Tuesday  28/06/2011/2011 Issue 14152

الثلاثاء 26 رجب 1432  العدد  14152

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

كون النسبة الكبرى من السكان العرب الآن من فئة الشباب، يعني أنّ ضمان متطلّبات الحياة بكرامة, من حيث الحصول على التدريب الكافي للجميع, وتأمين فرص وظيفية, وقدرة الاستقرار الأسري, أصبح أمراً أصعب مما عايشه الجيل الأسبق. ووجود كتلة كبيرة من الشباب يعانون البطالة وشظف العيش، يعني انتشار مشاعر عدم الرضى, وقد تؤدي إلى التمرُّد, وربما تقود إلى ارتفاع معدّلات الجريمة. وفي الخليج حيث الشباب لا يذكرون من تجربة آبائهم إلاّ ترف فترة الطفرة، يبدو تأقلمهم مع واقع ضاغط أكثر إيلاماً ومدعاة للشكوى.

بالإضافة إلى ذلك, ما حدث من تفاعلات النصف الأول من هذا العام، لم يكن فقط ثورات على انحرافات وقصور الأنظمة في بعض الدول, بل هناك أيضاً عوامل تتعلق بما يحدث خارج المنطقة. من ذلك أنّ اطلاع الشباب على أوضاع أمثالهم في الدول المتقدمة عبر ارتفاع قدرتهم على التعامل مع تقنية الاتصالات الحديثة، واستخدامها يتيح لهم أن يقيسوا موقعهم بغيرهم في البلاد المتقدمة اقتصادياً والمتطورة في أنظمتها السياسية. والقيادات الواعية في المنطقة هي التي ستأخذ هذا الترابط بين روافد أوضاع الشباب جدياً, وتحوّل هذه الفئة من كونها قنبلة موقوتة تهدد المجتمع إلى قدرات لبناء المستقبل الحضاري المواكب للزمن والموائم لتحقيق طموحاتهم. ولذلك يسعدني أن أرى في الوطن الحميم بالذات، جدّية التعامل مع أعراض المشكلة في محاولة بناء وعي الشباب وتأهيلهم للعمل, بدئاً بتكثيف برامج الابتعاث وبرامج التدريب المهني محلياً.. لردم الفجوة المعرفية والتقنية بيننا وبين الدول المتقدمة, ولإيجاد فرص وحلول معقولة لمعالجة شعور الشباب بقصور أوضاعهم المادية، من حيث عدم أو تقلّص فرص توفر مصدر مضمون لمتطلّبات العيش الكريم مقارنة بغيرهم.

كيف يتسنّى لنا وضع خطط تواكب متطلّبات المستقبل وتحدياته؟.

يمكننا البدء من جهتين: أولاً لأننا لسنا في مقدمة المجتمعات المتطوّرة عالمياً, يمكننا تفحص ما يتم حولنا في مجتمعات الغير من نجاحات في تحقيق التنمية الشاملة, لنحذو حذوها في نجاحاتهم, ولنرى ما يجب عدم تقليده, لتجنب أخطائهم. ثم محلياً لابد أن يكون البدء بدراسة جادة لتحليل تفاصيل أوضاعنا الخاصة, وتوضيح متطلّباتنا المستقبلية التي تحددها أهدافنا, ورصد أين وصلنا في مشاريع التنمية الأسبق زمناً، وهل حققت المأمول منها أم ما زالت متعثّرة؟. ثم نختار الإستراتيجية الأمثل للبدء في تغيير الوجهة ونضع الخطط المناسبة لمعالجة المسببات، وكبح استمرارية الفشل وتعديل المسيرة، بإجراءات متابعة مستدامة. وبالإضافة تبذل الجهود في تنفيذ المشاريع المستقبلية بمنطلق استشرافي مناسب لطموحات وتفاصيل الزمن القادم، باستقطاب مساهمة كل فئات المجتمع للعمل الجاد كفريق متداعم لتحقيق الوضع الأفضل للجميع.

وحتى لو بدا تناول الموضوع هنا مقتضباً وربما أقرب إلى استعراض النواحي السلبية, إلاّ أنني كمختصة في متابعة ما يجري في المجتمع أرى إرهاصات توحي بالتفاؤل. منها مثلاً أنّ الجهات الرسمية أصبحت تعطي اهتماماً جاداً وآذاناً صاغية، إلى تعبير الشباب عن مشاعرهم ورغباتهم في مساحاتهم الخاصة كالتويتر والفيسبووك. ولإيماني برجاحة صنع القرار في الخليج والسعودية بالذات، رغم توخِّي الحذر من التسرُّع أو التهوُّر, أتوقع شخصياً أن نجد فتياتنا قريباً يسقن سياراتهن إلى وظائفهن أو لقضاء حوائجهن مطمئنات لحماية إجراءات صارمة مستجدة.

وعليه فشعارنا قد يكون أكثر اقتراباً من المطلوب فعلاً لو كان:

« تأمل عولمياً.. واضمن قدرات وطن المستقبل ببناء مشاعر رضى ووفاء وولاء الشباب «

 

حوار حضاري
أبناؤنا والمستقبل 2-2
ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة