Friday  01/07/2011/2011 Issue 14155

الجمعة 29 رجب 1432  العدد  14155

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

فقدت الحركة الرياضية بالمملكة واحداً من عمالقة نجوم الكرة في حقبة الثمانينيات الهجرية من القرن الفارط.. ممن تألقوا في صفوف فرسان مكة في خط المقدمة.. برحيل المهاجم الأسطوري الوحداوي سعيد لبان (69 عاماً) خسرت رياضة المنطقة الغربية نجماً كبيراً ذاع صيته، وعلا شأنه في تلك الأيام الخوالي بفنه الكروي وتقنيته المهارية البارعة، ممن أسهموا في بناء المنجزات الذهبية في تاريخ نادي الوحدة المخضرم.. والنجم الراحل لمن فاته قطار المعرفة عن تاريخ نجوميته، كان يعتبر واحداً من ألمع المهاجمين الأفذاذ الذين تألقوا في خط المقدمة وشكّل علامة بارزة في خارطة الفرسان في تلك الحقبة الماضية.. فصنعوا إنجازات (وحدة زمان) ضمن جيل الذهب.. جيل الجعيد وكريم المسفر وعلي داوود وأبو زيد وأبو أيمن وأسعد ردنة، وغيرهم من النجوم الكبار والأسماء الرنانة التي كانت تعج بهم الخارطة الحمراء.

- عرفته عن كثب عندما رافق شقيقه الأصغر وتوأمة في النجومية لطفي لبان بعد انتقاله أي - لطفي - إلى الرياض لتلقي العلاج الطبيعي والتأهيلي في مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية قبل ثلاثة أعوام، عقب إصابته بجلطة دماغية تكفل بعلاجه الأمير الإنسان فيصل بن سلطان في هذه المدينة الحالمة، وقتها كان النجم الراحل يرافق شقيقه المصاب ويشد من أزره ويلازمه في مرضه، في صورة جسّدت أروع معاني الوفاء الإنساني والقيم الأخلاقية المتأصلة في وجدانه وكيانه، وظل على هذا الحال أكثر من شهرين ملازماً لشقيقه الأصغر، وكلما زرته في المدينة الطبية وجدته أشبه بالابن البار مع أبيه من عمق سلوكه اإانساني وإحساسه المرهف ونبله الوجداني تجاه شقيقه، الذي مر بأزمة نفسانية وعضوية بعد تعرّضه لجلطة في الدماغ.. ومع تواصلي مع الفقيد كسبت مؤرخاً رياضياً يملك أرشيفاً معلوماتياً عن تاريخ الحركة الرياضية بالمنطقة الغربية تحديداً، وكنت أهاتفه عندما أبحث عن المعلومة التاريخية الصحيحة، باعتبار انه كان يملك ذاكرة قوية وذكاء فطرياً ينقل المعلومة كما هي.. ولا غرابة في ذلك إذ كان - يرحمه الله - يشكّل أحد المصادر الأولية في الأوعية التاريخية الرياضية، وأكثر النجوم تألقاً في مضمار التدوين والتوثيق الذهني.. لاسيما وأن النجم الراحل مثّل الوحدة قبل نصف قرن من الزمن وعايش الكثير من الأحداث التاريخية والذكريات الجميلة في مسيرة النادي المكي، وتحديداً في عصره الذهبي بقيادة رئيسه الذهبي الراحل الشيخ عبد الله عريف - رحمه الله -، الذي نقل الفرسان إلى عالم الذهب ومنصات التتويج في حقبة الثمانينات الهجرية.. وسط كوكبة من النجوم الكبار يتقدمهم المهاجم الخلوق سعيد لبان الذي حفر اسمه في ذاكرة الفرسان بعطاءاته الرفيعة وسلوكه الرياضي وشهرته الواسعة التي بلغت الآفاق، وبشهادة المؤرخين الرياضيين المعاصرين لحقبة النجم الكبير.

أصيب في آخر أيامه بمرض عضال وتحامل على مرضه وصبر على آهاته، وكانت ابتسامته المألوفة والمعروفة لا تفارقه حتى في أحلك ظروفه الصحية.. مجسّداً أروع قيم الصبر والاحتساب على هذا الداء الخطير الذي أخذ ينتشر في جسده النحيل رويداً رويداً إلى أن تمكن منه - يرحمه الله -، ليفارق هذه الحياة الفانية تاركاً خلفه سيرة عطرة وسمعة طيبة.. كواحد من الأسماء الخالدة التي حُفرت في ذاكرت الرياضة السعودية بعطائه المتّقد ونجوميته اللامعة، فضلاً عن سلوكه الرياضي الرفيع الذي شكّل أبرز ملامح تفوّقه الميداني.

رحم الله النجم الكبير سعيد لبان وأسكنه فسيح جناته..

المحرر

 

رحم الله سعيد لبان
خالد الدوس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة