Saturday  02/07/2011/2011 Issue 14156

السبت 01 شعبان 1432  العدد  14156

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

اليوم وبعد مقالتين لي عن منطقة الحدود الشمالية همومها وشجونها ومشاكل الخدمات المقدمة في المنطقة العريقة ومتطلبات أهلها النبلاء، وبعد ردود فعل كثيرة عديدة ومتباينة أقدرها كلها وأجلها، أعود مكررا قولي بأن تباطؤ الأجهزة المعنية هناك وخاصة أمانات المدن في معالجة الأمور بالسرعة المطلوبة وبالحرفية والمهنية المميزة والتي تعكس

نوعية العمل وكفاءته هي التي أدت إلى عدم تسريع التطوير والتحسين وإكمال البرامج والخطط التي أرستها الدولة الرشيدة أعزها الله وفق خطة زمنية معينة أعدت لذلك، وذلك في مجالات عديدة أهمها شبكات الماء والصرف الصحي والتبليط والتعبيد وبناء الجسور والأنفاق والمنتزهات الوطنية وغيرها، صحيح أن بعض الأمانات هناك قامت بتنفيذ بعض المشاريع في مجال الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطن، لكنها لم تكن بالمستوى المطلوب والكافي والذي يشبع العين والروح ويدعو للطمأنينة المشبعة بالرضا، فمثلا المياه الصالحة للشرب والتي تحتاجها كافة المدن الشمالية هناك تتطلب عملا كبيرا وجبارا في إنشاء وتحديث وتطوير وتجديد وتوسيع الشبكة الناقلة للماء لأحياء واسعة وكبيرة ومتعددة وذلك في بناء مشاريع عملاقة للماء وفق أسس علمية حديثة ومن قبل شركات عالمية معروفة في مجال السقيا والري.

إن أمانات مدن منطقة الحدود الشمالية بحاجة إلى إعادة النظر في سياساتها ووضع خطط إستراتيجية مدروسة تحسب فيها الجدوى الاقتصادية والمنفعية للمشاريع قبل تنفيذها والبدء فيها ومدى أهميتها ولمن الأولوية، فمن غير المعقول أن يمر أعوام وبعض الطرقات والشوارع الفرعية مغلقة بسبب تنفيذ تحويلة أو ممر أو إزالة عشوائية على سبيل المثال لا الحصر، ولو نفذت من قبل شركات متمكنة ومسئولة وتخاف من الرقيب والحسيب المعد سلفا لها فلن يحدث مطلقا التأخير والإعاقة والعجز وسوء المنظر، إن إنجاز أمانات المدن هناك لم يكن موفقا، إذ أنها اعتمدت على أسلوب تنفيذ الأعمال بواسطة الشركات الصغيرة والتي تعمل بعقود الباطن والتي تتميز بسوء التنفيذ وندرة الخبرة وبسرعة فائقة في التنفيذ دون تأني ودراسة إذ سرعان ما تظهر عيوب العمل وتنكشف سوءته رغم ملايين الريالات التي تم صرفها وكأنها ريالات رميت في البحر أو في وسط نار، إن على الأمانات في الشمال هناك أن تطلع على تجارب أمانات المدن الناجحة الأخرى في وطننا العذب الكبير وتستفيد من نجاحاتها وتجاربها في كيفية التعامل مع المشاريع الخدمية التي تواجهها والطرق الصحيحة والسريعة للتغلب عليها، وأن تتجه إلى المشاركة في إنجاز مشاريعها عبر اختيار النخبة المميزة من المهندسين الاستشاريين السعوديين وهم بالمئات ولديهم الفكرة والخبرة والعزيمة والإصرار والوطنية المتناهية وكذلك اختيار شركات التنفيذ الوطنية المؤهلة والفاعلة ووضع برنامج رقابي صارم وحاد يعني بشؤون المشاريع ومتابعتها بدقة ومحاسبة المقصرين والمتقاعسين والكسالى، إن الاستفادة من خبرات الأمانات الأخرى الناجحة والاطلاع على آليات عملها ونقل تجاربها يجب أن يكون من أولويات اهتمامات أمانات مدن الشمال كافة من خلال الانتدابات الرسمية والدورات والزيارات المتتابعة حتى يصبح بعدها وجه الشمال أنيقا وسيما في كل وقت وفي كل حين مثل إشراقه شمس أو بزوغ قمر بعد دقة التخطيط وحسن الأداء والتنفيذ وتكامل الخدمات وانسيابية تقديم الخدمة للمواطنين في كل مظهر من مظاهر الحياة.

إن حلمي أن أرى الشمال وقد ارتدى يوما حلته الأنيقة وظهرت ملامحه الجميلة ورمى وراءه مخلفات الماضي وانتمى من جديد إلى بقية مدن الوطن العظيم المتقدمة والمزدهرة والنامية كنبتة خزامى في وقت ربيعي خلاب، إن على أمانات منطقة الحدود الشمالية إذا ما أرادت ذلك إقرار إستراتيجيات عمل جماعي منسق تقوم على قاعدة المسئولية وحسن الاختيار والأخذ بعين الاعتبار كافة متطلبات المواطن وأدوات العمل وتوفير بيئة ملائمة لتنمية قطاع الخدمات وجعله قطاعا معاصرا يحقق قيمة مضافة لعناصر حاجة المجتمع وتنفيذا لرؤية وتطلعات ورغبات وأمنيات ولاة الأمر حفظهم الله، ويمثل خطوة إيجابية وهادفة نحو تفعيل وتطوير آلية الوصول إلى البناء الخدماتي الجاد والذي يستند على ركائز ومبادئ شفافة وترسيخ قيم العمل وتعزيز قدراته وأدواته، إن إشاعة روح التفاعل مع الحاجات والعمل الأنيق من أجل ذلك لهي عملية واقعية تتسم بزيادة وتيرة الإنتاج وتسهم في زيادة الرضا، إن على أمانات الشمال تبني الطموحات والتطلعات والشفافية والأخذ برأي الآخرين والنقد الهادف البناء واحترام مختلف التوجهات وضمان تكاملها بغية صياغة عمل وطني شامل واستشرافية للمستقبل الزاهي الجميل، إن الإصغاء إلى نداء التطوير والتحديث والإنشاء الجديد دون مواجهات تراجيدية أو غضب يفتح آفاقا واسعة نحو بناء المنطقة الشمالية وتعميرها ونموها واستطالتها وجلب الاستثمارات لها بعد قياس المسائل وتكثيف الأجواء المناخية الصحية في تقبل الرأي واكتشاف الحاجة والمطلب دون شطط أو ميل أو تفرد أو هوى، إن أمانات المدن الشمالية بحاجة إلى نشاط واسع وزخم كبير وتحرك ملحوظ نحو التحديث وإعادة الهيكلة وعصرنة التشييد بعيدا عن البيروقراطية واللامبالاة والإهمال والبدء في مرحلة جديدة من التفاعل والتفعيل والرغبة الجامحة في نفض غبار الكسل والعمل على التنشيط بعيدا عن المحاباة أو سفسطائية الخطاب في التغطية على بعض الأخطاء التي من شأنها تأخير النمو والأهداف والرغبات الجامحة.

إن التوجيهات الملكية الدائمة والمتكررة تهدف إلى مضاعفة الجهود والعمل الدؤوب على مواجهه التحديات والتطلع إلى المستقبل المشرق بروح وثابة وراكضة والنهوض بالوطن في كل المجالات باتجاه الفضاء العالي وتحقيق الآمال نحو غد أفضل وأجمل، لهذا ولأن أمانات مدن المنطقة الشمالية تملك الإمكانيات العديدة والطاقات الفعالة التي وفرتها لها الدولة بوفرة وكثافة وكرم يتبقى عليها تكثيف الجهود نحو تطوير ورفع مستوى وكفاءة عملها وأدائها ومواكبة التطلعات والأماني، إن الحراك والتطوير والتفاعل الذي نشهده حاليا على مستوى الوطن الكبير يجيء نتيجة الجهود المباركة لخادم الرحمين الشريفين وسمو ولي عهدة الأمين وسمو النائب الثاني حيث انعكست هذه المجهودات والنشاطات المتلاحقة في تحقيق معدلات النمو المتعاظم محليا وعربيا ودوليا، إن الأمل كبير في تحقيق وتفعيل وغربلة أمانات مدن الشمال لعملها وجهدها والذي ستعود نتائجه على المنطقة بالخير والمنفعة لتحقيق الآمال العريضة التي ننشدها جميعا لخير الوطن والمواطنين أينما كانوا وصاروا، إن علينا أن نتذكر بأن الهوان دائما يتسلل علينا من إغفالنا للأمور التي نعتقد أنها هينة، لذا علينا الخوض في أصغر الأشياء هونا لأن السكوت عليها سيكون أكثر إيلاما وسيؤدي إلى أشياء عكسية قد تزعج ولا تريح.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

من أجل شمال أحلى!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة