Friday  01/07/2011/2011 Issue 14155

الجمعة 29 رجب 1432  العدد  14155

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

قد نتقبل أي تفسيرات أو تحليلات نفسية أو سبر لغور أي شخصية يقدمها لنا الطبيب النفسي الدكتور طارق الحبيب عبر الفضاء لو أن الأمر يتعلق بشخصيات على قيد الحياة مهما بلغت مكانتها وقوتها لكن أن يتصل هذا النوع من التحليل والتفسير بشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم فهذا ما لا يمكن تقبله أو السكوت عليه مهما بلغت قوة المبررات.

الدكتور الحبيب تحول في قناة «أم-بي-سي»إلى محلل نفسي ومفتٍ وضرب في العمق وتجاوز كل الخطوط الحمراء وأوقع نفسه ومناصريه ومؤيديه والمطبلين له في طامة أكبر كثيراً من كارثة اتهامه لمواطني الشمال والجنوب السعوديين بضعف الانتماء وموالاتهم لدول الجوار. يقول في قراءته النفسية لشخصية سيد الخلق: «إن محمداً قبل النبوة كان ناقصاً في شخصيته لأنه لم يترب في حضن أمه وكان بحاجة للحنان وزواجه من السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وهي التي تكبره في السن قد عوضه عن الحنان الذي فقده بفقد أمه وبالتالي أكمل ما نقص في شخصيته». أما زواجه من عائشة ولماذا ارتبط بها وهي صغيرة فقد برر هذا السلوك بقراءة نفسية أخرى أكثر كوارثية من الأولى فيقول: «إن النبي صلى الله عليه وسلم لما كبر كان أباً يحتاج أن يرعى فلا يناسبه إلا مثل عائشة فرفوشة فرائحية».

آراء متناقضة ومثيرة للاستغراب والاستهجان وتدعو إلى الضحك من باب شر البلية ما يضحك لأن التفسير الأول يعني أن أي يتيم فقد والدته يحتاج كي يكمل نقص شخصيته للارتباط بزوجة كبيرة في السن تمنحه الحنان الذي يسد ما لديه من نقص! وفي حالة المصطفى صلى الله عليه وسلم فكيف برسول اختاره رب العالمين لتبليغ رسالته يعاني من نقص في شخصيته هذه الشخصية العظيمة كيف يسيء لها الحبيب برأيه المضطرب! لو قال مثلاً: الرسول حينما اختار خديجة كان لدواعي كمالها ربما كان الأمر أكثر قبولاً, وقراءته النفسية العوراء لزواج الرسول صلى الله عليه وسلم من عائشة مردودة عليه أيضاً، فعائشة بنت الصديق خليل محمد وما يربط بينهما من روابط تتعدى التحليلات النفسية الخرقاء بكثير وكل حالة زواج من زواجات النبي لها مبرراتها التشريعية والخاصة بتلك الحالات دون سواها ولم تكن عائشة رضي الله عنها إلا فقيهة من فقهاء الأمة قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: «خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء» فهي ليست فرفوشة ولا فرائحية وهي أوصاف لا تطلق على من هم في هذه المقامات العالية!

الدكتور الحبيب لم يطلق تلك القراءات إلا لأنه وجد بيئة مناسبة مطبلة تتقبل كل ما يقول فصوابه إن حصل سيقابل بالهتافات وأخطاؤه إن حدثت سيغض عنها الطرف. هل لدى الناس الوقت ليستمعوا لتلك الهرطقات الحبيبية ثم ينتظرونه ليظهر بعد حين معتذراً عمّا بدر منه بعد أن حقق ما يريد ولفت الأنظار إليه وأشبع ذاته, بالفعل كم نحن أمة منكوبة بأمثال هؤلاء المتسلقين هواة الظهور والشهرة.

ألم يدرك الطبيب الفاضل وهو يخوض في غمار هذا البحر المتلاطم أنه وغيره من البشر أمام خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها باجتهادات بشرية قاصرة خذلها سوء التوقيت وضعف الربط وهزالة الاستشهاد وركاكة التعبير.

كبيرة يا سعادة الدكتور طارق والأكبر يجب أن تكون ردة فعل أصحاب الشأن.

shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
قوية يا دكتور طارق
د. عبدالرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة