Wednesday  29/06/2011/2011 Issue 14153

الاربعاء 27 رجب 1432  العدد  14153

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

مستوصفات الأسنان والمناوبة آخر الليل
د. ناصر بن عبدالله الخرعان

رجوع

 

الأسنان وما أدراك ما الأسنان إذا ما آلمتك وجعلتك تعيش في دوامة خارج السرب!! وخاصة إذا كان الوقت في ساعات متأخرة من الليل، فماذا تصنع؟ هل تأخذ مسكنات دون استشارة طبيب؟ وهل تجدي تلك المسكنات أم لا؟ أو تصبر على هذه الآلام التي قد تخرجك من طورك!! وتجعلك لا تحس بمن حولك من شدة الآلام، وكما يقول الأولون: (لا هم إلا هم العرس، ولا وجع إلا وجع الضرس!!).

وإن أصبحت الساعة العاشرة ليلاً، فما أشقى من أحاطت به هذه الآلام فالكل منا قد مر بهذه التجربة قسراً!! ولو ذهب للمستوصفات الخاصة بالأسنان لوجدها قد أوصدت الأبواب أمامه!! وذلك بانتهاء دوام العاملين بها رسمياً!! فما عليه إلا أن يذهب إلى طبيب غير مختص قد يمنحه مسكناً، وقد يعطيه بعض النصائح ويجعله يرجع بخفي حنين!!

وأثناء كتابتي لهذا المقال تذكرت تجربة مريرة من هذا النوع حينما كنت في عام 1415هـ في مهمة في (سراييفو) بجمهورية البوسنة والهرسك لتغطية مؤتمر أقامته المملكة، ضمن وفد برئاسة الدكتور مانع الجهني -يرحمه الله- وفي وقت حرب!! حينما أخذت مسكنات لسن آلمني وجعلني أعيش في دوامة من الأوجاع، ولم يكن لها جدوى في تخفيف الآلام، وطلبت من الشيخ ناصر السعيد رئيس الهيئة العليا آنذاك في زغرب أن يرسل معي أحد لعلاج هذا السن، فرد قائلاً خذ مسكنات فالوقت الآن متأخر من الليل، والوضع صعب للغاية، فأجبته بأنني قد أخذت مسكنات كثيرة ولم تفد على الإطلاق!! فقال إذن نرسل معك سائقاً ومترجماً، وأسأل الله أن يستر عليكم، وذهبنا في رحلة عناء وكبد بين رصاص القناصة الصرب، وبين قذائف تتهاوى من كل جانب، حيث سقطت إحدى هذه القذائف بجانب المبنى الذي كنا فيه عند الطبيب، ولكن الله سلم!! وليتني استفدت من علاج ناجع لذلك السن!! بل أخبرني الدكتور بأنه لا يوجد لديهم حشو للسن، وبالإمكان أن يخرم السن خرماً صغيراً، ويهدأ بإذن الله، على أن أكمل علاجه في كرواتيا!! فما أصعب أوجاع الأسنان التي كدت أن أذهب ضحيتها مع رفاقي، ونفقد أنفسنا بأسبابها!!

ولنرجع لصلب موضوعنا، وهو المستوصفات الخاصة، ليتمخض عن ذلك سؤال هو: لماذا لا تجبر المستوصفات الخاصة بالأسنان بأن تجعل بها أطباء مناوبين لمثل هذه الحالات الطارئة، وذلك أسوة بالمستوصفات الخاصة الشاملة لجميع التخصصات؟ وليس بالضرورة أن يشمل ذلك المستوصفات التي بها تخصصات كثيرة ومن ضمنها الأسنان!! ولكن ما أقصده المستوصفات التي تختص بالأسنان فقط!!

هذا وكلنا أمل في أن تنظر وزارة الصحة في هذا الأمر وتأخذه بعين الاعتبار لإراحة المواطنين من عناء وآلام الأسنان، فالمواطنون بحاجة ماسة لأن تناوب مثل هذه المستوصفات، ودمتم بخير ومحبة.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة