Tuesday  28/06/2011/2011 Issue 14152

الثلاثاء 26 رجب 1432  العدد  14152

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

الهاتف يرن،..

هذا عبدالرحمن من مكتب رئيس التحرير يستعجل المقال..

أزف الوقت..،

وكلّما تأخّر المقال عن عينيْ رئيس التحرير زاد صداعه..

وازدحم رأسي بدبيب صداع آخر.. أقوى..!

جهاز الكمبيوتر الوحيد الذي يعاني من الصداع الذي نغمره به، كلما نقرنا حرفاً، وكلمة وجملة..

أتخيّله يئن من فرط نقرنا..

رحمنا الورق،.. وذهبنا نعيث بصفحته البلورية..

تتلقى ما ندوّنه، وتحفظ ما نتنفّسه، وتكتم ما نشهقه..

وأعزُّ، وأفي لورقتي البيضاء..

كثيراً ما لمت عني صداعي..

إذ لم يكن الصداع ألماً تستجيب له وخزات في الرأس..، أو نبض يتسارع في العروق.. الصداع كان، ولا يزال، ينبعث مع كل وخزة خاطر مبعثها وهن الإنسان..، الإنسان الذي يدب على الأرض، يحمِّل نفسه مآسي البشرية،.. أو يدلق إلي أفرادها مآسيه.. ولا أشد قسوة على موطن الصداع في داخلي.. من الذي يكون عن أولئك الذين يجيدون طبخ أغذية الصداع.. المتملّقون الذين يعيشون وعلى ابتساماتهم الصفراء تفتح لهم الدروب..، والكاذبون المتسلّقون جدر الوصول وهم خواء.. والمنافقون الذين بارت بضائعهم..، فابتكروا لعرضها، وبيعها، وسائل خادعة على السذّج الغافلين.. وتلك الأصوات النشاز، في جماعة لا تعرف كيف توصل أصواتها الخفيضة تأدباً، وحياءً فتغلبها وتتصدّرها بغوغائيتها، وإيقاعها.. صداع تتلقّاه أرواقي البيضاء حين أفرغ إليها،.. فتغدو المأوى لنبضه..، تستقبله فتفرغ جوفي منه.. أرتاح، لتبوء بحملي.. والهاتف يرن..، وما أتقصد التأخير.. غير أنّ أبا بشار يدري ما عناء الكاتب حين يبوح، فلا هي كليمات خبرية تفرغ في ثانية، ولا هي تعقيبات عن أحداث، يتخلّص منها القلم بمجرّد أن تتحرك بحروفه مفاتيح الكلمات.. لكنها صداع.. من نوع خاص.. صداع ليس كالصداع الذي تضمّه كفة يد بمقدمة الرأس،.. تضغط قليلاً فما يلبث أن يتلاشى.. إنه صداع تعايش مع رفة رمش يلف الحول من حولنا..

يا لمفارقات البشر، وهم يفتحون خزائن نواياهم..، ويكشفون عن صروح لججهم...، يعبرون كالوميض في ساحات اليوم..،

وساعات الليل..،

ولحظات الوقت..،

وهم مثقلون بغاياتهم..،

موهومون بأحلامهم..،

لا هم أصحاء بما يبهج..، ولا مرضى بما يؤلم..،

إنهم بوتقات لصداع مستديم، من نوع يعرفه قارئ نبيه..،

كلما قرأ أيقن، أنّ الحرف جاءه من مكان أمين..

ورئيس التحرير ينتظر..

والصداع لا يزال باعه طويلاً..، فلنجتث الوقت، والمسافة معاً..،

ونأتي..

 

لما هو آت
صداع..
خيرية ابراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة