحصول على منصب أو وجاهة لأنه بذلك سيسقط سريعاً! إلا أنني أتفق معه بأن دعوة الشباب وبث روح الحماس في أنفسهم عمل عظيم، وهو الباقي للمرء سواء في الذكر الحسن في حياته أو بعد مماته، فضلاً عن كونه عملاً اجتماعياً رائداً.

وبرغم أن الدعوة إلى الله تتطلب من المرء أن يكون زاهداً بسيطاً في ملبسه وحياته بعيداً عن البهرجة وقريباً من الناس بتلمس احتياجاتهم؛ إلا أن ما يؤسف له أن بعض الدعاة في الزمن الحاضر أصبحوا من أرباب الأموال حتى يكادوا يصرِّحون بأرصدتهم أمام الناس، ويستعرضوا بصور نزهاتهم وسياحتهم وسفرياتهم للدول الغنية لدرجة أن صورهم وأبناءهم صارت تنشر عبر المواقع الإلكترونية وترسل إلى الإيميلات وكأنها دعوة صريحة لطرق هذا الباب للحصول على تلك المميزات!!

ولم يكتف بعض الدعاة بذلك بل أصبحوا يتدخلون بالشؤون الداخلية لبعض الدول وينصحون رؤساءها بالتنحي أو إقامة دعوى ضدهم بسبب تصرفاتهم تجاه شعوبهم، وهم بذلك لا يقيمون وزناً لحكومة بلادنا الحكيمة ومواقفها الحيادية تجاه ما يحصل في تلك الدول.

ويحسن بالداعية الاقتصار على ما يخصه في محيط علمه الشرعي فحسب! حين نصّب نفسه لهذا العمل النبيل، وألا يكون الهدف البروز الإعلامي والوجاهة أو الحصول على مميزات مادية لا تتناسب وذلك الهدف الجميل.

rogaia143@hotmail.com
www.rogaia.net
 

المنشود
الدعاة والبورصات!
رقية الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة